اخر الاخبار

حضّت منظمة اليونيسيف، الحكومة العراقية والمؤسسات الدولية المعنية على تسريع وتكثيف الجهود كافة لإزالة الألغام والذخائر غير المنفجرة وتعزيز مساعدة الضحايا، ودعم حق الأطفال في بيئة آمنة ومحمية. 

وجاء ذلك في بيان أصدرته شيما سين غوبتا، ممثلة المنظمة في العراق، لمناسبة استشهاد اربعة اطفال عراقيين (بنت وثلاثة اولاد) في محافظتي بغداد وبابل، نتيجة لحدوث انفجارات في الذخائر.

وذكر البيان أن المنظمة كانت قد أعلنت عن مقتل 75 طفلاً وإعاقة 73 آخرين، نتيجة للمخلفات الحربية المتفجرة، والذخائر غير المنفجرة، خلال العام 2021. ودعت المسؤولة الأممية إلى المزيد من الجهود للحد من تأثير هذه المتفجرات، ولا سيما على الأطفال، حيث ارتفع عدد الضحايا منهم جراء ذلك بنسبة 67 في المائة مقارنة مع العام 2020. 

وذكّرت اليونيسف جميع أصحاب المصلحة بضرورة وضع سلامة الأطفال في الإعتبار الأساسي وفي جميع الأحوال. وفي الوقت الذي وعدت فيه بأنها ستواصل العمل على مساعدة الضحايا، وتقديم خدمات العلاج الطبي والدعم النفسي والاجتماعي لهم عند الحاجة، دعت اليونيسيف الى تلقى الأطفال وأفراد المجتمع الآخرين، التوعية اللازمة بمخاطر الذخائر المتفجرة في المدارس، والمجتمعات المحلية وفي جميع المناطق المتأثرة سابقا بالنزاع في العراق.

مؤشر حقوق الأطفال

وعلى صعيد مؤشر حقوق الأطفال العالمي لعام 2021، والذي تصدره منظمة حقوق الاطفال الدولية، والمعنية بمعرفة مدى تنفيذ الدول لإتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، احتل العراق الموقع 163 من أصل 184 دولة، والموقع 14 من 16 عربياً وحصل على 0.438 درجة؛ ففي مجال الصحة حقق العراق 0.880 وفي التعليم 0.538 وفي الحماية 0.626 ، لكنه سجل موقعاً متدنياً في مجال البيئة التمكينية لحقوق الطفل، والذي بلغ 0.071 فقط. 

ولعل من أبرز أسباب هذا التدني في مجالي الحماية والتمكين، تعرض الأطفال العراقيين الى العنف متعدد الأشكال قبل بلوغهم سن الرشد، حسب ما ذكرته الباحثة الاجتماعية سلمى كاظم لـ”طريق الشعب”. 

وأشارت الى ان منظمة اليونيسيف الدولية كانت قد أفادت “وبالاستناد الى مسح شامل أجراه الجهاز المركزي للاحصاء في العراق عام 2018 بأن 88 في المائة من أطفال العراق تحت سن 15 سنة قد تعرضوا لتجربة العقاب الجسدي أو النفسي من آبائهم، من بينهم 31 في المائة ممن تعرض لعنف جسدي شديد”. 

وتبين الاحصائيات ان 10.4 في المائة من القتلى المدنيين في العام الماضي كانوا من الأطفال.

للبنات حصة مضاعفة 

ولفتت الباحثة الى أن العنف الجسدي ضد البنات يفوق في نسبته ما يواجهه الأولاد في ذات العائلة.

فيما تذكر أفضل التوقعات تفاؤلاً، بأن نسبة الأمية بين الإناث هي ضعف نسبتها بين الذكور. هذا وكانت احصائيات وزارة التخطيط لعام 2017 قد اشارت الى مشكلة أخرى للبنات تتمثل بتزويج القاصرات، التي تنامت ليصل عدد الأمھات القاصرات الى ملیون طفلة ولتبلغ نسبة المتزوجات دون 18 سنة 21 في المائة. كما ذكرت الإحصائيات أن 7.5 في المائة من الأطفال يعانون من سوء التغذیة و 16.6 في المائة من نمو غیر طبیعي، فيما بلغت معدلات وفاة الأطفال 2.3 في المائة.

أما الكاتبة وفاء التميمي، فتشير في مقال لها، اطلعت عليه “طريق الشعب” الى مجموعة من التحديات الحرجة التي تعيق تحقيق مناخ تعليمي مناسب للصغار من الإناث قياساً بأقرانهن من الذكور. وتحدد تلك التحديات بالفقر، وتراكم التحيز التاريخي والثقافي والاجتماعي الذي يحط من مكانة المرأة، ونقص عدد المعلمات في المدارس وضعف المستلزمات التربوية وإساءة المعاملة، وهي عوامل إضافية لتلك التي سببت تدهوراً في التعليم العراقي بشكل عام.