اخر الاخبار

سلطت “طريق الشعب” الضوء على الحرائق التي طالت الأسواق الشعبية ومخازن المواد التجارية وغيرها، مؤخرا، فاستخلصت أسبابا عدة، كشفت عنها مديرية الدفاع المدني، في بياناتها، والتي كان من بينها “التشييد غير النظامي”، واعتماد مواد “السندويج بنل” في إنشائها، و”الاهمال واللامبالاة” لشروط السلامة، وغيرها.

وخلال عشرة أيام من 17 آذار حتى ساعة إعداد هذا التقرير، نشب 14 حريقا في أماكن مختلفة، رصدتها “طريق الشعب” من بيانات مديرية الدفاع المدني. وقد خلفت تلك الحرائق أضرارا بشرية بين صفوف فرق الانقاذ والاطفاء، الى جانب الخسائر المادية الكبيرة.

ويُلاحظ على بعض تلك البيانات أنها لم تذكر أية أسباب الحادث، انما يكتفي الدفاع المدني بالقول بـ”فتح تحقيق في مركز الشرطة المسؤول عن الرقعة الجغرافية، بالاعتماد على تقرير خبير الادلة الجنائية لمعرفة اسباب اندلاع الحريق”.

ومن بين تلك الحرائق التي حدثت خلال الـ10 أيام الماضية، هي:

 

مجمع المأمول.. الكرادة

في تأريخ 17 آذار، تمكنت فرق الدفاع المدني من السيطرة على نيران اشتعلت في 10 مخازن، داخل مجمعات المأمول التجارية في منطقة الكرادة، والمخصصة لبيع الاصباغ والمواد الانشائية والبرادات والمواد البلاستيكية، ومواد أخرى شديدة الخطورة وسريعة الاشتعال.

وبحسب بيان مديرية الدفاع المدني، فانه “بالاضافة الى الخسائر المادية الكبيرة لاصحاب المخازن، فقد سجلت فرق الدفاع المدني اصابة ثلاث منتسبين، اثناء عمليات الاقتحام المباشر للنيران”.

 

سوبر ماركت.. الرحمانية

وفي اليوم التالي، وبحسب بيان اخر “نشب حريق في سوبر ماركت تعلوه شقق سكنية في منطقة الرحمانية بجانب الكرخ في بغداد؛ حيث استطاعت مفارز مركز الدفاع المدني منع وصول النيران الى الشقق السكنية. وبالتالي اقتصار الوضع على الخسائر المادية من دون وقوع اضرار بشرية”.

 

سبعة محال تجارية.. مدينة الصدر   

وتمكنت فرق الدفاع المدني في 22 من الشهر الحالي، من “اخماد حريق اندلع داخل  سبعة محال تجارية في سوق الحي في مدينة الصدر شرق بغداد، بسبب تماس كهربائي”.

واشار بيان الدفاع المدني في ذلك اليوم الى انهم عملوا على “تحجيم الاضرار المادية، ولم يتم تسجيل أية اصابات او خسائر بشرية”.

 

6 مخازن تجارية.. العلاوي

وتواصل مسلسل حرق المخازن التجارية في العاصمة طيلة الأيام الماضية؛ ففي يوم 23 اذار، اندلع حريق اخر داخل ستة مخازن تجارية، مخصصة لبيع الأدوات الاحتياطية للسيارات في شارع 6 بمنطقة العلاوي، نتج عنه اصابة 8 عمال، فضلا عن خسائر مادية كبيرة.

 

30 محلا “متجاوزا”.. حي العامل

وفي سوق حي العامل الشعبي، نشب الجمعة الماضية حريق داخل 30 محلا تجاريا متجاوزا، مشيدة من ألواح السندويج بنل سريع الاشتعال، والمخالف لتعليمات السلامة والامان الصادرة من مديرية الدفاع المدني مما “تسبب بخسائر مادية كبيرة لاصحاب المحال التجارية، فضلا عن اضرار لحقت المباني المحيطة بها”، وذلك بحسب بيان مديرية الدفاع المدني.

 

نتائج التحقيقات 

بدوره، افاد المدير الاعلامي لمديرية الدفاع المدني العميد جودت عبد الرحيم، ان “مديرية الادلة الجنائية في وزارة الداخلية يقع على عاتقها الكشف عن ملابسات اسباب وقوع الحرائق”، منبها الى “ضرورة العمل باسرع وقت ممكن لمعرفة الاسباب وراء نشوب حرائق متتالية خاصة في الاسواق الشعبية، لما لها من خسائر اقتصادية ومالية كبيرة”. 

وقال عبد الرحيم لـ”طريق الشعب”، إن “اغلب نتائج التحقيقات تذهب بتجاه استخفاف المواطنين خاصة اصحاب المحال التجارية بتوفير مستلزمات السلامة من الحرائق، فضلا عن عشوائية التخزين”.

ولفت الى ان “اغلب محال التجار في الاسواق الشعبية، شيدت على ارض تجاوز وغير مرخصة لان تكون سوقا شعبيا، لذلك عند نشوب الحرائق يصبح من الصعب السيطرة عليه، مما سبب خسائر مادية كبيرة واحيانا تتجاوز الى خسائر بشرية”.

وبخصوص ابرز المشاكل التي تواجه فرق الدفاع المدني في اخماد الحرائق ذكر عبد الرحيم، ان ابرزها يتعلق بـ”الآلية غير المدروسة في منح الرخص لانشاء الاسواق الشعبية وتشييدها بمناطق ضيقة وقرب دور المواطنين”.

وحمّل المتحدث، الجهات المانحة لتلك الرخص مسؤولية تكرار نشوب تلك الحرائق.

 

الحرائق.. بفعل فاعل

من جهته، قال مدير عام مديرية الدفاع المدني، كاظم سلمان بوهان، في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب”، إن “معظم الأسواق التي تنتشر في بغداد وفي المحافظات مصنعة من مادة (السندويج بنل) أو (الجينكو) ومبنية بطريقة عشوائية وغير نظامية، وهي مواد قابلة للاشتعال بشكل سريع”، مشيراً الى أن “أغلب هذه الحرائق تكون أما بتماس كهربائي أو بقصور من أصحاب المحال واستخفافهم بخطورة تلك المواد وقابليتها للاشتعال السريع”.

ولا يستبعد بوهان ان يكون بعض تلك الحرائق مفتعلا، مؤكدا ان نتائجها مرهونة بتحقيقات مديرية الادلة الجنائية.

وخلص بوهان الى أن “حوادث الحرائق التي حصلت العام الماضي بلغت ما يقارب 30 ألف حريق، وأن دراسة احصائية بينت أن 41 في المئة منها، كانت بسبب تماس كهربائي، إضافة الى الإهمال وعدم مراعاة شروط السلامة والأمان والاستخدامات الواسعة للبناء العشوائي و(السندويج بنل) و(الجينكو) والتخزين غير الأصولي وغير النظامي”.  

عرض مقالات: