اخر الاخبار

مشهد محزن من قلب بغداد جسده انهيار مسرح “ماجيستك” التراثي، مثيرًا انتقادات جديدة إلى أمانة العاصمة بشأن إجراءات حماية مباني المدينة القديمة بوصفها شواهد عاصرت مراحل ما قبل تأسيس الدولة العراقية في بدايات القرن الماضي.

خان المشاهير

توسع المبنى عام 1918، مع احتلال القوات البريطانية للعاصمة، وضم فندقًا أيضًا باسم “خان المدلل”، ليشهد حضور مشاهير تلك الحقبة من فنانات وراقصات ومطربين وشعراء، من بينهم الراقصة التركية آلن، والمطربة اليونانية ماريكا ديمتري، والدة الفنانة الشهيرة عفيفة إسكندر.

أشهر ما شهده المسرح حضور “كوكب الشرق” أم كلثوم عام 1932، على مدى شهر، مع فرقتها الموسيقية، التي كان على رأسها الفنان محمد القصبجي، حيث اكتظت بغداد القديمة بالمستمعين والمشاهدين.

المكان ذاته كان استضاف قبل ذلك المطربة المصرية نادرة أمين، ومنيرة المهدية عام 1919، إلى جانب العازفين صالح وداود الكويتي، وسفير الأغنية العراقية ناظم الغزالي وزوجته سليمة مراد.

اهمال متعمد

متفاعلون كتبوا بحزن عن ذكريات المكان، تعليقًا على صور أظهرت تداعي المبنى وانهيار أجزاء منه، بعد أن صمد لنحو 11 عقدًا دون صيانة.

مدونون أعربوا عن حزنهم لانهيار المبنى منتقدين إهمال المعالم التراثية في العاصمة بغداد

‏اتهامات وجهت إلى الجهات المعنية بـ “إهمال متعمد لكل ما يتصل بالتراث العراق”، مع دعوات إلى إنقاذ ما يمكن من مباني شارع الرشيد، بوصفه بعدًا تاريخيًا للعاصمة بغداد، وتجسيدًا للهوية الوطنية.

تشير المعلومات المتوفرة عن المبنى، إلى أنّ المطربة منيرة الهوزوز، رائدة الأغنية الشعبية، عملت في مسرح “ماجيستك” (1928 – 1940).

كما شهد المكان تلحين ألبوم من الأغاني الشهيرة، منها؛ “هوة البلاني، آه يا سليمة، قلبك صخر جلمود وخدري الشاي”، فضلاً عن قصائد ألقاها الشاعران جميل صدقي الزّهاوي (1863- 1936)، ومعروف الرصافي (1875 - 1945).

مؤخرًا كان رئيس الجمهورية رشيد عبد اللطيف قد دعا أمين العاصمة إلى تطوير عدد من مناطق بغداد التراثية، مثل شارع الرشيد والقشلة، والحفاظ على تراثها وعمارتها العريقة.

“الرشيد” يتداعى

وعلى الرغم من تعهدات مسؤولي أمانة بغداد، خلال الحكومات المتعاقبة بعد 2003، بـ “خطط تطوير”، ما يزال شارع الرشيد يتداعى مع استمرار إشغال مبانيه وأزقته الضيقة بالبضائع الثقيلة، بعد أن تحول مركز تجاري مكتظ.

شُيد شارع الرشيد عام 1916، من قبل خليل باشا حاكم بغداد وقائد الجيش العثماني آنذاك، بهدف تسهيل مرور العربات العسكرية، ثم تحول إلى أشهر معالم العاصمة بذاكرة تلخص تاريخ البلاد وأزماتها.

أعادت المشاهد الجديدة إلى الواجهة مطالبات بحماية مباني شارع الرشيد أقدم معالم بغداد المعاصرة.