اخر الاخبار

اليوم العالمي للمرأة يوم مميز، ومنصة عالمية تلتقي عندها المجاميع والحركات النسوية والمدافعات والمدافعون عن حقوق الانسان وقضايا المرأة، مناسبة تتضاعف فيها الجهود لإظهار المنجز الذي يتحقق في مجال حقوق النساء والفتيات، وإبراز الصور المثالية للنساء اللواتي يساهمن عبر مبادراتهن في عمليات البناء والتنمية والابتكار.

وأذ يقترب الاحتفال باليوم العالمي للمرأة تتجه الأنظار نحو الالتزامات الحكومية بحقوق المرأة عبر تقييم الخطط والاستراتيجيات الرامية لتمكين النساء وتعبيد الطريق أمامهن للوصول إلى العدالة والمساواة، والاحتفاء بمنجزاتهن وتضحياتهن التي لا تقدر بثمن، والذي يتطلب اعتماد آليات لتسليط الضوء عليها عبر كل الوسائل المتاحة والتوعية والتثقيف بالرموز والطاقات والقامات التي تستحق منا أن نفخر ونحتفي بها في كل عام.

يتزامن الاحتفال بالثامن من آذار لهذا العام مع مئوية ولادة الدكتورة نزيهة الدليمي أول وزيرة في تاريخ العراق الحديث والشرق الاوسط، وهي المرأة العراقية والانسانة التي ارتبط اسمها بتاريخ الحركة النسوية وبحركة النساء التقدميات في أكثر من مجال، ومساهمتها هي وكوكبة مميزة من النساء في وضع أول قانون للأحوال الشخصية، أخذةً على عاتقها تقديم الرعاية الصحية للأسر الفقيرة مجانا، والتفكير بأهمية تأمين السكن لآلاف العوائل في خمسينات القرن الماضي.

الاحتفاء هذا العام يدعونا لتذكير الأجيال بالمئات من الأسماء اللامعة في تاريخ الحركة النسوية والتذكير بإنجازاتهن وتضحياتهن ومبادراتهن العظيمة واسهاماتهن بتوحيد جهود الحركات الوطنية التي ناضلت من أجل حرية الانسان وبناء الوطن، إلى جانب زيادة المطالبة بتحقيق العدالة والإنصاف للمرأة لتعزيز مشاركتها في كافة المستويات، وتمكينها في النهوض باقتصاد البلد عبر الاهتمام بالزراعة وإعادة تأهيل المصانع ودعم المنتوج الوطني وتوفير الضمان للعاملات والفلاحات والقروض غير المشروطة لصاحبات الحرف المنزلية والعناية الأكبر بذوات الاحتياجات الخاصة.

في الثامن من آذار نحتفي بعيدنا ونستلهم المآثر ممن كتبن التاريخ بأفكارهن ومبادراتهن وتضحياتهن، ونؤكد على أهمية خلق بيئة آمنة خالية من كل اشكال التمييز لتستطيع من خلالها النساء المشاركة الفعالة في صناعة القرار وبناء مستقبل أفضل لبلادنا، كما ندعو لإلغاء كافة النصوص التمييزية والمجحفة بحق المرأة في المضامين والقوانين العراقية، وتأمين الحماية والرعاية لهن عبر تشريع قانون الحماية من العنف الاسري، وتعديل قانون الزامية التعليم بما يكفل التعليم المجاني والإلزامي حتى نهاية الدراسة الثانوية، للحد من الأمية وظاهرة زواج الطفلات والتسول وعمالة الاطفال.

بهذا اليوم لابد من تظافر الجهود والضغط على الجهات الرسمية لتقديم المزيد من الالتزام بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية لحماية النساء والفتيات وانتشالهن من الواقع المأساوي وانقاذهن من العنف والاتجار والابتزاز عبر أحكام صارمة لمنع الإفلات من جرائم العنف ومحاسبة مسببيها، ولتحقيق خطوات للتقدم تنسجم وتاريخ المرأة العراقية لابد من إرادة سياسية تؤمن بوجود النساء شريكات بصنع القرار، ووضع الموازنات المراعية للنوع الاجتماعي، وتشجيعهن لأطلاق مبادراتهن السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والاستفادة من امكانياتهن في برامج الإعمار واعادة البناء.

نحن رابطة المرأة العراقية وبهذه المناسبة نطالب مجدداً الحكومة العراقية بالالتزام في تنفيذ قرارها الصادر عام 2009 ومباشرة تشييد تمثال الدكتورة نزيهة الدليمي تخليدا لدور المرأة العراقية المميز وافتخارا بنضالاتها وعطائها اللا محدود، وتعريف الاجيال برموز الحركة النسوية عبر تضمينها بمناهج التعليم واستذكار ابداعاتهن بمجالات عدة دون تمييز.

عاشت نضالات نساء وفتيات العالم، عاشت المرأة العراقية المكافحة من أجل كرامتها وكرامة وطنها، والمجد لشهيدات الحركة النسوية في العراق والعالم، وكل عام والمرأة تنعم بالرفاهية والحماية في وطن آمن.

رابطة المرأة العراقية

6 آذار 2023