اخر الاخبار

عقد الحزب الاشتراكي الهولندي مؤتمره الـ27 في مدينة ابلدورن يوم السبت 3 حزيران الجاري، بحضور اكثر من 200 مندوب، وكان مخصصا لتحديث الوثيقة البرنامجية للحزب.

ووجّه المكتب السياسي للشيوعي العراقي رسالة تحية الى المؤتمر، عبّر فيها عن التقدير لتضامن الاشتراكي الهولندي مع الشعب العراقي ودعمه الثابت لقواه الديمقراطية، وعن الاعتزاز بالتعاون المشترك، والتطلع الى تعزيز العلاقات بين الحزبين. وحضرت المؤتمر وفود من احزاب صديقة، من ضمنها الحزب الشيوعي العراقي الذي كان يمثله الرفيق سلم علي، عضو اللجنة المركزية. وضم الوفد الرفيق احسان طبلة والرفيقة سلام الكيم من منظمة الحزب في هولندا وبلجيكا. 

جلسة حوارية ولقاءات

وعقدت خلال المؤتمر جلسة حوارية ادارها الحزب الاشتراكي الهولندي ودعا اليها ممثلي الاحزاب التي استضافها، ومن ضمنها الحزب الشيوعي الياباني و»اليسار الالماني» و»بوديموس» الاسباني و»سيريزا» اليوناني وحزب الشغيلة التقدمي «اكيل» في قبرص و»شين فين» الايرلندي وحزب الشعوب الديمقراطي في تركيا. وحزب العمال البلجيكي، وقدم الرفيق سلم علي مداخلة تناولت الوضع في العراق ونضال القوى المدنية الديمقراطية والشيوعيين العراقيين ضد نهج المحاصصة والطائفية السياسية والفساد ومن اجل التغيير والبديل المدني الديمقراطي والعدالة الاجتماعية.

كما جرى اللقاء مع عضو مجلس الشيوخ الهولندي تيني كوكس، وهو رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس اوروبا. وأبدى اهتمامه برؤية الحزب الشيوعي العراقي للأوضاع في العراق ومنطقة الشرق الاوسط. 

تحديث برنامج الحزب

وكان المؤتمر الـ27 للاشتراكي الهولندي هو الأول الذي يعقد حضوريا منذ 2019، بعد انتهاء القيود المفروضة بسبب جائحة كورونا. وتوّج نقاشات استمرت على مدى سنتين حول تحديث وثيقته البرنامجية التي تحمل عنوان «البشرية جمعاء». وهي وثيقة مبادىء كان الحزب قد أقرها في 1999، وتضمنت تحليله آنذاك للسياسات النيولبيرالية، التي هيمنت لفترة طويلة على الحياة السياسية في هولندا، والرد الاشتراكي عليها.

واعتبرت قيادة الحزب، الذي تأسس عام 1972 ويبلغ عدد اعضائه 32 ألفا، ان المؤتمر يمثل منعطفا هاما آخر في مسيرته، «بالاستناد الى قيمه الأساسية وطريقتنا الفريدة في السعي لتعريف الاشتراكية في هولندا في القرن الحادي والعشرين».

وقالت الزعيمة السياسية للحزب ليليان مارينيسن في كلمتها امام المؤتمر «نقدم في برنامج المبادىء وصفا لقيمنا الأساسية ورؤيتنا للمجتمع ... هناك حاجة ملحة لدمقرطة جذرية، كي يتمكن الناس من استعادة السيطرة على احياء سكنهم، وعلى عملهم وحياتهم».

يشار الى ان الحزب بدأ بإعداد برنامجه، «البشرية جمعاء»، في 1999. وتوصل في مؤتمره السابق الذي عقد في 2019 الى ضرورة تحديث «المبادىء» التي تضمنها البرنامج، وشُكّلت لجنة لهذا الغرض.

«طرق الأبواب»

لم تقتصر النقاشات حول مسودة البرنامج الجديد، التي استمرت سنتين، على فروع الحزب الاشتراكي الهولندي واوساط مؤيديه وعقد مؤتمرات مناطقية. فهي شملت ايضا المواطنين، عبر التوجه اليهم في حملة «طرق الأبواب» والتحدث معهم بشكل مباشر، «للتعرف على اللغة التي يتحدثون بها»، والاطلاع على آرائهم بشأن الوثيقة البرنامجية السابقة. وتلقت اللجنة المكلفة بإعداد البرنامج الجديد «آلاف ردود الفعل».

كما جرت حوارات مع نقابات كبيرة ومنظمات تنشط في ميدان الدفاع عن البيئة، بالاضافة الى تنظيم استبيان.

النظر الى ما بعد الرأسمالية

وفي جلسة مخصصة لوفود الاحزاب التي حضرت المؤتمر، قال عضو الهيئة الوطنية للحزب سباستيان فان دن هوت انه جرى السعي في إعداد الوثيقة الجديدة للتركيز على القيم الأساسية (كرامة الانسان والمساواة والتضامن)، وتغطية فترة مستقبلية اطول، والتحدث بلغة مفهومة اكثر للناس. كما انها تركز اكثر على الرأسمالية. واوضح انه «في البرنامج السابق تناولنا الليبرالية الجديدة، التي كانت صاعدة آنذاك. الآن عدنا الى الرأسمالية وكيف ننظر الى ما بعدها». كما جرى التركيز على «اساليب عملنا». 

واشار ايضا، في ما اعتبره تطورا مهما، ان البرنامج الجديد يتصف بطابع «هجومي»، بالمقارنة مع البرنامج السابق الذي وضع في 1999 وكان ذا طابع دفاعي بسبب الاوضاع السائدة حينها وضغوط الخصخصة والليبرالية الجديدة.