اخر الاخبار

العراق ودولة الإمارات

كتب أدم لوسينتي مقالاً للمونيتور حول الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الحكومة لدولة الإمارات العربية المتحدة، أشار فيه إلى أن الزيارة، التي ناقش فيها الجانبان سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والتنموي، قد تزامنت مع إعلان “أبو ظبي” عن تمويل البنية التحتية للمياه في غرب سنجار بمبلغ قيمته 500 ألف دولار.

علاقات متوازنة

ونقل الكاتب عن بلال وهاب، الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وصفه للزيارة بأنها مسعى من السوداني، لتعزيز العلاقات مع الخليج وسط نفوذ إيراني متواصل في العراق، وتعبيراً عن حاجته لدعم إقليمي، يحقق له شيئاً من التوازن ويمكّنه من تأمين إستقرار حكومته، لاسيما في ظل الخليط غير المتجانس، الذي تتصف به الكتلة الداعمة له في البرلمان، وقلق الإمارات من نفوذ بعض أطراف هذه الكتلة، ذلك القلق الذي قد يبدده السوداني في مباحثاته مع مضيفيه.

علاقات متنامية

وتطرق الكاتب إلى الكثير من الأمثلة على تنامي العلاقات العراقية الخليجية، كالزيارات التي قام بها السوداني وسلفه لدول المنطقة، وكحضور قادة الخليج لمؤتمر دعم العراق الذي عقد في عمان قبل أسابيع، والذي دعا فيه السوداني لمصالحة إقليمية، وكالاهتمام العراقي المتزايد بدور الشركات الإماراتية، والذي انعكس في توقيع مجموعة أبو ظبي للموانئ اتفاقية لنقل النفط في الخريف الماضي ومساهمة شركة Gulftainer ومقرها الشارقة في إعمار ميناء أم قصر العراقي. كما أكد المقال على ما تركته بطولة كأس الخليج لكرة القدم، والتي أقيمت في البصرة مؤخراً، من تأثيرات إيجابية. 

وأعرب الكاتب عن إعتقاده بأن للسعودية دور كبير في وجود ومستقبل هذه العلاقات، حيث أعرب وزير خارجية العراق عن سعي بلده لمزيد من التعاون الاقتصادي مع الرياض، في ذات الوقت الذي بدأ فيه الربط الكهربائي بين البلدين، فيما يُعتقد بأن قطع إيران صادرات الكهرباء عن العراق قد يحوّله أكثر نحو الخليج.

هل هناك ردود فعل؟

ولم يستطع الكاتب توقع ردود الفعل الإيرانية تجاه جهود العراق لتحسين العلاقات مع الخليج، لاسيما مع الظرف الإستثنائي الذي خلقته أزمة سعر صرف الدولار بسبب الإجراءات الحازمة التي إتخذها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي للحد من تحويلات الدولار من العراق إلى إيران، مشيراً إلى أن ثقل العقوبات الأمريكية على طهران وعدم قدرتها على المجازفة بإنهيار الإقتصاد العراقي، قد يدفعها للتساهل تجاه علاقات اقتصادية عراقية أفضل مع الخليج.

في ذكرى احتلال العراق

بمناسبة قرب حلول الذكرى العشرين للإحتلال الأمريكي للعراق، نشرت صحيفة الإزفيستيا مقالاً لأندريه كورتونوف مدير مركز الشؤون الدولية في موسكو، أشار فيه إلى أن أهمية الحدث تكمن فيما شكله من إنعطافة خطيرة في تاريخ العلاقات الدولية، والتي أجهضت كل الآمال في قيام نظام دولي عادل، وأكدت مواصلة واشنطن مساعيها بكل السبل للإبقاء على عالم أحادي القطب.

حرب بلا نصر

وأعرب كورتونوف عن إعتقاده بأنه ورغم القوة العسكرية الهائلة التي إستخدمتها الولايات المتحدة في الحرب، والدعم العسكري الكبير الذي حضيت به من حلفائها، فقد سجلت الحرب هزيمة أجهزة الاستخبارات الأميركية، حين فشلت في إثبات إدعائاتها بإمتلاك صدام حسين لأسلحة دمار شامل، يهدد بها المنطقة، وفشل الحرب في بناء نظام ليبرالي على النمط الغربي في البلاد. ويبدو أن من عارض المشروع الأمريكي حينها، مثل فرنسا وألمانيا وروسيا والصين وتركيا، ومنع واشنطن من الحصول على شرعنة دولية أو غربية للحرب، سواء في مجلس الأمن أو في حلف الناتو، كان على حق فيما ذهب اليه.

دروس

لقد أدت الحرب، حسب كورتونوف، إلى زعزعة الاستقرار في العراق والمنطقة، وإلى استقطاب طائفي وإثني حاد، وإلى انتشار الإرهاب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيراً في مقاله إلى أن أبرز دروس الحدث يكمن في أن إنهاء أي صراع لن يكون بسهوله إطلاقه، وأن الكلمة الأخيرة في صراعات القرن الحادي والعشرين ستكون للسياسيين وليست للعسكريين.