اخر الاخبار

داعش في 2023

تحت عنوان داعش في 2023: مستويات التهديد وأسئلة إعادة التوطين، كتبت الباحثة في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط، ديفورا مارغولين، مقالاً أشارت فيه إلى التقرير السادس عشر الذي أصدره الأمين العام للأمم المتحدة، وسلط فيه الضوء على منظمة داعش الإرهابية، أساليب التمويل الجديدة وانتشار الأسلحة وتحديات إعادة توطين الأفراد وغير ذلك من قضايا تخص مواجهة هذا التنظيم الإرهابي.

وأعربت مارغولين عن إعتقادها بأن أحداث السنوات الأربع الماضية، والتي تلت إنهيار داعش، تؤكد على أن التهديد الذي يشكله التنظيم لا يزال قائمًا، رغم تراجع الهجمات الإرهابية وتقلص موارد التنظيم المالية وتوسع شعبية فكرة الإندماج في المجتمع بين صفوف الحواضن القديمة له. وضربت الكاتبة مثلاً على هذه المخاطر بشن داعش 483 عملاً إرهابياً في العراق خلال 2022، مشيرة إلى أن عدد هذه الإعمال في تناقص مستمر، حيث كانت 1459 و1113 عملاً خلال عامي 2020 و2021 على التوالي.

عناصر قوة

وعدّد المقال بعض عناصر القوة التي يجدها متوفرة في داعش حتى الآن والتي تشكل مصدر تهديده، كالإستقرار الداخلي للتنظيم، على الرغم من القضاء على قادته، وإحتفاظه بثروة لا تقل عن 50 مليون دولار، وإستفادته من العملات المشفرة لزيادة مرونته المالية، والتغييرات التي أحدثها في قدراته العسكرية كإستخدام الطائرات المّسيرة، إضافة لوجود مناصرين جدد جراء التلكؤات التي إتسمت بها عمليات إعادة توطين المتورطين.

المواجهة

وشّددت الكاتبة على أهمية إعادة توطين المتخّلين عن داعش أو المعتقلين في ديارهم الأصلية، حيث لا تشكل عملية إعادة حوالي 2500 عراقي و500 فرد من 12 دولة أخرى في عام 2022، سوى رقم ضئيل مقارنة بحاجة نحو 56000 امرأة وقاصر وحوالي 10000 رجل وصبي، لأعادة الدمج في مجتمعاتهم.

كما حددت وعلى ضوء تقرير الأمم المتحدة، سبع مهام لمواجهة خطر الإرهاب تمثلت في دعم ضحاياه، والقضاء على مصادر تمويله وتحسين إدارة الحدود وتقليص أمكانياته في استغلال منصات المعلومات والاتصالات والتقنيات الجديدة (مثل الطائرات بدون طيار والعملات المشفرة ووسائل التواصل الاجتماعي) ومكافحة الخطاب الإرهابي والتواصل مع المجتمعات المحلية وتعزيز التعاون الدولي والإقليمي ومعالجة التحدي المتمثل في المشتبه بهم وعائلاتهم.

إعادة التوطين

وإعتبرت مارغولين حل مشكلة النازحين والمعتقلين وإعادة دمجهم في المجتمعات أساساً لنجاح برامج المواجهة الهادفة إلى القضاء النهائي على الإرهاب، مؤكدة على أن بعض السياسات المتمثلة بعدم إعادة المراهقين إلى أوطانهم أو التركيز فقط على جهود إعادة الإدماج تجاه النساء البالغات أو التحيزات القائمة على العمر والجنس، تخدم خطط داعش، حيث يجب تشجيع الدول ليس فقط على إعادة هؤلاء الأفراد إلى أوطانهم، بل وتطبيق العدالة المناسبة وإعادة التأهيل وإعادة الإدماج، كي يُمنع “تنظيم الدولة الإسلامية” من العودة إلى مشروعه الخاص ببناء الدولة ويثني المؤيدين الجدد عن الانضمام اليه.

حرب قامت على أكاذيب

وفي الذكرى العشرين للإحتلال الأمريكي للعراق، أكدت صحيفة الغارديان البريطانية على إستمرار تأثير الحرب على السياسة البريطانية الداخلية وتوجه الأحزاب السياسية، حيث بقيت في الذاكرة التظاهرات المليونية التي إنطلقت في مثل هذه الأيام قبل عشرين عاماً، في 600 مدينة في العالم بما فيها كبريات مدن المملكة المتحدة، والتي أُعتبرت أكبر تحرك بشري عام لأهداف سياسية، لاسيما بعد أن أثبتت الأحداث صحة تقييم المتظاهرين لعدم شرعية الحرب التي تم بناؤها على مجموعة أكاذيب، وصحة توقعاتهم عن ما ستؤدي اليه.

وشددت الغارديان على أن الغضب الشعبي العالمي من تصرفات بريطانيا وامريكا كان جميلا جدا، ولا يزال حتى اليوم يعتبر نقطة تحول في السياسة البريطانية والعالمية، بسبب تأثيره المباشرعلى نظرة الجمهور البريطاني إلى حكومته، ومستويات الثقة بها والتي تدنت بشكل كبير. كما أجرت الصحيفة العديد من المقابلات مع المشاركين بالتظاهرات، كأمثلة على صحة إستنتاجاتها، حيث عبّر المستطلعة آراؤهم عن فقدانهم الثقة كليا بالنظام السياسي البريطاني حتى اليوم.