اخر الاخبار

تزامناً مع الذكرى التاسعة للمجزرة التي إرتكبتها عصابات داعش الإرهابية ضد الإيزيديين في العراق، كتبت نبيلة ماسرايلي مقالاً في موقع المجلس الإستشاري للإتحاد الأوربي، أشارت فيه إلى أن هذا الإتحاد، ورغم دعمه القوي لوحدة العراق وسيادته وسلامة أراضيه ، فإنه يشدد على الإحترام الكامل لتنوعه العرقي والديني، ويدعو حكومته إلى الالتزام بحماية وتحسين وضع المجتمعات الضعيفة في البلاد، ومنها المجتمع الإيزيدي الذي ما زال يواجه تحديات كبيرة، كمنع النازحين من العودة إلى ديارهم، لا سيما في سنجار، وغياب الخدمات الاجتماعية الأساسية، وعدم توفر الأمن في ظل شيوع خطاب الكراهية.

وذكّر المقال بدعوة الإتحاد الأوروبي حكومة العراق وحكومة إقليم كردستان إلى المضي في تنفيذ اتفاق سنجار، وإعادة الخدمات المدنية الأساسية إلى المنطقة وتعيين 2500 من أفراد الأمن المحلي كما ورد في الإتفاق. كما طالب الإتحاد، بدعوته هذه، تنفيذ قانون الناجيات الإيزيديات ومرسوم ملكية الأيزيديين للأراضي، الذين أقرتهما حكومة بغداد، إضافة إلى ضمان تمتع الجميع بحقوقهم المدنية والثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وضمان وصولهم إلى الخدمات الأساسية، والبحث عن المفقودين، وتوفير الدعم المادي والنفسي والاجتماعي والفرص الأكاديمية والاقتصادية للضحايا.

كردستان: جمود إنتخابي وإنقسام سياسي

ونشر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى مقالاً للكاتب بكير أيدوغان حول الأوضاع السياسية المعقدة التي يعيشها أقليم كردستان، سواءً في عدم وجود يقين سياسي أو إقتصادي، او في تفاقم الخلافات الداخلية، او في تواصل مساعي المركز، التي رأى فيها، محاولة لتقويض الإستقلالية النسبية للإقليم الفيدرالي.

هل الإنتخابات قادمة؟

وذكر الكاتب بأنه وعلى الرغم من إتفاق الحزبين الرئيسين في الإقليم على إجراء الإنتخابات التشريعية في تشرين الثاني القادم، بعد تأجيلها لمدة طويلة، فإن هناك الكثير من الشك في إمكانية إنجاز هذا الإستحقاق الديمقراطي كما خُطط له. وأعاد أيدوغان التذكير بالخلافات المتراكمة بين الحزبين وأهم أسبابها، فتطرق إلى ما جرى أثناء الصدام المسلح بين الإقليم والمركز في كركوك العام 2017، وإلى الاستقطاب الحاد الذي رافق تشكيل الحكومة الإتحادية في العام الماضي، وغياب الإتفاق حول إستغلال الثروة النفطية والغازية، مشيراً إلى الشكوى من عدم توزيع الواردات بين محافظات الإقليم بشكل منصف، وشيوع الفساد في مفاصل الإدارتين. وأعرب الكاتب عن إعتقاده بأن جهود بعثة الأمم المتحدة (يونامي) ورئيس الإقليم ومساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، قد فتحت كوة من الضوء في حلكة الخلافات السائدة، مما ساهم في تحقيق بعض التقدم بعملية توحيد قوات البيشمركة، التي باتت تتلقى مساعدة مالية شهرية من واشنطن، بمقدار 20 مليون دولار.

هل الفيدرالية مهددة؟

وأعرب أيدوغان عن تصوره بأن الضغوط التي مارستها المؤسسات الإتحادية على الإقليم، قد ساهمت في تفاقم الانقسامات الداخلية، لاسيما تلك المتعلقة بإنهاء ولاية برلمان كردستان وعدم الإعتراف بقانونها للنفط والغاز، إضافة إلى تراجع واردات الإقليم جراء توقف تصدير النفط عبر تركيا، إثر القرار الذي إتخذته ضدها ولصالح العراق، محكمة التجارة في باريس، إضافة إلى تلكؤ بغداد في إرسال حصة كردستان من الموازنة في الأوقات المتفق عليها، وسماح قانون الموازنة للمدن الكردستانية في استلام حصتها منفردة، وليس مركزياً عبر حكومة الإقليم. وأشار إلى أن هذا كله قد يشّدد من الإنقسامات ويُّضعف من مشروعية مؤسسات الإقليم وصولاً إلى إنهاء أو تقليص صلاحياته ككيان فيدرالي.

وإختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن قدرة الإقليم على بناء مستقبل باهر، تعتمد على تبني المعايير الديمقراطية في الحكم ومكافحة الفساد وإتخاذ سياسات معتدلة وممكنة التطبيق، إضافة إلى توصل قواه السياسية لوثيقة جادة وشاملة، تشكل قاعدة للإستقرار والتقدم في مجال التنمية.