اخر الاخبار

برغم عدم ورود تأكيدات رسمية عراقية حول التحركات العسكرية للقوات الأمريكية والتحالف الدولي خلال اليومين الماضيين في داخل البلاد، إلا أن مصادر أمنية تؤكد ان التحركات عبارة عن استبدال للقطاعات، بينما لم يستبعد البعض الآخر “احتمالية وجود حملة عسكرية قد تستهدف سوريا”.

واستقدمت القوات الأميركية، خلال الأيام الفائتة، تعزيزات عسكرية تضم آليات وجنودا على الحدود السورية، قادمة من الجانب العراقي باتجاه مدينة القائم بالقرب من مدينة البوكمال الحدودية على امتداد نهر الفرات. كما أجرت قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، تدريبات عسكرية شاركت فيها طائرات حربية، في قاعدة “كونيكو” بريف دير الزور الشمالي بسوريا.

وتزامنت التعزيزات الأميركية مع إرسال الجيش السوري تعزيزات عسكرية للفرقتين 17 و18 إلى منطقة الميادين بريف دير الزور الشرقي القريبة من الحدود العراقية.

هدف التعبئة

وقال الخبير الأمني العراقي، سرمد البياتي: إن “الهدف المعلن من التحركات الامريكية الاخيرة هو حماية مصالح واشنطن فقط، لكن من غير الممكن الجزم أين سيكون التحرك المقبل”.

وأضاف البياتي، “من المرجح ان يكون العمل في سوريا، لان الولايات المتحدة لن تقدم على اي عمل دون تنسيق مع الحكومة العراقية، كون العراق لاعباً مهماً في المنطقة، ومع هذا تبقى الشائعات كثيرة، والاهداف غير واضحة حتى الان”.

“مستعدون للرد”

وكان قائد عملية “العزم الصلب” في قيادة قوة المهام المشتركة في العراق وسوريا، الجنرال الأميركي ماثيو ماكفارلين، كشف الخميس الماضي، عن مراقبة التحالف لـ”تهديدات” تقودها جماعات في العراق على منصّات التواصل الاجتماعي، تفيد باستهداف قواعد البعثة العسكرية الدولية.

وأكد الجنرال ماكفارلين في إيجاز خاص من بغداد عبر الإنترنت، رداً عن أسئلة الصحافيين: “الاستعداد للردّ” على هذه الجماعات، وفيما أشار إلى أن أيديولوجية داعش لا تزال تشكّل خطراً، لفت إلى أن التنظيم يطّمح لاستعادة قدراته العسكرية.

“عزل جغرافي”

من جانبه، ذكر الخبير الأمني والاستراتيجي أحمد الشريفي، إن “الولايات المتحدة من الواضح انها قررت عزل خطوط التماس البرية بين العراق وايران من جهة، وسوريا ولبنان وحتى فلسطين من جهة اخرى، وهو ما يطلق عليه بـ(العزل الجغرافي) الذي سيبدأ بمحاور حدودية اهمها القائم والبوكمال”.

وأشار الشريفي إلى أن “إعادة الانتشار والتموضع الاميركي لا يقتصر على العراق فقط، بل يشمل عموم الشرق الأوسط، ما يدل على وجود استحضارات لمعركة، وهذا لا يعني اندلاع حرب بقدر ما يطلق عليها بـ(العمليات الخاصة)، من أجل وقف الدعم اللوجستي البري للفصائل الموجودة في سوريا”.

وأوضح الخبير الأمني، أن “العمليات الجوية الجارية الان هي عبارة عن ضربات لاجنحة او اذرع ايران في سوريا، ووارد جدا أن تنتقل هذه العمليات إلى لبنان”.

وبين الشريفي، أنه “في حال تحركت الفصائل في العراق بتأثير المتغيرات التي تجري في سوريا ولبنان، فلا يُستبعد حصول رد فعل من قبل الامريكان على الفصائل، باستهداف تجمعاتها ومراكز القيادة والسيطرة لديها”.

وأردف “اذا استطاعت الحكومة العراقية ممثلة بالسوداني ضبط الأحداث وعدم انجرار الفصائل إلى الاشتباك المباشر او تهديد المصالح الامريكية في العراق، فإن الساحة العراقية ستبقى امنة ومستقرة”.

تصعيد في مواقع التواصل

وتتحدث مصادر امنية عراقية عن استبدال التحالف الدولي جزءا من قطعاته في قاعدتين عسكريتين في محافظتي الأنبار وأربيل.

وتقول المصادر، إن “الآليات العسكرية التي شوهدت خلال الأيام الماضية كانت ضمن عملية استبدال بعض قطعات التحالف الدولي، وليس لقوات أمريكية دخلت العراق”.

وأضافت، أن “هذه القوات غادرت العراق عبر منفذ (جريشان) الحدودي مع الكويت، ضمن عملية استبدال دورية”.

وتناقل مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات عن وجود تدخل عسكري أمريكي في العراق، بناء على مقاطع فيديو انتشرت، اتضح بعضها أنها ليس في العراق.

تحركات “روتينية”

بدروه، قال التّحالف الدولي أن تحركات قواته التي تقودها الولايات المتحدة في العراق “روتينية”.

وأوضح في بيان أن “عناصر قواته من الفرقة الجبلية العاشرة حلّوا محل أفراد الخدمة من الحرس الوطني لولاية أوهايو الأميركية”.

وأضاف أن هذا الانتقال الرسمي للمسؤوليات يهدف الى إعادة انتشار الوحدة التي تنتهي المدة المقررة لانتشارها، ما يستدعي أن يكون عناصر الخدمة في الوحدة المقرر لها أن تحل محلها على أهبة الاستعداد والجاهزية لتولي المسؤولية.

وبين، أنه خلال عمليات الإحلال والمناوبة لهذه القوات تجرى تحركات القوات والعجلات والمعدات داخل العراق وخارجه بطريقة مدروسة ومخططة ومنسقة بعناية مع الشركاء الأمنيين.

طهران: مقلقة

من جانبها، اعتبرت طهران التحركات العسكرية الأخيرة في العراق بأنها “مقلقة”.

وقال السفير الإيراني في العراق محمد كاظم آل صادق أن التحركات الأخيرة للقوات الأميركية في المنطقة “مقلقة ومناهضة للسلام والاستقرار في المنطقة”.

وجاء حديث آل صادق خلال لقاء مع سفير اليابان لدى العراق فوتوشي ماتسوموتو.

نشاط عسكري “طبيعي”

وتعقيبا على الموضوع نفسه، قالت السفيرة الأميركية لدى العراق إلينا رومانوسكي: إن التحركات العسكرية الأخيرة في العراق قد نوقشت بين وزارتي الدفاع الأميركية والعراقية.

وأضافت السفيرة، أن “النشاط العسكري هذا هو جزء من التدوير الطبيعي للقوات الأميركية من وإلى العراق، وهذه المواضيع تمت تغطيتها في نقاشات بين وزارتي دفاع البلدين في واشنطن مؤخرًا”.

وأعلن حلف شمال الأطلسي “الناتو”، يوم الجمعة، توليه مهمات إضافية في العراق، بينها أدوار استشارية وبناء قدرات، دعماً لقوات وزارة الداخلية العراقية وقيادة الشرطة الاتحادية.

من جانب اخر، قام الجيش الأميركي خلال الايام الماضية، مناورات عسكرية مع قوات حماية الشعب الكردية بمدينة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة شمال شرق سوريا، في تحذير مبطن لكل من روسيا وتركيا.

وأفادت مصادر محلية بأن الجنود الأميركيين أجروا مناورات عسكرية مع عشرات من عناصر الفصائل الكردية في الفترة بين 15-17 آب.

واستخدم خلال المناورات مضادات طيران وعربات مدرعة من طراز “برادلي” أميركية الصنع وأسلحة ثقيلة متنوعة.

ويقوم الجيش الأميركي بشكل متواصل بتدريب عناصر التنظيم في جبل “عبد العزيز” بالحسكة وقاعدتيه في حقلي “العمر” و”كونكو” للنفط بمحافظة دير الزور.