اخر الاخبار

حول زيارة رئيس الحكومة الى واشنطن

تزامناً مع زيارة رئيس الحكومة العراقية لواشنطن، كتب جيمس دورسو مقالاً في صحيفة (ريسبونسيبل ستيتسكرافت) أشار فيه إلى أن جدول عمل الزيارة مثقل بالحوار حول الكثير من القضايا المتفق والمختلف عليها.

نقطة الحوار الأصعب

وأعرب دورسو عن اعتقاده بأن النقطة الأكثر تعقيداً في المباحثات ستتعلق بمناقشة وجود القوات الأمريكية، فعلى الرغم من أن اللجنة العسكرية العليا المشتركة بين البلدين تقوم بمراجعة المسألة، فإن اضطرار الجانب الأمريكي على القبول بتواجد أصغر وعمليات مقيدة، وهو ما يسعى السوداني في الحصول على التزام علني به من بايدن، يبدو أمراً صعباً للغاية.

التعاون الاقتصادي

وأشار المقال إلى أن رغبة بغداد في تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع واشنطن تبدو واعدة، فالتجارة بين البلدين قابلة للنمو، حيث صّدرت الولايات المتحدة سلعًا في العام 2022 بقيمة 897 مليون دولار للعراق، معظمها من السيارات، فيما استوردت بضائع بقيمة 10.3 مليار دولار، معظمها من النفط الخام. ويبدو أن بغداد تأمل أن يكون لواشنطن دور ما في مشروع طريق التنمية الذي تبلغ تكلفته 17 مليار دولار، ويربط الخليج العربي بأوروبا عبر تركيا، مستضيفاً مناطق عديدة للتجارة الحرة على طوله.

أهمية العراق

ونصح المقال واشنطن بالنظر إلى العراق باعتباره الديمقراطية الوحيدة الناشئة في العالم العربي، والكف عن النظر اليه كمنصة عمليات ضد خصومها في المنطقة أو محطة لحماية أصدقائها فيها.

وفي الوقت الذي انتقد فيه دورسو الضربات العسكرية التي وجهتها واشنطن لبعض المواقع والفصائل العراقية، وجد في الفساد المستشري سبباً مهماً في تأخير التنمية الاقتصادية واخضاع المواطنين لحكم فاشل، خاصة بعد أن صنّفت منظمة الشفافية الدولية العراق في المرتبة 154 من 180 على مؤشر الفساد، ووصفته بأنه من بين أسوأ الدول في مؤشرات الفساد والحكم.

آفاق تطور العلاقة

وحول نفس الموضوع كتب كل من دانا سترول وبلال وهاب مقالاً لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أشارا فيه إلى ما يواجهه لقاء السوداني مع بايدن من تحديات كبيرة، ففي الوقت الذي يسعى فيه الأول لضمان استمرار المساعدة في تنمية العراق وتجنيبه تأثيرات الصراع الأمريكي الإيراني، يحاول الثاني الابتعاد عن النظر إلى العراق من خلال عدسة السياسة الإيرانية والاهتمام بالجوانب غير العسكرية مثل التجارة والتعليم والطاقة والمناخ والتخلص من الشكوك التي تعّد الاستثمار المستمر في العراق أمراً غير مجدٍ بسبب الفساد وعدم رغبة بغداد في تأمين حياة العاملين الأمريكيين على أراضيها.

 واعتبر المقال تعامل الرجلين مع المرحلة القادمة، الرهان الأهم لنجاح الزيارة، حيث ترى بغداد بأنها قادرة على إدارة أي تهديد متبقٍ من داعش لوحدها ودون الحاجة لإستضافة “التحالف الدولي”، فيما ترى واشنطن بأن الإنسحاب المتسرع لقوات التحالف سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة. وكي يتمكن السوداني من اثبات صحة تصوره لابد من قيام حكومته بخطوات ملموسة لتعزيز قدرات المؤسسة العسكرية الرسمية وتخصيص حصة أكبر من الموازنة لتقويتها وحصر السلاح بيد الدولة واثبات قدرتها على فرض القانون على الجميع، وزيادة شفافية عقود الدولة المربحة.

ونصح المقال إدارة بايدن بالاستمرار في دعم قوات الأمن المحترفة، ومساعدة العراق لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة وإصلاح قطاعه المصرفي ودعم الجهود في محاربة الفساد وتعزيز النظام الفيدرالي.

مهام مستجدة

وارتباطاً بهجمات إيران الأخيرة على إسرائيل، رأت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية - والاقرب إلى صناع القرار في البيت الأبيض - بأن بايدن والسوداني سيبحثون إلى جانب الاستقرار الإقليمي والقضايا الاقتصادية والتجارية والطاقة، قضية ما أسمته نشر قوات أمريكية في المستقبل، دون أن تحدد الصحيفة ماهية هذه القوات ومتى وأين سيتم نشرها.