اخر الاخبار

نظم الحزب الشيوعي الكردستاني، حفل مراسيم أربعينية الرفيق حيدر شيخ علي، القيادي السابق في الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني، وذلك يوم الثلاثاء (13 حزيران الجاري)، على قاعة الشهداء/ مقر الحزب الشيوعي الكردستاني في عينكاوا.

حضر المراسيم عددٌ من ممثلي الأحزاب الكردستانية والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية والنقابية، وطيف متنوع واسع من أصدقاء ومحبي الفقيد.

بدأت المراسيم بالوقوف دقيقة حداد تخليدا لذكرى الفقيد العزيز، ثم عرض فيلم تناول محطات من حياة الفقيد حيث درس الابتدائية في بدرة وانتقل مع عائلته الى بغداد بعد ثورة 1958 ليستقر في منطقة الكفاح وسط بغداد، حيث انهى الثانوية في مدرسة الغربية للبنين. وتناول نشاطه المهني كعضو في اتحاد الشبيبة الديمقراطي في مطلع الستينات، ثم انتمى للحزب الشيوعي العراقي في سنة 1964، ومساهمته في اضراب عمال شركة الزيوت النباتية يوم 5/11/1968 والتحاقه بصفوف حركة الأنصار في كوردستان سنة 1969 - 1971، واضطراره للخروج من بغداد في نيسان 1978، إثر الهجمة الفاشية على الحزب الشيوعي العراقي والقوى الديمقراطية، ودوره في انتفاضة آذار، إذ كان من أوائل قادة الحزب المبادرين في دخول كردستان عند بدء الانتفاضة.

ثم ألقى الرفيق هادي محمود سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، كلمةً عرض من خلالها مواقف الفقيد السياسية ودوره في العلاقات الوطنية، مستعرضا كفاحه المديد، ومواقفه المشرفة، وصموده المتميز في مواجهة وحوش التعذيب في سجون القهر. فيما تطرق الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي إلى زاوية مهمة من كفاح الفقيد، وهو دوره في صناعة الثقافة العامة من خلال سلوكه وكفاحه من اجل السلام والعدالة الاجتماعية والتسامح والعيش المشترك. هذا الدور الذي تميز به إلى جانب أدواره الأخرى، حيث الكفاءة السياسية والتنظيمية والجماهرية.

بعدها ألقى الأخ بلين عبد الله كلمة حزب كادحي كردستان، ثم كلمة قدمها مام خضر استعرض فيها قيم فقيدنا.

ثم تم عرض فيلم (شعلة امل)، أعده وأخرجه الإعلامي المعروف هيوا محمود عثمان، تناول الفيلم جوانب من حياة ومواقف الفقيد، الجانب العائلي والإنساني، والجانب الحزبي وكذلك دور الفقيد الرائد وموقفه من اقتتال الاخوة أواسط تسعينات القرن الماضي. وألقيت برقيات وتعاز من قوى وأحزاب وشخصيات سياسية.

واختتمت المراسم بكلمة عائلة الفقيد، ألقتها زوجة الفقيد الرفيقة بيان طاهر وأبرز ما جاء فيها: نقف اليوم لنوثق معكم مرور أربعين يوماً على رحيل الصادق في مواقفه، والمتصالح مع نفسه المتسامح مع الآخرين.

ندرك تماما انه ليس ملكا خاصا بنا، فقد أفنى حياته في الدفاع عن قيم خيرة آمن بها، ونضالٍ دؤوب من اجل عالم يتحقق فيه العدل والإنصاف.

وندرك أيضا ان له في قلوبكم مكانة خاصة وأثيرة، ولكل منكم معه ذكرى جميلة وموقف طريف. نعرف ذلك جيدا، ونعلم أن مسيرة حياته اتسمت ببناء علاقات صادقة وإدامة تواصل انساني مشرف، مبني على المحبة والاحترام.

دعونا في هذه اللحظات الحزينة، ان نعترف لكم بأن صورة فقيدنا في عيونكم كما عبرت عنها مشاعركم، منحتنا الافتخار باسمه وتاريخه وعطائه. ورسخت قناعتنا بصواب كفاحه من اجل الشأن العام، وإن كان على حساب عائلته. 

ويشعرنا وجودكم هنا بقيمة عظيمة للتضامن الإنساني. مواساتكم ومواقفكم النبيلة معنا هي بلسم أحزاننا التي تراكمت على قلوبنا الملتاعة بفقدان الاعز في حياتنا.