اخر الاخبار

تعد المناطق الجنوبية في العراق، ولاسيما مناطق الاهوار الاكثر تضررًا من أزمة الجفاف القاسية، حتى بات 3 ملايين مواطن وهم سكان الاهوار، بلا مقومات العيش، وبدأ العديد منهم يهاجرون نحو مراكز المدن بحثا عن الحياة.

يقول مدير عام دائرة الخزانات والسدود في العراق علي راضي، إنّ “الوضع المائي ليس جيداً في العراق، وإنّنا أمام تحديات كبيرة في المرحلة المقبلة، وإنّ ما تشهده الأهوار حالياً ما هو إلا بداية مرحلة صعبة”، مشيراً إلى أنّ “إقرار وزارة الموارد المائية بأنّ لدى العراق أقلّ مخزون مائي هو أمر خطر”.

الوضع المائي حرج

وأوضح راضي أنّ “الوضع المائي حرج، وأنّ أكثر الشرائح المتضرّرة هم سكان المناطق الجنوبية في العراق، لا سيّما بعد أن ظهرت تلك المناطق وهي من دون مياه، كأنّها اختفت تماماً”، مضيفاً أنّ “ذلك تسبّب في موجة نزوح كبيرة، إلى جانب نفوق أعداد كبيرة من الأحياء المائية، وهذا يدلّ على زيادة معدّلات التلوث وقلة الإيرادات المائية”.

في الإطار نفسه، رأى عضو جمعية “حماة دجلة”، المعنية بالملفات البيئية والمياه، حسين العراقي أنّ “الصور الأخيرة التي أظهرت الأهوار بلا مياه بشكل صادم يؤثّر على نحو ثلاثة ملايين عراقي يسكنون في الأهوار أو بالقرب منها، ويعتمدون عليها في مصادر رزقهم، بالتالي باتت لدينا شريحة بلا حياة ولا سكن ولا مصادر رزق”.

ووصف العراقي الوضع في أهوار العراق بأنه “مأساوي”، مذكّراً بأنّ الحكومة كانت قد وعدت بالاهتمام بهذا الملف، بالإضافة إلى تخصيص مبالغ مالية من أجل دعم الشرائح المتضرّرة، لكنّها لم تنفّذ أياً من وعودها.

سكان الاهوار “فقراء”

وكان وزير العمل والشؤون الاجتماعية أحمد الأسدي قد أعلن، في وقت سابق، شمول كلّ الأسر في الأهوار بالحماية الاجتماعية، الأمر الذي يعني تصنيفهم فقراء، وبالتالي وجوب تكفّل الحكومة بسداد مخصّصات إعانة شهرية لهم. وقد أتى ذلك بعد “عملية البحث الكبرى التي تجريها (الوزارة) للمناطق الأشدّ فقراً، من ضمنها قضاء الجبايش في محافظة ذي قار” جنوبي العراق، بحسب ما قال الأسدي.

والأهوار العراقية التي يتفرّد فيها العراق مسطّحات مائية ضخمة تستمدّ مياهها من نهرَي دجلة والفرات بصورة رئيسية، وتمتدّ في محافظات ذي قار وميسان والبصرة والمثنّى ومناطق حدودية مع إيران جنوبي البلاد وجنوب شرقيها. أمّا أبرزها، فهي أهوار الجبايش والحمّار والشيب والدجيلة، وهي تضمّ أنواعاً عديدة من الطيور والأسماك والنباتات المائية ونبات القصب والبردي، فيما تعيش حولها آلاف الأسر العراقية على الزراعة وصيد السمك وتربية المواشي.