اخر الاخبار

تزامنا مع زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الى بغداد، يزور وزير النفط العراقي حيان عبد الغني أنقرة من أجل تسوية ملف تصدير النفط عبر ميناء جيهان التركي، وسط انباء عن عدم توصل الطرفين الى اتفاق، حتى الان.

ورغم التأكيدات الحكومية بقرب زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى بغداد، الا ان أحدا لم يحدد موعدها بالضبط، وهذا قد يكون من بين أسبابه عدم وجود اتفاق مبدئي بين الطرفين لمعالجة القضايا العالقة قبل وصول اردوغان الى بغداد.

ووصل وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى بغداد امس الأول، في زيارة رسمية هي الأولى له منذ توليه منصبه، في حين يزور وزير النفط العراقي حيّان عبد الغني أنقرة، واجتمع مع وزير الطاقة والثروات الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار.

المطالبه بزيادة الاطلاقات

ودعا رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني تركيا، خلال لقائه وزير الخارجية التركي، إلى زيادة الإطلاقات المائية لنهر الفرات.

من جانبه، اكد الوزير التركي ان بلاده ترى في العراق “شريكاً موثوقاً”، وأن “استقراره يسهم في ازدهار تركيا”، لافتاً إلى أن تركيا تولي “أهمية كبيرة” لعلاقاتها الاقتصادية مع العراق، مضيفاً أن “حجم تجارتنا الذي يقترب من 25 مليار دولار يتخلف عن الإمكانيات الحقيقية للبلدين”.

وقال وزير الخارجية فؤاد حسين إنه بحث مع نظيره التركي “مسألة تصدير النفط من خلال الأنبوب الواصل من آبار النفط في كردستان العراق إلى (ميناء) جيهان”، معرباً عن أمله في “التوصل إلى حل لهذه المشكلة”.

ويوم أمس أكد وزيرا النفط العراقي حيان عبد الغني والتركي ألب أرسلان بيرقدار، أهمية استئناف تصدير نفط إقليم كردستان “بعد الانتهاء من عمليات التأهيل للأنابيب” عقب زلزال شباط الماضي.

وشدد الجانبان خلال لقائهما في أنقرة، على أهمية “استئناف تدفقات النفط الخام، بعد الانتهاء من عمليات التأهيل والفحص اللازمة التي يتطلب تنفيذها بعد حادث الزلازل في شباط الماضي”، بحسب بيان لوزارة النفط.

لكن وكالة رويترز أكدت عدم توصل وزيري النفط العراقي والتركي لاتفاق على استئناف تصدير النفط من اقليم كردستان. ونقلت رويترز عن مصادر مطلعة قولها، إن “وزيري النفط العراقي والتركي لم يتوصلا لاتفاق على استئناف صادرات النفط من إقليم كردستان العراق جراء الشروط التركية التعجيزية”. واوضحت ان “الوزيرين اتفقا على إجراء المزيد من المباحثات في المستقبل”.

فشل المفاوضات

وهذا ما اكده موقع المونيتور الأميركي، بالقول: إن المفاوضات بين العراق وتركيا فشلت في اعادة استئناف تصدير النفط عبر ميناء جيهان، بعد انتهاء اجتماع وزير النفط العراقي مع نظيره التركي في أنقرة دون نتيجة.

وبحسب تقرير الموقع، فان “حجة تركيا في استمرار تعليق النفط هو أن خطوط الأنابيب ليست في حالة جيدة لاستئناف تصدير النفط، كما أن خزانات مصفاة النفط في ميناء جيهان بحاجة إلى التفتيش”.

وأردف التقرير، ان “السبب الحقيقي لعدم السماح لتركيا باستئناف تصدير النفط هو رفض بغداد التنازل عن التعويضات التي فرضتها محكمة التحكيم الدولية على أنقرة والبالغة 1 مليار و500 مليون دولار، مع تخليها عن الشكوى الثانية المسجلة في 2018_2022”.

وفي هذا السياق، أعلن وكيل وزارة الخارجية، هشام العلوي، أن زيارة وزير الخارجية وبعدها وزير الاقتصاد والتجارة التركيين إلى العراق ستهيئ لزيارة الرئيس رجب طيب أردوغان، الشهر المقبل.

العلوي اكد أن “العراق مهتم بتصدير النفط عبر ميناء جيهان التركي”، مستطرداً أن “هناك قراراً صدر من المحكمة التجارية، كما هناك ملفات تجارية مرتبطة بملف تصدير النفط بحاجة إلى مناقشتها والاتفاق عليها”. 

وكيل وزارة الخارجية لفت إلى أن زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان “تهيئ لمناقشة هذه الملفات والاتفاق على حلول عملية تخدم مصالح البلدين”.

وبشأن موعد زيارة الرئيس التركي، قال: “لست متأكداً إن كانت الزيارة هذا الشهر، ربما الشهر القادم، لكن قطعاً زيارة وزير الخارجية وبعدها زيارة وزير الاقتصاد والتجارة ستهيئان لزيارة وفد عال المستوى برئاسة الرئيس أردوغان”.

تمادي في الانتهاكات

وفي هذا السياق، اكد الخبير في الشأن السياسي إحسان الشمري: ان “زيارة الرئيس التركي المرتقبة للعراق ليس في مصلحة العراق بقدر ما هي لتحقيق غايات ومصالح الجانب التركي”.

ويقول الشمري لـ”طريق الشعب”، ان “الحكومة العراقية لا تمتلك أي ورقة ضغط للحفاظ على السيادة العراقية وإيقاف الانتهاكات والتجاوزات التركية سواء في ملف المياه او ملف الاعتداء على الأراضي العراقية”.

ويضيف الشمري، ان “الجانب التركي تمادى في انتهاكاته للسيادة العراقية خاصة في ما يتعلق بإقامة قواعد عسكرية بمعزل عن موافقة الحكومة المركزية، وان عدم الوصول الى اتفاق ينهي هذه الانتهاكات على العراق يؤكد ضعف الحكومة العراقية للحفاظ على سيادة الدولة وامن مواطنيها واقتصادها الذي دمر بسبب تجاوزات دول الجوار على الحصص المائية للعراق”.

من جهته، يشير الخبير الاقتصادي د. خطاب الضامن في حديث لـ”طريق الشعب”، الى ان “مصلحة العراق تقتضي استخدام أوراق الضغط التجارية، وان العراق يشكل سوقا كبيرا لتصريف الصناعة التركية بعد التعطيل المقصود للصناعة الوطنية العراقية”.

ويرى الضامن، ان “حكومة السوداني هي الأخرى وكحال باقي الحكومات لا تمتلك الإرادة السياسية الحقيقية لاستخدام أوراق الضغط التجارية لمنع الانتهاكات الدولية”، مشيرا الى ان “زيارة اردوغان تخدم مصالح الجانب التركي ليس الا”. ويوضح الضامن ان “هناك صراعات سياسية ومصالح حزبية ضيقة تتضرر في حال استخدام العراق أوراق الضغط التي يحفظ من خلالها سيادة البلاد وكرامة شعبه واقتصاده الذي يعاني التدمير الممنهج والمستمر منذ عقود”.