اخر الاخبار

كشف قياديون في قوى التغيير الديمقراطي وتحالف قيم المدني، عن استعداداتهم لخوض المعركة الانتخابية وتقديم البديل الحقيقي للمحافظة، والسعي الى انهاء منظومة المحاصصة والفساد.

ناشطون بصريون أكدوا ان التغلب على هذه المشاكل في البصرة، يكون بوجود مجلس محافظة نزيه لمراقبة أداء المسؤولين الحكوميين ومتابعة تنفيذ المشاريع الخدمية، ويمكن لهذا المجلس أن يضع آليات رقابية ويطالب بالحساب عند وجود تقصير في الأداء أو حالات فساد.

البصرة غير مستقرة

واستعرض الرفيق كاظم محسن، سكرتير محلية البصرة للحزب الشيوعي العراقي، بشكل مفصل لـ”طريق الشعب” اوضاع البصرة، قائلاً: ان الوضع المعيشي ما زال بدون اية معالجات حقيقية، لكن المتنفذين تركوا المواطن البسيط يواجه الازمة بمفرده، ويتحمل وحده اعباء اخطاء المنظومة السياسية.

وأشّر محسن غياب الاهتمام بالقطاع الزراعي، مع وجود الكثير من المزارع والاراضي الخصبة التي يمكن ان تنتج، لو كان هناك اهتمام حقيقي بها وتعزيز دورها.

وعن الجانب الامني، ذكر محسن ان “المحافظة غير مستقرة امنياً، فمع غياب سلطة القانون، تتواصل النزاعات العشائرية والصراعات بين الفصائل المسلحة والاشتباكات التي تندلع هنا وهناك باستخدام مختلف انواع الاسلحة المتوسطة والثقيلة”.

ولفت الى ان القوى المتنفذة بدأت الاستعداد للانتخابات المحلية عبر توظيف المال السياسي، وعملت على تشكيل قوائم بأسماء جديدة (مدنية) لتضليل الناخبين بانها قوائم ديمقراطية وبعيدة عن عباءة القوى المتنفذة.

وفي ما يخص قوى التغيير الديمقراطية وتحالفها الانتخابي (قيم المدني)، فقد ذكر الرفيق كاظم محسن، ان “استعدادات واسعة تبذل الان من القوى المتحالفة في البصرة، وجرى تشخيص ابرز المعاناة التي تواجه ابناء المحافظة. كذلك تمت تهيئة مرشحين لديهم الامكانية والخبرة في إدارة العمل.

وسنعمل على تحقيق نصر انتخابي، كي نتمكن من تقديم الخدمات المطلوبة واللازمة للأهالي، على عكس القوى الاخرى التي نهبت المال العام، واستثمرت لصالح اقتصادياتها.

ولفت الى ان “قوى التغيير تعارض نهج المحاصصة وتسعى للقضاء عليه، اضافة لحصر السلاح بيد الدولة، وان ملف الخدمات ومكافحة الفساد والحفاظ على أمن وسيادة البصرة، وحقوق الناس من اهم المبادئ الاساسية”.

قوى التغيير قادرة

زينب منذر، ممثلة حركة نازل اخذ حقي الديمقراطية في البصرة تقول لـ”طريق الشعب”: ان “الواقع الخدمي في المحافظة متباين بين منطقة واخرى، لكن غالباً هذا الواقع لا يسر؛ فعلى سبيل المثال ناحية القبلة تملأها النفايات، بينما التجاوزات تلتهم مختلف الشوارع. والكرمة بصورة عامة تعيش واقعا سيئا. وهذا الحال ينسحب على بقية الاقضية ونواحيها”.

وتابعت، ان “مشكلة المياه لم يجر حلها”.

واشارت الى ان “الفساد وسياسة القوى المتنفذة عمقت الازمات والبطالة في المجتمع، وساهمت في تدهور الواقع الاقتصادي، وهذا ليس وليد اليوم، لكنه تعمق اكثر وازداد في ظل غياب عمل مجالس المحافظات”.

وتابعت قائلة: ان “قوى التغيير تستعد اليوم لخوض الانتخابات للتعبير عن تطلعات المواطن البصري وآماله، وتعويضه عن سنوات الحرمان والمعاناة، لان هذه القوى منبثقة من رحم معاناة العراقيين في عموم العراق، واطرافها السياسية لها مواقف واضحة رافضة لنهج المحاصصة والفساد”.

وخلصت إلى أن “وجود قوى التغيير في مجالس المحافظات يشكل انتقالة نوعية للنهوض بعمل هذه المجالس، التي شوهتها سياسات القوى المتنفذة. وبكل تأكيد ان قوى التغيير قادرة على التصدي لهذه المسؤولية والنهوض بواقع المحافظات”.

فساد متجذر

الناشط زين العابدين البصري اشار الى ان “المحافظة تعاني من نقص حاد بالبنية التحتية؛ حيث أن المدينة تفتقر لشبكة تحلية مياه، وتفتقر الى الطاقة (الكهرباء والوقود) وكذلك الى شبكة مجار، وتدوير النفايات”.

ونبه البصري في حديثه لـ”طريق الشعب”، الى “تقاعس الحكومة المحلية عن تنفيذ واجباتها تجاه المشاريع الكبيرة”، مبينا ان العمل الذي تضطلع به الحكومة المحلية لا يتجاوز محاولة تأهيل البنية التحتية المصممة منذ الثمانينيات لنسبة سكان لا تتجاوز 15 في المائة من عدد السكان الحالي، او تنفيذ مشاريع لا حاجة ضرورية لها”.

ولفت الى ان “الفساد أصبح متجذرا”، مشيرا الى ان “بإمكان أي مسؤول ينتمي الى حزب متنفذ او فصيل مسلح ان يوقف العمل في أي مشروع، بمجرد انه لم يتسلم حصته من ذلك المشروع”، وفي ظل هذا الوضع المعقد الذي يحكم قبضته على المحافظة يتطلب تغييرا شاملا لتلك القوى، وهذا مرهون بأن يقول أبناء البصرة كلمتهم في الانتخابات المحلية المقبلة.

وعن اهمية وجود مجالس محلية في المحافظات قال: انها “سلاح ذو حدين؛ فهي الدافع الحقيقي التي تجعل المحافظين يشتغلون، اذا شعر بوجود مراقبة مستمرة على عمله، وبالتالي فان عدم وجود تلك المجالس يعني أن المحافظات ستعيش حالة من الركود، والسيطرة على زمام الامور بيد واحدة.

واقع مرير

وقال الناشط البصري علي الوردي، إن المحافظة انجزت عددا من المشاريع مثل التبليط والترصيف وغيرهما، لكن كل ما تم انجازه لم يلمس المعاناة الحقيقية للناس”.

وأضاف الوردي في حديث مع “طريق الشعب”، ان “البصرة هي العصب الاقتصادي للبلاد، وما يحدث اليوم ما هو الا ترقيع في سبيل ارضاء الجمهور وخداعهم، لان الوجه الاخر للبصرة وعلى عكس ما يصور لها ويشاع عنها مختلف، فهي تعاني  على مستوى الخدمات بصورة عامة والكهرباء والماء، ونقل الطاقة والكثير من المواضيع الاخرى التي لا يتناولها الاعلام”.

واوضح ان هناك “صفحات ممولة تروج معلومات مغلوطة عن مستوى الخدمات في المحافظة، ورضى الجمهور، وتسوق لمنجزات وهمية ولوجه غير حقيقي. بينما الكثير من مدن المحافظة لا تزال تئن، وتعاني من الحرمان”.