اخر الاخبار

  علاقات وطيدة وشراكات عسكرية

كتب جاريد زوبا مقالاً لموقع المونيتور، تحدث فيه عن العلاقات العسكرية العراقية الأمريكية، على ضوء الزيارة التي قام بها وزير الدفاع إلى واشنطن وسلسلة الاجتماعات التي عقدها مع كبار مسؤولي البنتاغون، كوزير الدفاع وأعضاء هيئة الأركان المشتركة وممثلين عن القيادة المركزية ومجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية.

شراكات عسكرية

واشار جاريد في مقاله إلى رغبة واشنطن التشارك مع الجيش العراقي، أسوة بشراكاته مع جيوش المنطقة، لاسيما وأن التشكيل الحالي للقوات الأمريكية في العراق، لن يبقى على ما هو عليه اليوم في العقود المقبلة، وهو ما أكدت عليه الناطقة بإسم البنتاغون على هامش الزيارة. وأعرب الكاتب عن إعتقاده بأن سياسة إدارة بايدن في العراق، والتي كانت مقتصرة على التعاون لهزيمة داعش، قد تتغير قريباً لتنتقل إلى تشجيع الاستثمارات في الإقتصاد وتعزيز التعاون مع دول الخليج والدخول في شراكات عسكرية معها، لاسيما وأن بغداد منفتحة على ذلك، حسب تصريح السفيرة الأمريكية.

الحرب على الإرهاب

وأشار جيراد إلى أن الأمريكيين يعتقدون بأن شبكات داعش مازالت قادرة على شن هجمات، رغم تقلص قدراتها إلى الثلث، حيث لم يبق لها سوى أقل من 1000 فرد في كل من العراق وسوريا، بعد أن كانت تتحكم بمساحة تفوق حجم بريطانيا ويسكنها حوالي 8 ملايين شخص. ونسب الكاتب، الذي أشار إلى تنفيذ القوات العراقية والأمريكية 20 عملية ضد الإرهاب في شهر تموز الماضي، إلى أحد العسكريين الأمريكيين قوله بأن الخبرات الإستخبارية لقوات الأمن العراقية قد تطورت كثيراً بحيث باتوا قادرين على تعقب الإرهابيين لوحدهم، وما يحتاجوه الآن من المستشارين هو بناء القدرات لإجراء أكثر من عملية واحدة في وقت واحد وبمناطق متفرقة من البلاد، والوصول إلى القضاء النهائي على داعش، وهو الذي شكّل على ما يبدو، إحدى نقاط الحوار أثناء زيارة وزير الدفاع العراقي لواشنطن. 

معضلة التسليح

وذكر جيراد بأن من الصعاب التي تواجه تطوير القدرات الدفاعية للعراق تنوع أسلحته، حيث يمتلك اسلحة سوفيتية وأخرى أمريكية وثالثة أجنبية، وصعوبة صيانتها وتشغيلها، حيث لا تسمح الأعمال الميكانيكية مثلاً بتشغيل أكثر من 66 في المائة من طائرات F-16 التي تمتلكها البلاد وأخيراً التقدم البطيء في إستيعاب التقنيات الحديثة.

تمويل سخي

واشار المقال إلى أن موازنة العراق القياسية، والتي أقرت أخيراً، زادت من تمويل القوات المسلحة وضاعفت حجم وحدات الحشد الشعبي لتصل إلى 238000 فرد وخصصت 2.7 مليار دولار كرواتب لهم حتى عام 2025، لكنها خفضت من أعداد جهاز مكافحة الإرهاب بنسبة 14 في المائة أي حوالي 4000 فرد ، علما بأن هذا الجهاز لم يكن يعمل سوى بحوالي 43 في المائة من قوته المفترضة، حيث لم يجّند في صفوفة أحد منذ 5 سنوات، حسب جيراد، الذي يعتقد بأن المستشارين الأمريكيين يعملون بقوة لتطوير القدرات الإستخبارية للعراق، ويهّمهم التعرف على طريقة توزيع الأموال المخصّصة للدفاع في الموازنة.

 وفي كردستان

وحول الوضع في الإقليم، ذكر جيراد بان قوات البشمركة تعاني من إنقسام، وهي توالي الحزبين الرئيسيين، رغم تدفق الأموال الأمريكية عليها في إطار البرنامج الدولي لمكافحة الإرهاب، حيث يواصل البنتاغون إنفاق ما يزيد عن 20 مليون دولار شهريًا لدعم هذه القوات، الذي أعرب جيراد عن قلقه من إحتمال تفككها، بعد أن فشلت مساعي توحيدها، حسب ما صرح به جوناثان لورد، مدير برنامج أمن الشرق الأوسط، ولا يوجد أي توقيت نهائي لتنفيذ ذلك.

وهناك إستثمارات

وحول الإستثمارات، التي تشجع واشنطن دخولها للإقتصاد العراقي تزامناً مع الشراكة العسكرية، أشار جيراد إلى صفقات سعودية واماراتية بقيمة 6 مليارات دولار، وصفقة جنرال إلكترك بقيمة 1.2 مليار دولار، مؤكداً على إعراب الأمريكيين عن قلقهم من الإستثمار، خشية من إستهدافهم، كما حدث سابقاً.