اخر الاخبار

لم تكن مدينة البرتقال تُدرك أن لعنة الجفاف ستلاحق أشجارها الحمضية، لتبتلع نصف تلك البساتين، وتترك أهلها مهددين بخيار النزوح. ووفقا لنواب، فان أزمة الجفاف بلغت «ذروتها» بعد اربعة أشهر من تفاقمها، فيما يؤكد فلاحون أن شح المياه «تسبب في دمار الاف الدوانم من بساتين الحمضيات». وتعتمد محافظة ديالى على 80 في المائة من إيراداتها المائية على نهر سيروان، الذي انخفضت موارده من نهري دربندخان ودوكان. فيما يقدر نصيبها من نهر دجلة بـ 20 في المائة.

نصف مليون مواطن.. مهددون

واكدت النائبة اقبال اللهيبي، أن قرابة نصف مليون نسمة في مناطق متفرقة من ديالى، دخلوا ذروة الجفاف، وبالتالي فإن حياة هؤلاء الناس في تلك المناطق مهددة بالنزوح.

وقالت اللهيبي في تصريح صحفي، ان «مناطق زراعية مترامية، بالإضافة الى مدن في ديالى، دخلت حاليا ذروة الجفاف بعد مضي اكثر من 4 اشهر متتالية على ازمة هي الاكثر خطورة بعد 2003، لدرجة أن هناك مناطق كاملة جفت انهارها بشكل كامل، وبساتينها أضحت في حالة يرثى لها، في ظل عدم وجود حلول تلوح بالأفق».

وأضافت أن «نصف مليون نسمة يعانون حاليا في ديالى من ذروة موجة الجفاف، والاوضاع تسير الى مراحل خطرة، اذا لم يتم على الاقل انقاذ البساتين التي تعيش كابوس الفقدان للابد».

ورجّحت اللهيبي ان يلجأ الاهالي الى النزوح «اذا لم تكن هناك حلول واقعية للأزمة».

وأشارت إلى أن «ديالى بحاجة لخلية ازمة عليا ذات صلاحيات واسعة لمناقشة ملفها المائي واتخاذ خطوات تسهم في معالجة الكارثة التي ربما ستفقد الاف الاسر مصادر رزقهم بسببها، من خلال هلاك البساتين التي عمر اغلبها عشرات السنين».

تضرر بساتين الحمضيات

وفي السياق، قال رئيس الجمعيات الفلاحية في ديالى، رعد التميمي، إنه «بسبب شح المياه في المحافظة، قلت نسبة المنتج الزراعي الى 50 في المائة»، مبينا أن الشح المائي اثر بشكل مباشر على محاصيل الحمضيات والفواكه.

وأضاف لـ»طريق الشعب»، أن المزارعين وخلال المواسم الماضية «اقترضوا أموالا من تجار ومن الدولة، وعليهم دفع مستحقاتها»، متسائلاً «كيف لهم ان يدفعوا تلك الأموال التي بذمتهم، واراضيهم تعاني العطش؟».

وتابع إن «شح المياه في المحافظة تسبب في دمار الاف الدوانم من بساتين الحمضيات في ديالى. وقد وصلت إلى مرحلة الذبول».

وبيّن أن «الازمة طالت بساتين قرى الهويدر وشفته وخرنابات».

إجراءات حكومية

ومع انخفاض معدل الإيرادات المائية في نهري دجلة والفرات، إلى اقل من 50 في المائة، تكون أزمات الجفاف في المحافظات غير  مفاجئة؛ إذ أن مؤشرات وزارة الموارد المائية كانت تشير الى ان «المواسم الزراعية في 2020 ستكون شحيحة» بحسب المتحدث باسم الوزارة علي راضي.

وأرجع راضي أزمة شح المياه في محافظة ديالى الى ان الايرادات المائية القادمة من دوكان ودربندخان، التي تصب في نهر سيروان، انخفضت بمعدلات كبيرة.

واوضح راضي لـ»طريق الشعب»، أن «ديالى هي اكثر المحافظات تأثراً بالشح المائي، لانها تتغذى بنسبة 80 في المائة من نهر سيروان، و20 في المائة من دجلة».

ويعتمد نهر سيروان على تدفقات المياه القادمة من إيران.

وأكد المتحدث أن عمل الوزارة تركز على مستويين؛ الأول يتمثل في كيفية تأمين الماء لصالح محطات الاسالة. والثاني في تأمين المياه الخام الى بعض البساتين.

مياه الشرب أولا

وزاد أن الوزارة أنشأت محطة ضخ بخط انبوبي ناقل، ينقل المياه من محطة اسفل الخالص، الى نهر خريسان، الذي يؤمن المياه لمركز بعقوبة والمناطق المحيطة بها، مؤكدا ان هذا المشروع «خدم ما يقارب 450 الف نسمة».

كما عملت الوزارة، بحسب راضي، على حفر اكثر من 100 بئر، لتأمين المياه الى المناطق التي يصعب وصول المياه السطحية اليها.

واستطرد المتحدث في حديثه، قائلا إن «العراق ودول المنبع تأثرت بشكل كبير بالتغيرات المناخية المتمثلة في ارتفاع درجات الحرارة وقلة الإيرادات المائية وضعف الغطاء الثلجي».

واختتم المتحدث باسم وزارة الموارد المائية بأن «مفاوضاتنا مع دول المنبع (تركيا وسوريا وايران) مستمرة، ليس لأجل زيادة الإطلاقات فحسب، وانما نشير الى مبدأ تقاسم الضرر في فترات الشح المائي، فحقوق دول المصب، تقرها كافة الاتفاقيات والمواثيق والأعراف الدولية».