اخر الاخبار

وسائل التواصل

في العراق

نشرت مجلة (تي أس 2 سبيس) المختصة بشؤون وسائل التواصل الإجتماعي، دراسة للكاتبة مارسين فراكيويش، حول تأثيرات هذه الوسائل على التراث الثقافي والهوية الوطنية وتراث العراق، أشارت فيه الى أن التطورات السريعة في تقنية المعلومات والتي سمحت بانتشار الشبكات مثل Facebook و Twitter و Instagram بين العراقيين، وفرت فرصاً مهمة للحفاظ على الثقافة الوطنية، عبر تمكين المواطنيين من التعرف على بعضهم بشكل أفضل، وتبادل المعارف حول التنوع الثقافي لبلادهم ومناقشته والاحتفاء به، لاسيما بعد ما عانته البلاد من إضطرابات وحروب وإقتتال داخلي.

منصات ثقافية

وذكّر المقال بتحول بعض وسائل التواصل الاجتماعي لمنصات ثقافية، تقدم العروض الموسيقية التقليدية، أو تُعرف بالمعارض الفنية، أو تلفت الإنتباه للمهرجانات القومية والدينية، او تروج للقصص والقصائد والنقود المتعلقة بالإبداع الأدبي، والتي كانت تُستقى سابقاً من الكتب فقط، إضافة الى فتح الأفاق العالمية لهذه الثقافة ولكل المنتوج الإبداعي ليصل الى العالم عبر هذه الشبكات، حيث تمّكن العراقيون من مشاركة قصصهم والانخراط في حوار هادف مع أشخاص من مختلف البلدان والثقافات، مما أكسبهم فهماً أفضل لمكانتهم في العالم وشكّل في وجدانهم صورة أكثر إيجابية عن أمتهم.

الهوية الوطنية

وأشارت الكاتبة الى أن وسائل التواصل الاجتماعي، باتت اليوم جزءً لا يتجزأ من حياة الكثير من العراقيين، بعد أن وفرت لهم منبراً حراً للتعبير عن أرائهم وطموحاتهم، وساحة للحوار مع مواطنيهم حول التحديات التي تواجهها بلادهم، مما منحهم إحساسًا أكبر بهموم الوطن وبالقدرة على التأثير في المستقبل. وساهم هذا التبادل الثقافي والحوار المجتمعي، على زيادة الوعي بتاريخ البلاد الغني والمتنوع وتقوية الانتماء والعمل الجماعي وبالتالي إعادة الحياة للهوية الوطنية الجامعة.

حماية التراث

ورأت الكاتبة، إنه وفي أعقاب سنوات من الصراع والاضطراب في العراق، تعرض خلالها التراث الثقافي لأضرار بالغة وتم تدمير العديد من المواقع والتحف أو فقدانها، وفيما تتواصل الجهود الدولية للحفاظ على التراث الثقافي واستعادته، صار لوسائل التواصل الاجتماعي دور مهم ومتزايد في تعزيز الوعي وإعادة إرساء التاريخ الثقافي الغني للبلاد.

وأعربت الكاتبة عن إعتقادها بقدرة وسائل التواصل الاجتماعي، لتكون أداة قوية للحفاظ على المواقع التاريخية القديمة في العراق، والتي لها أهمية ثقافية وتاريخية كبيرة، مثل بابل وأور، والتي غالبًا ما تكون معرضة لخطر التدمير أو التلف بسبب النزاعات والكوارث الطبيعية والتخريب. ولهذا، يستخدم النشطاء المحليون وعلماء الآثار والمؤرخون وسائل التواصل الاجتماعي لتوثيق ومراقبة المواقع، مما يساعد في الحفاظ عليها آمنة. وضربت مثلاً على ذلك في إستخدام Instagram لإنشاء جولات افتراضية للمواقع القديمة، مما يساعد على تثقيف الأشخاص حول أهميتها وتشجيعهم على حمايتها. كما يتم أيضًا استخدام هاشتاجات في Twitter  لزيادة الوعي بأهمية حماية المواقع التاريخية، ولتوفير تمويل جماعي لتنفيذ مشاريع الحفظ. وتُستخدم وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً لعرض صور جميلة للمواقع الثقافية والتاريخية في البلاد، وزيادة وعي الناس بأهمية تاريخهم.

كما تم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمكافحة البيع والاتجار غير المشروعين بالقطع الأثرية العراقية، فيما تمّكن الخبراء من تسليط الضوء على القضية ورفع مستوى الوعي حول أهمية حماية التراث الثقافي العراقي، من خلال منصات مثل Facebook و Twitter.

وهناك عيوب

وحول بعض عيوب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ذكر المقال الإستخدام السيء لهذه الوسائل في نشر معلومات مضللة عن الدولة وتاريخها، أو بث خطابات الكراهية والعنصرية والترويج للأيديولوجيات المتطرفة.