اخر الاخبار

بمناسبة مرور عقدين على الاحتلال الأمريكي للعراق، نشرت صحيفة (الباييس) الإسبانية، مقالاً وصفت فيه بغداد بأنها مدينة تضج بالحياة، بعد عقود من الفوضى وعدم الإستقرار والأحزان، وإن هناك شباباً لا يزالون مفعمين بالأمل، من أن يكون لهم وطن يرفل بالسلام والعدالة، بالحب والموسيقى، بالحرية والكتب، مصممين على أن يرموا وراء ظهورهم عوالم الإرهاب والسيارات المتفجرة في الأسواق العامة والصواريخ التي تتساقط إينما شاء مطلقوها.

وعود لم تتحقق 

وأشار المقال إلى أن الأهداف التي حددها الرئيس الأمريكي بوش للحرب، لم تتحقق كما تم تصويرها. فرغم الإطاحة بالدكتاتورية التي عاش 20 مليون عراقي في خوف وقمع تحت حكمها لربع قرن من الزمان، فإن الحرب أدت إلى الإضرار بوحدة الدولة العربية الهامة، وقتل وجرح مئات الآلاف من العراقيين وآلاف العسكريين والمتعاقدين الأمريكيين، دون أن تجلب للبلاد السلام والتقدم.

شباب طموح

ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أن الشعب العراقي شعب شاب، وأن نصف هؤلاء تقريباً لا يتذكرون شيئاً عن فترة حكم الدكتاتور، لأنهم ولدوا بعد إسقاطه، مبينة بأنه ورغم ضعف ثقتهم بالطبقة السياسة الحاكمة، فهم متفائلون بالحريات ومستعدون لطي صفحة الماضي، بكل استقطاباته الحزبية والطائفية والأثنية.

ونقلت الصحيفة عن هذا الشباب، عزمه الكبير على الخلاص من العنف والفساد، وإستعدادة لمواصلة الحراك الشعبي لإعادة بناء دولة ديمقراطية تضمن تحقيق الخدمات في عراق حر، وفي المشاركة في إنتخابات نزيهة ومبكرة.

إستقرار هش

وذكر التقرير بأن بغداد، ثاني أكبر مدن الشرق الأوسط، التي يقطنها أكثر من 7 ملايين نسمة وتزدحم بالمطاعم والمقاهي ومراكز التسوق وبالتجارة وتعج شوارعها بالسيارات والبشر، لازالت تعيش إستقراراً هشاً بسبب بقاء فلول الإرهاب وإنتشار الفساد في بنية الدولة، التي أعيد بناؤها بعد الإحتلال. ولا يبدو الحال مختلفاً، حسب رأي الصحيفة، في المناطق الأخرى، كالفلوجة التي شهدت معارك مع قوات التحالف في السنوات الأولى، حيث يعمل شبابها اليوم لضمان مستقبل جيد لهم ويحبذون إستمرار السلام، وكمدينة الصدر التي يقطنها 1.5 مليون عراقي والتي شهدت هي الأخرى صراعات مع الأمريكان، وهي تعيش سلاماً الآن، رغم أن سكانها قد فقدو الثقة بالحاكمين، ويصفون كلامهم بالوعود غير الصحيحة.

تفاؤل حذر

وخلصت الصحيفة إلى أن تفاؤل الشباب مشوب بحذر شديدين من هيمنة سياسيين متنفذين وسلاح منفلت، مما يضعف مبدأ تكافؤ الفرص والتوزيع غير العادل للثروة، ويهدد بشكل ما الحريات العامة.