اخر الاخبار

العراق والغرب

حول تطورات العلاقات العراقية الغربية، كتبت سيلين ايسال وديفورة مارغولين مقالاً لموقع معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أشارت فيه إلى أنه ورغم تزايد الضغوط من أجل حلّ التحالف وانسحاب قواته من البلاد ورغم الطلب الذي قدمته بغداد لإنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) في موعد اقصاه نهاية العام المقبل، فإن القرار الأصوب الذي على الولايات المتحدة وشركائها اتخاذه هو السعي إلى إقامة علاقات جيدة مع العراق، ولكن ببصمة أخف وبتعاون إقليمي أكبر.

إعادة تقييم

وتطرق المقال إلى قيام الحكومة العراقية بإعادة تقييم علاقاتها مع أوربا وأمريكا، والتي تمحورت حول التعاون العسكري، ومحاولتها لعب دور إقليمي أكثر وضوحاً وتأثيرا، ناصحاً العواصم الغربية إلى أن تحذو حذو بغداد، وتجري تدقيقاً في أسس العلاقة معها على ضوء المتغييرات الداخلية والإقليمية المتسارعة، خاصة ما أضفته حرب غزة على التواجد العسكري الغربي في العراق من توترات، اتسم 184 واحداً منها بالعنف، مما وضع بغداد في وضع محفوف بالمخاطر، لاسيما وهي تسعى إلى البقاء متحالفة مع كل من الولايات المتحدة وإيران.

وأشارت الكاتبتان إلى أن دعوات إنهاء الوجود العسكري الأجنبي في العراق ليست وليدة حرب غزة، فقد سبق وتمت مناقشة تقليص الوجود العسكري الأمريكي أو إنهائه بانتظام، وأخيراً السعي لتحويله إلى «شراكة أمنية ثنائية دائمة»، فيما صوّت البرلمان العراقي على مشاريع قوانين لإخراج القوات الأجنبية في وقت مبكر من عام 2020.

هل انتهت المعركة ضد داعش؟

وعلى الرغم من أن تنظيم داعش لم يعد يشكل تهديداً وجوديا للعراق، رأت الكاتبتان بإن قوات الأمن في البلاد لديها قدرة محدودة على العمل ضد فلول الجماعة الإرهابية، وإنها لم تزل بحاجة إلى دعم التحالف في التخطيط والقيام بغارات جوية وفي تنشيط العمل الإستخباري. كما أعربتا عن اعتقادهما ببقاء مشكلة النازحين جراء الإرهاب قائمة، فإعلان الحكومة عن تقلصها، لايستند سوى على بيانات جُمعت في ضوء القرار غير الحكيم بغلق المخيمات، والذي ترك نحو مليون مواطن في مستوطنات غير رسمية وتفتقر للمساعدة الحكومية وتنذر بخطر التحول لبؤر ساخنة، يُّجند منها ارهابيون جدد.

ملامح الشراكة الجديدة

وحول المستقبل، نصح المقال بضرورة احترام رغبة العراق بتأكيد استقلاله الناجز، والتحديق ملياً في اللوحة الحاكمة، حيث يشتد الخلاف بين من يرفض الوجود الغربي بالكامل وبين من يريد علاقات جيدة مع الغرب أو يسعى لتنظيم العلاقات الأمنية الثنائية والحصول على مساعدات مناسبة في مشاريع التنمية. ودعا إلى دعم المجموعتين الأخيرتين في صراعهما مع المجموعة الأولى، وإشراكها في رسم الخطوط العريضة للانتقال المنظم نحو شراكة أمنية ثنائية، تتضمن بيع أسلحة من أطراف غربية للعراق كطائرات رافال الفرنسية.

كما اقترح المقال مواصلة التعاون في جهود تحقيق الاستقرار في مرحلة ما بعد داعش، وحل مشكلة النازحين، الذين تشكل تلبية احتياجاتهم تحدياً كبيراً نظراً للعوائق القانونية والاجتماعية القائمة، وخاصة في برامج إعادة دمجهم في المجتمع.

وتحدثت الكاتبتان عن أهمية إشراك دول إقليمية في هذا التعاون السياسي والاقتصادي مع بغداد، مثل قطر والمملكة العربية السعودية وتركيا، مذكّراً بإعلان الرياض عن شراكة بقيمة 3 مليارات دولار في قطاعات مختلفة للمساعدة في تنويع اقتصاد العراق المعتمد على النفط، وبمذكرات التفاهم في مجال الطاقة التي وقعتها الدوحة مع بغداد، إضافة إلى مشروع طريق التنمية، ذي الأطراف الأربعة (العراق وتركيا والسعودية والإمارات). ولم يغفل المقال الإشارة إلى حاجة واشنطن لتبني سياسة العصا والجزرة مع بغداد لإنجاح هذه الشراكات.