اخر الاخبار

تواجه الشبيبة العراقية كثيرا من المشكلات التي لم تقدم الحكومات المتعاقبة أية حلول بصددها، واهتمام بهذه الشريحة، الامر الذي فاقم الأزمات، وزاد من نسب البطالة، ما دفعهم للهجرة، أو الانخراط في فرص عمل ووظائف لا تتوافق مع توجهاتهم.

ويقول ناشطون، إن الشباب هم الشريحة الاكثر تضررا في المجتمع، بسبب مواجهتهم لتحديات كثيرة على المستوى الامني والمعيشي والسياسي.  

الشباب والحياة السياسية 

وقال عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق وسام الخزعلي لـ”طريق الشعب”، إن الحزب “يتحدث في مناسبات كثيرة عن موضوعات الشباب المختلفة”.

ويحث الشيوعي العراقي الشباب على الانخراط في العمل السياسي الواسع، بما يمكنهم من تعزيز الهوية الوطنية والمواطنة، ومعالجة المشكلات التي تواجه معيشتهم كالبطالة والفقر والخدمات العامة.

ولفت الخزعلي الى أن الحزب طالب مرارا بتقليص سن الترشح الى الانتخابات لـ 25 عاما، لأجل زيادة نسبة مشاركة الشباب في الحياة السياسية. 

وأضاف أن “الحراك الشبابي توّج بانتفاضة تشرين، التي عبرت عن الوجه الحقيقي للشباب العراقي”.

وزاد الخزعلي أن “وضع العراق ما بعد تشرين، ليس كما قبله، لأن زج الشباب في العمل السياسي هو خطوة في الاتجاه الصحيح”.

وأشار إلى أن “الشباب مهمشون على المستوى الاقتصادي؛ فالكثير منهم يعجز عن الحصول على فرصة عمل أو تعيين”، داعيا الى أن “تكون هناك مراكز تأهيل للشباب”. 

الشباب جزء من الاصلاح 

وفي السياق، قال الناشط السياسي الشاب علي المعلم، إن “كل محاولات اصلاح العملية السياسية بعد العام 2003 كانت من خلال منظومة الاحزاب المهيمنة على السلطة العملية السياسية، وبالتالي لم يتحقق شيئا يعبر عن رؤى وتوجهات الحركات الاحتجاجية الشبابية.

وأضاف المعلم لـ”طريق الشعب”، أنه “في العام 2019 تغيرت هذه القناعات لدى الشباب تماما”، موضحا أنهم اشترطوا ان يكون المطالبون بالإصلاح جزءا منه، الامر الذي أفرز تشكيلات وحركات شبابية جديدة، تهدف الى اصلاح المنظومة السياسية”.

ويعوّل المعلم على “الدماء الجديدة” في ايجاد “حياة سياسية أفضل”، مردفا أن “التحديات التي تواجه العمل السياسي للشباب كثيرة، أهمها التحدي الامني، حيث ان معظم التيارات الشبابية السياسية المعارضة للمنظومة الحاكمة والاحزاب المتنفذة، يواجهون ضغوطا وتهديدات من السلاح المنفلت، وهذا ما نعشيه اليوم من محاولات وعمليات اغتيال طالت الكثير من الناشطين الشباب.

واقع صعب 

إلى ذلك، قال نائب سكرتير اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي، وسام المالكي، إن “الدولة لا تهتم بالواقع الشبابي، وليس لديها برامج لهم، وذلك بفعل المحاصصة الطائفية، التي تعمل على بعثرة جهودهم”.

واضاف أن “نسبة الشباب في المجتمع العراقي تقدر بـ60 في المائة. وهذا يفترض معه ان تكون لدينا عجلة سريعة للانتاج الوطني، على مختلف الصعد، لكن أية برامج بهذا الصدد تواجه مقاومة من القوى المتنفذة، التي تعتاش على غسيل الاموال، والصفقات المشبوهة”.

ويلاحظ المالكي في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “كثيرا من الشباب وجدوا فرص عمل في المؤسسات الامنية والعسكرية، ربما بعيدا عن اختصاصاتهم او توجهاتهم، لكنهم مضطرين الى القبول بها لتوفير مستلزمات العيش، الامر الذي خلق شيئا من العسكرة الشبابية”.

ويشير الى أن “موازنة 2021 لم تقر اي بند يخص توفير فرص عمل للشباب”. 

ويعتقد ان “الشباب العراقي يُراد منه أن يكون عدداً في صناديق الاقتراع، او في ثلاجات الموتى عند الحرب”، وبالتالي فهم الشريحة الأكثر تضررا في المجتمع.

وينوّه إلى أن “مجلس الخدمة الاتحادي كان مؤملاً أن يأخذ دوراً فعالاً في توفير فرص العمل، لكن هيمنة الكتل السياسية عليه، حالت دون تحقيق ذلك”. 

ويحمّل المتحدث وزارة الشباب والرياضة مسؤولية كبيرة في غياب مشاريع تمكين ودعم الشباب، “كونها تخضع لمنهاج المحاصصة”، بحسب قوله.

ويصف المالكي الوزارة بأنها “وزارة كرة قدم”.

وخلص المالكي الى أن “المنتديات الشبابية في مختلف المناطق تعاني الرتابة والجمود في العمل، حيث ان موظفيها لا يعرفون اي شيء عن الواقع الشبابي”.

الوزارة تشكو التجاهل الاعلامي

وتعقيبا على تلك الاتهامات، يقول المتحدث الرسمي باسم وزارة الشباب والرياضة، موفق عبدالوهاب، ان المؤسسات الاعلامية تتجاهل تغطية النشاطات الشبابية التي تقوم بها الوزارة، “وهذا ما اعطى انطباعا لدى الناس باننا نهتم بالشؤون الرياضية فحسب”.

ويضيف أن نشاطات مكثفة تعمل عليها دائرة ثقافة وفنون الشباب، ودار الرعاية العلمية ودائرة التربية البدنية، لافتا الى ان “قرار نقل الصلاحيات من الوزارات الذي اتخذ عام 2018 جرّد الوزارة من صلاحياتها تجاه مديريات ومنتديات وزارة الشباب”.

ويؤكد أن مراكز الشباب والمنتديات لها دور “بالغ الاهمية” في مكافحة البطالة وتفشي ظاهرة المخدرات بين الشباب، معللا تجاهل استعراض نشاطات الوزارة “بسبب كثرتها”.

ويزيد ان الوزارة نفذت في العام 2020 قرابة “150 نشاطا عبر المنصة الالكترونية”، مردفا “لكننا في هذا العام نفذنا الفعاليات حضوريا”.

  

النساء.. تحديات وضغوط  

 وعلى صعيد آخر، قالت الناشطة النقابية منال جابر لـ”طريق الشعب”، أن “النساء الشابات يعشن تحت سيطرة مجتمع صعب: عشائري، ‏ذكوري، ويقيد نشاطها، ويلغي دورها المهم في كل ميادين الحياة، بدءا من المنزل الى الشارع والعمل، وحتى ‏توليها مناصب قيادية”.

وأضافت جابر أن “معظم الناشطات في مجالات مختلفة، يواجهن معوقات وتحديات كثيرة، لكنهن يعملنّ على مواجهتها بإصرار، ‏لاثبات وجودها الكمي والمعنوي بالشكل الذي يلائم نسبة تمثيلها في المجتمع العراقي”. 

واعتبرت الناشطة أن “ثورة تشرين ‏دليل على هذا الاصرار والعزيمة والقوة التي تحلت بها النساء، واثبتت جدارتها، جنباً الى ‏جنب الرجل في الدفاع عن حقوقها”.