اخر الاخبار

ترجمة واعداد: طريق الشعب

 الغاز

في كردستان - العراق

 نشر معهد الشرق الأوسط مقالاً للخبير النفطي روبين ميلز، حول الغاز في كردستان ـ العراق، أشار فيه إلى أن مشاعل حرق الغاز الممتدة من البصرة إلى دهوك، تعكس التحدي الذي يواجهه العراقيون، في تسخير هذه الثروة لبناء إقتصاد متنوع، لاسيما في ظل إعتماد دخلهم على النفط بنسبة 99 في المائة، ووجود قطاع حكومي مثقل بالبطالة المقنعة وبالمحسوبية والفساد والريعية وبنظام محاصصة عرقية ـ طائفية ـ حزبية، وغياب شبة تام لدور القطاع الخاص.

 اقتصاد ريعي ومعوقات

وذكّر الكاتب بفشل الحكومات العراقية المتعاقبة في زيادة الواردات غير النفطية، وعدم قدرتها على توفير الخدمات الأساسية، كالكهرباء والتعليم والرعاية الصحية، أو مستوى من الرفاه الاجتماعي، مماثل لما هو موجود في دول نفطية، عازياً ذلك إلى المعوقات التي تعترض تنويع مصادر الدخل، كالصراعات العرقية والطائفية ووجود السلاح خارج إطار الدولة والتدخلات المباشرة في شؤونها الداخلية من دول الجوار، وخاصة إيران وتركيا، والجفاف الناجم عن تقليص هذين البلدين لحصة العراق من المياه، وتدهور إنتاج الأراضي الزراعية.

 مشاكل بغداد وأربيل  

ورأى ميلز بأنه ورغم وجود ظروف أفضل للحياة والأمن في إقليم كردستان، فأن هناك معرقلات كبيرة لنموه، بسبب خلافاته مع الحكومة الإتحادية حول شرعية قانون النفط والغاز، وتلكؤ بغداد في دفع حصص الإقليم من الموازنات الفيدرالية، إضافة إلى التأثير السلبي لوجود تضخم في حجم العمالة بقطاعه الحكومي والتي وصلت إلى 1.3 مليون موظف، وتراكم الديون التي باتت تتراوح بين 17 و 31 مليار، والانقسام المرير بين الحزبين، الديمقراطي الكردستاني الذي يسيطر على القطاع النفطي، والاتحاد الوطني الكردستاني الذي تقع تحت هيمنته معظم حقول الغاز الرئيسية.

إنتاج الطاقة

وبيّن المقال بأن انتاج الإقليم من النفط والبالغ بين 400 و450 ألف برميل يومياً، يمثل عشر إنتاج العراق ككل، ومن حقول أصغر حجماً وأكثر صعوبة من الناحية الجيولوجية، في وقت لم تستطع فيه حكومة الإقليم، وعلى العكس من حكومة بغداد، أن تكتشف أية آبار جديدة في السنوات الأخيرة، مما شكل تحدياً لمحاولاتها تنويع الإقتصاد والصادرات وزيادة عائدات الميزانية. ويجعل هذا حسب روبين ميلز، من استخدام الغاز الطبيعي بشكل منتج، خطوة مهمة على الرغم من الإتجاه العالمي للتخلي عن الوقود الأحفوري، والانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة.

 أهمية الغاز

وذكر المقال بأن إنتاج العراق من الغاز المصاحب ـ وهو الغاز المذاب الذي ينفجر عندما يخرج النفط إلى السطح ـ يبلغ 3 مليار قدم مكعب في اليوم، حيث تتم الإستفادة من نصفه ويتم حرق الباقي، ملحقاً الضرر بالبيئة وصحة الناس، في وقت تعد حاجة البلاد له كبيرة جداً. وأشار إلى تفرد إقليم كردستان في إنتاج كميات كبيرة من الغاز غير المصاحب - أي الغاز المستخرج بشكل مستقل عن النفط.

وذكر بأنه وإلى جانب إنشاء خط أنابيب من أربيل إلى دهوك، لنقل غاز حقل خور مور إلى محطة الطاقة غير المستغلة هناك، والذي تعرض لبعض الهجمات الصاروخية الغامضة، أعلنت شركة معدات الطاقة أجريكو عن الانتهاء من مشروع لاستخدام الغاز المشتعل من حقل سرقلة لتوليد 165 ميغاواط من الكهرباء.

وأعرب الكاتب عن إعتقاده بإن تطوير حقل خور مور وغيره من الحقول سيمنح إقليم كردستان العراق فائضًا من الغاز، ما بين 10-12 مليار دولار سنوياً، ويجعله واحداً من المناطق القليلة المجاورة لأوروبا، التي يمكن أن توفر كميات إضافية كبيرة من الغاز عبر خط الأنابيب. كما سيؤدي تعاون بغداد وأربيل إلى التخفيف من المصاعب التقنية والمالية التي تعرقل تطوير صناعة الغاز في كردستان، وضمان تدفقه إلى وسط وجنوب العراق، مما يخفف من العجز المزمن في الغاز والطاقة ومن الاعتماد على إيران.