اخر الاخبار

عقدين على حرب

العراق الثانية

لمناسبة مرور عشرين سنة على حرب العراق، كتب سيرجي حليمي مقالاً لصحيفة لوموند دوبلوماتيك الفرنسية، أشار فيه الى عدم خضوع جميع الدول التي ترتكب أعمالاً عدوانية لنفس العقوبات، وهذا ما يعكسه الصراع بين العراق والولايات المتحدة، حيث كان نظام صدام حسين سبباً لقيام الحرب الأولى بينهما بسبب إحتلاله للكويت، مما أجبر قوات تحالف عالمي، مفوّضة من الأمم المتحدة للقيام بتحريرها، وتعريض العراق للكثير من العقوبات القاسية. أما في الثانية فقد قامت القوات الأمريكية، وبدون تفويض أممي، وبذريعة زائفة، إختلقتها المخابرات المركزية وروجت لها معظم وسائل الأعلام الغربية، بإحتلال العراق، وإدخاله في إتون جحيم، دمر البنية التحتية فيه وأدى لموت عشرات الالاف وتشريد الملايين وهيمنة منظمات إرهابية بشعة على مساحات واسعة من أراضيه لسنوات طوال، دون أن يحاسب أحدُ المعتدين على إنتهاكهم للقانون الدولي، أو يطالبهم بالتعويضات أو يحيل قادتهم الى المحكمة الجنائية الدولية، أو يجمّد أموالهم ويمنعهم من السفر!

الكيل بمكيالين

وكعادتهم، إعتمد الأمريكان سياسة من ليس معنا فهو ضدنا، فدعت كوندوليزا رايس “لمعاقبة فرنسا وتجاهل ألمانيا وتسامح روسيا” بسبب عدم مشاركتهم في تلك الحرب، فيما رفضت مقترحاً للدبلوماسي الفرنسي  غوردولت مونتاني، كي تتعاون فرنسا مع سلطات الاحتلال بقولها (لقد دفعنا ثمن هذا النصر بأموالنا وبدماء جنودنا. نحن لسنا بحاجة اليك). غير إنها عادت لتطلب من باريس دعمها لإستصدار قرار من الأمم المتحدة يفرض الأمريكيين كقوة إحتلال على العراق في قرارمجلس الأمن رقم 1511، لتحتفظ واشنطن بعقود النفط العراقية الأكثر ربحًا لنفسها، وكي يتمكن، نائب الرئيس ديك تشيني الذي عمل رئيساً لشركة هاليبرتون للهندسة النفطية ورايس التي عملت لتسع سنين في شركة شيفرون وبوش الذي كانت شركات النفط، أكثر من تبرع  لتغطية حملته الرئاسية، من رد جميل هذه الشركات.

أصدقاء أم أعدقاء

وأشار حليمي الى إختلاف مواقف المسؤولين الأوربيين، بين من عارض الهيمنة الأمريكية بشدة وبين من دافع عنها علناً أو كان منافقاً في مواقفه، كمعارضة الرئيس الفرنسي شيراك للحرب، ودعم معارضيه كفرانسوا هولاند لها، وكإستنفار أغلب وسائل الإعلام الفرنسية من أجل ذلك، حد وصفها بوش بمنقذ العالم من هتلر جديد. وكما كان الحال في الولايات المتحدة، حصل معظم مؤيدي الحرب من الفرنسيين، حسب ما ذكر حليمي، على وظائف رائعة. 

من محاور السياسة الخارجية

لموقع المونيتور، أجرى اندريو باراسيليتي، لقاءً مطولاً مع وزير الخارجية فؤاد حسين، تضمن الكثير من المؤشرات حول الدبلوماسية العراقية تجاه دول الجوار والعالم. وقد وصف حسين العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية مع تركيا بالإستراتيجية، متوقعاً أن تحترم تركيا السيادة العراقية، في إشارة جزئية إلى العمليات العسكرية التركية المنتظمة عبر الحدود. وأصر الوزير على تفاؤله هذا، رغم رفض أنقرة طلباً عراقياً بإستئناف تصدير النفط من الإقليم، بحجة المشاكل التي سببتها الزلازل، حيث لم يجد الوزير أية علاقة بين هذا الرفض والإنتخابات الرئاسية التركية أو حكم غرفة التجارة الدولية في باريس، بتغريم تركيا مبلغ 1.5 مليار دولار لصالح العراق.

دور أقليمي

وأعرب الوزير عن إعتقاده بأن العراق يمكن أن يلعب دورا هاما في بناء الجسور بين دول الإقليم، وهو ما فعله بشكل رائع، في إشارة الى وساطة بغداد في الصلح بين طهران والرياض والذي أشرفت عليه الصين، إضافة الى سعي العراق لدعم الحوار لتقليل التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، هذا التوتر الذي يدفع ثمنه العراق حسب رأي الوزير.  كما أوضح حسين لبارسيتيلي، كيف أن التنسيق المعزز بين العراق والأردن ومصر من ناحية ودول مجلس التعاون الخليجي الست من ناحية أخرى، يمكن أن يكون مؤثرًا على الصعيدين الإقليمي والدولي، مثل التنسيق بشأن سوريا وإعادة قبولها في جامعة الدول العربية.

العلاقة مع واشنطن

وأبدى حسين سروره من تطور العلاقات الأمريكية العراقية بما يتجاوز مجرد التركيز على التعاون العسكري والأمن، لإعطاء اهتمام أكبر للاقتصاد والطاقة والثقافة والتعليم والصحة والنظام المصرفي.