اخر الاخبار

مع اقتراب موعد التصويت على الموازنة العامة للبلاد، اشتدت خلال الأيام الأخيرة، موجة الاحتجاجات المطالبة بتوفير فرص عمل للعاطلين عن العمل في مؤسسات الدولة.

ويعزو معنيون ومراقبون أسباب اشتداد الاحتجاجات الى الوعود التي اطلقها سياسيون ومسؤولون إبان عملية تشكيل الحكومة، والتي اتضح في ما بعد عدم إمكانية تطبيقها.

الشوارع تختنق بالمحتجين

ولوحظ مؤخرا، ان الشوارع الرئيسة والمهمة في العاصمة بغداد أخذت تمتلئ بالمئات من المتظاهرين الذين يحملون مطلبا واحدا: التعيين. بعد وعود من قبل مسؤولين تعددت اشكالهم وانتماءاتهم، لكنهم بالنهاية يوحدهم عدم الايفاء بالوعود.

ساحة مظفر، مدخل مدينة الثورة (الصدر) ذات الكثافة السكانية الكبيرة، تعالت الاصوات فيها ليلا من قبل المحاضرين المجانيين، الذين وصل بهم الحال الى عدم تقبل جرعات المسؤولين التي تخدرهم لفترة قصيرة، لكن سرعان ما يزول مفعولها، ويصحون على واقع مرير.

التظاهرة هذه انطلقت من منطقة العلاوي عند مدخل المنطقة الخضراء الغربي، لكن بعد نشر قوات امنية بشكل فاق توقعات الجميع، انسحبوا لمشارف مدينة الصدر، ليضرموا هناك النيران بالإطارات غلقا للطرقات، واحتجاجا على المعاملة الأمنية التي تلقوها أمام أسوار الخضراء.

مداهمة متكررة

وأعادت القوات الأمنية الكرة مرة أخرى، إذ قامت بمداهمة منزل ممثل ملحق الرصافة الثالثة مالك هادي. واعتقلت اثنين من افراد عائلته في بغداد.

وقال اعلام ملحق الرصافة الثالثة في تدوينة على الفيسبوك، إن “قوة كبيرة تضم أكثر من 30 سيارة، وفيها قوات امنية اقتحمت فجر الاربعاء منزل ممثل ملحق الرصافة الثالثة مالك هادي”.

وأضاف “حيث قامت القوات بإرهاب عائلته واعتقال أخيه ونجله، وصادرت جميع هواتف العائلة وسيارته الشخصية”.

وسبق للقوات الأمنية ان داهمت منزل رئيس تنسيقية المطالبين بتعديل سلم الرواتب الأسبوع الماضي.

وفي محافظة الديوانية، تعرض المحاضرون في المجان المطالبين بالتعاقد معهم، الى الضرب من قبل القوات الأمنية عقب تظاهرة كبيرة لهم.

تظاهرة للطيارين!

وأمام بوابة المنطقة الخضراء، تظاهر العشرات من رابطة “الخريجين القدامى في العراق”، مطالبين بتوفير فرص عمل لهم في مؤسسات الدولة.

المتظاهرون الذين تجمّعوا في حدائق منطقة كرادة مريم، رفعوا شعارات تطالب بالاعتراف بأحقيتهم في درجات الحذف والاستحداث، التي تتوفر سنوياً مع ضرورة تخصيص درجات وظيفية في موازنة العام الحالي.

ستران فوزي، ممثل عن تنسيقية بغداد، اكد ان عددهم يبلغ 5 آلاف خريج، واعمارهم تتقدم ما يجعل وضعهم حرجا، لأن فرص حصولهم على التعيين تتضاءل مع مرور الوقت.

وفي ساحة التحرير، تظاهر العشرات من خريجي كليات الطيران خارج العراق، مطالبين بوظائف في وزارة النقل، أسوة بأقرانهم من خريجي الجامعات العراقية.

المتظاهرون أكملوا دراستهم ونالوا رخص قيادة الطائرات منذ عام 2018، لكنهم لم يحصلوا على وظائف في وزارة النقل، وفق تأكيداتهم.

ويصل عدد الطيارين إلى 250 خريجاً، وهم يطالبون بفرص عمل على غرار أقرانهم من خريجي الجامعات العراقية.

أصحاب العقود

وتظاهر المئات من أصحاب العقود في وزارة الكهرباء، مطالبين بالتثبيت على الملاك الدائم.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، ان “المئات من عقود قراء المقاييس في وزارة الكهرباء توافدوا امام جامع بيت بنية للخروج بتظاهرة للمطالبة بالتثبيت على الملاك الدائم اسوة بأقرانهم”، مشيرا الى ان “المتظاهرين هددوا بالتصعيد في حال لم يتم تنفيذ مطلبهم”.

خريجو كليات التربية

وفي محافظة ميسان، اغلق العشرات من خريجي كليات التربية، طريق عمارة ـ مشرح الرابط بين الشركات النفطية ومركز المدينة، احتجاجا على عدم شمولهم بالتعيينات على ملاك وزارة التربية.

واشار عدد منهم الى ان اغلاق الطريق هو من ضمن الخطوات التصعيدية للضغط على الحكومتين المحلية والمركزية للانصات لهم، وتحقيق مطالبهم لاسيما وانهم يتظاهرون منذ ثلاث سنوات، من دون اي استجابة لمطالبهم.

ونظم المئات من الخريجين التربويين والإداريين في محافظة النجف، تظاهرة غاضبة طالبت بتوفير فرص العمل.

وأفاد مراسل “طريق الشعب”، إن “المئات من الخريجين التربويين والاداريين نظموا تظاهرة للمطالبة بتوفير فرص العمل، وسط المحافظة”.

وأضاف، ان “القوات الأمنية فرقت المحتجين باستخدام الهراوات في مشهد غير مبرر”.

خريجو الزراعة في بابل

وتظاهر العشرات من خريجي كليات الزراعة في بابل، مطالبين بتوفير درجات وظيفية لهم على ملاك الوزارة في المحافظة.

المتظاهر أحمد عبد الإله، أشار الى وجود أكثر من 4 آلاف خريج زراعة باختصاصات مختلفة، يمكن أن يحدثوا نقلة نوعية في المجال، إذا ما تم استثمارهم بالشكل الصحيح.

وأضاف، أن نصف موظفي دوائر الزراعة لا يحملون اختصاص الزراعة، في حين أن أصحاب الاختصاص مهمشون.