اخر الاخبار

مرّ يوم امس عيد المعلم في العراق، فيما لا تزال التحديات والصعوبات شاخصة دون معالجات حقيقية، وتبقى التشريعات التي تسهم في دعم وحماية المعلمين غائبة.

وعود الوزارة

وتقدم المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية كريم السيد بـ”أجمل التهاني للكوادر التدريسية في عموم البلاد لمناسبة عيد المعلم”، مشيرا الى ان “الوزارة وجهت الشكر لجميع الملاكات التربوية عبر كتاب رسمي من اجل حثهم على بذل الجهود في سبيل تطوير العملية التربوية والتعليمية”.

وقال في حديثه لـ”طريق الشعب”، ان الوزارة تسعى لتعزيز الكوادر التربوية بأعداد كافية، ومعالجة نقص الابنية المدرسية”.

وأضاف السيد، ان الوزارة “طالبت بتوفير دعم اكبر للمعلمين، وللكوادر التربوية بشكل عام، سواء بتخصيص قطع اراض، ووضع امتيازات خاصة بالمعلمين، لان الامم العظيمة هي تلك التي تحترم وتقدر المعلم”.

ويجد السيد، أنه “آن الاوان لأن ينال المعلم استحقاقه، بعد سنوات من المعاناة والحرمان”.

صعوبات كبيرة

في المناسبة ايضاً هنّأت عضو نقابة المعلمين العراقيين ومديرة مدرسة الرازي في مدينة النجف، سهاد الخطيب المعلم العراقي بعيده الأغر، متمنية له مستقبلا أفضل من اجل الارتقاء بواقع العملية التربوية في البلاد.

وقالت الخطيب لـ”طريق الشعب”، ان “هناك صعوبات كبيرة تواجه العملية التربوية، أهمها الدوام المزدوج والثلاثي في المدارس”، مبينة ان العراق بحاجة الى بناء 10 آلاف مدرسة.

واستذكرت الخطيب “الدور الوطني الكبير لنقابة المعلمين العراقيين في انتفاضة تشرين، وتضامنها مع مطالب الشعب باعلانها الاضراب عن الدوام، والتوجه الى ميادين الاحتجاجات”.

وأضافت، أن هناك انتشارا كبيرا للمدارس الأهلية دون الركون للضوابط والقوانين، إضافة الى التغييرات السنوية للمناهج الدراسية، مع صعوبتها سنة بعد اخرى.

وبينّت الخطيب انه “لا يوجد أي دعم حقيقي لإدارات المدارس مالياً؛ فالمدرسة ذات الدوام الثنائي يرتادها ما لا يقل عن 1000 طالب يومياً، وهذا يعني ان المدرسة بحاجة الى إدامة وصيانة مستمرة، بينما نعتمد بشكل اساسي على الجهود الذاتية”.

وتعليقا على الوعود الحكومية، اكدت الخطيب ان “الكلام والوعود تطلق منذ سنوات، والعبرة بالتطبيق على ارض الواقع، وترجمة الأقوال الى أفعال. لا شيء حتى الآن”، منتقدة “عدم تعاون مديريات البلديات وقيادات الشرطة مع المدارس؛ فأبواب مدارسنا اصبحت مكبا للنفايات، ولا يتم رفعها، كما أن الكثير من المدارس بلا حراس أمنيين”.

وخلصت الخطيب الى ان “ازمات القطاع التربوي والتعليمي كثيرة، وهذا تحد كبير؛ فالتطور والتنمية وتقدم البلد يجب ان يبدأ عبر رفع مستوى التعليم، والنهوض به، وهذه مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الحكومة”.

جهد غير مثمن

من جانبه، قال مدير اعدادية ابن خلدون د. عامر فيصل، ان “شريحة المعلمين في مجتمعنا العراقي، تواجه عبئا ثقيلا. وعلى ما يبدو ان جهودهم التربوية والتعليمية غير مثمنة من قبل وزارة التربية”، متهما الوزارة بعدم الاهتمام بهذه الشريحة، ليس ماديا فحسب، انما هناك جوانب اخرى مهمة ايضا، مثل الرعاية أو توفير أبنية مدرسية لائقة، إذ أن أبسط المقومات غائبة”.

وأضاف الدكتور عامر في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “المشاكل التي يعاني منها الكادر التدريسي لا حصر لها، واهمها قضية الاعتداء على المعلمين بين الحين والآخر”، مشددا على ضرورة “تنفيذ قانون حماية المعلم الذي يعد تطبيقه من ابسط حقوق المعلم، لأجل ان يكون هناك رادع حقيقي في مواجهة الانتهاكات بحق المعلمين”.

ودعا فيصل الى العمل على تحسين الواقع المعيشي للكوادر التدريسية اسوة ببقية الموظفين في دوائر ومؤسسات الدولة، وهذا ابسط الحقوق المشروعة التي يجب ان ينالها المعلم”.

المثنى لا تحتفل!

وقررت نقابة المعلمين في المثنى عدم استقبال المهنئين بعيد المعلم، معللة السبب بأن غالبية المعلمين يسكنون مناطق عشوائية، في حين أن المتقاعدين منهم لم يتحصلوا على قطع أراضٍ سكنية.

وجاء في وثيقة صادرة عن النقابة، أن “نقابة المعلمين في المثنى قررت أيضاً غلق أبوابها لهذا اليوم، وعدم إقامة أي احتفالية للمعلم، احتجاجاً على الظلم الذي يتعرض له المعلم”.

ويواصل معلمو البصرة احتجاجهم، مطالبين بتخصيص قطع أراض لهم.

وخلال الحفل المركزي الذي نظمته نقابة المعلمين العراقيين، امس الاربعاء، بحضور رئيس الحكومة، دعا نقيب المعلمين عباس السوداني الحكومة لان يكون النهوض بواقع المعلم في مقدمة اولوياتها، وضمان واقع افضل لشريحة المعلمين، يتمثل بمرتبات مناسبة، واسكان لائق وخدمات صحية وعلمية تليق بمكانة مربي الاجيال.

وتعهد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بدعم المعلم، وذلك في تهنئة له بمناسبة “عيد المعلم”، قائلا: “نعدكم بالعمل على كلّ ما يخدم المعلّم العراقي ويرفع من مستوى البيئة التعليمية”.