اخر الاخبار

وَهب نفسه للدفاع عن الكادحين

وللمطالبة بالعدالة الاجتماعية

السادة ممثلو الرئيس مسعود البارزاني ورئيس الاقليم ورئيس حكومة الاقليم

السادة الوزراء وممثلو الاحزاب العراقية والكردستانية

رفاق واصدقاء وزملاء فقيدنا الغالي

الحضور الكريم

السلام عليكم

انها لمن أصعب اللحظات التي نواجهها ونحن نقف لتوديع والدنا الحبيب..

ها قد عاد الى ارض وطنه الذي احبه وكافح طيلة سنوات عمره من اجله، فلم يبخل بطاقة وجهد من اجل خير الناس، والكادحين منهم بشكل خاص، بل كان باذخا في البذل دفاعا عنهم وكفاحا من اجل تنعمهم بالحرية والعيش الكريم، في ظل نظام منصف تتحقق فيه العدالة الاجتماعية، في وطن يسوده الأمان، ويظلل ربوعه السلام. هذه القيم التي تمسك بها، ولم يتنازل عنها امام جلاد، ولم يركع امام قسوة السجن وصلافة السجان.

هذه القيم النبيلة التي خاطر بحياته من اجلها وضحى، غمرته السعادة والرضا العميقان، وهو يسعى لتحقيقها.

ونحن عائلة المناضل حيدر شيخ علي، نعتبر هذه القيم التي تمسك بها، وصايا صارمة وملزمة لنا. فهو، المتصالح مع نفسه، الصادق في معتقده، والجريء في فكره، قد عكسها علينا بسلوكه، بالمحبة التي كان يغمرنا بها، وبصدق تعامله معنا، وبالبهجة التي كان يشيعها بيننا، بالرغم من تغليبه قضايا الحزب والوطن على القضايا العائلية، حتى عشنا الحرمان منه لفترات غير قصيرة. .

ليس بوسعي هنا ان استعرض تاريخه ومآثره الكبيرة، فأنتم، أصدقاءه ورفاقه، تعرفونها أفضل مني وبتفاصيلها. لكننا في عائلته عشنا تأثيراتها على صحته، وانعكاساتها السلبية في بدنه، التي كان يحاول اخفاءها عنا، رغم انها تجلت في أوجاع قاهرة وأنين رافقه حتى آخر أنفاسه، وهو يودع الحياة راضيا راسخ الاقتناع.

لقد قاوم آلاما لا تطاق بشجاعة لا توصف، وبصمود عجيب، خاصة في الأشهر الأخيرة. تحملها رغم قسوتها المفرطة، وهو العاشق للحياة والمتشبث بها، فمقاومته للموت أثار إعجاب وذهول الكوادر الطبية التي توقعت وفاته قبل اسابيع.

لن اخبركم بجديد حينما أعلن أمامكم عن محبته لكم، المحبة التي كان هو وحده قادرا على التعبير عنها، بكلامه الودود، وطرافته المعهودة، وأحاديثه الشيقة، وتسامحه المذهل، وصدق عهوده. وكانت وصيته بان يوارى الثرى وسط رفاقه الذين أحبهم، وشارك بنفسه في مراسيم تشييع بعضهم، دلالة وفائه لمن عاش معهم واحبهم. وهذا واحد من ملامح مشاعره الصادقة تجاه رفاقه وأحبته..

باسم عائلتنا، عائلة حيدر شيخ علي، لا يسعني الا ان اشكركم، وكلمات الشكر تعجز عن التعبير عن مدى امتنانا لكم، لحضوركم المبجل، ولإسهامكم في مراسيم التشييع والتوديع، وما سبق هذا من اهتمامكم و متابعتكم لوضعه الصحي، وسؤالكم عنه، وقلقكم عليه، ونبل مشاعركم تجاهه، والتي عبر بعضكم عنها برسائل صوتية، كنا نُسمعه إياها في لحظات صحوه من نوبات الصراع مع المرض، فكان يبتهج بها، ويتجاوب مع كل من يستعيد الذكريات معه، ويؤكد مشاعر التضامن والوفاء له.

تعجز الكلمات ايها الأحبة عن التعبير عن امتناننا لكم، فلا كلمات كثيرة تحضرني في هذه اللحظات الحزينة.

الحضور الكريم:

نشكر تعازيكم الصادقة المخلصة.

نثمن عاليا مواساتكم لنا والتي خففت عنا عظيم المصاب.

امتناننا العميق لحضوركم، الذي تعبرون به عن محبتكم لغالينا ووفائكم له.

عائلة الفقيد