اخر الاخبار

تباينت آراء الموظفين والمواطنين بشأن جدوى توقيتات الدوام الرسمي التي أقرها مجلس الوزراء؛ فبعضهم قال ان الزحامات أضحت أكبر وأكثر تعقيدا، في حين يجد آخرون أن حركة السير شهدت انسيابية ملحوظة في غالبية شوارع العاصمة.

وقرر مجلس الوزراء في آذار الماضي، اعتماد توقيتات جديدة للدوام الرسمي في وزارات ومؤسسات الدولة تحت التجربة لمدة 3 أشهر، لتقليل الزخم الحاصل على شوارع العاصمة، وتقليل ذروة دخول وخروج الموظفين والمراجعين من دوائر ومؤسسات الدولة.

وطبقا لوزارة التخطيط، فإن أكثر من ثلاثة ملايين و400 ألف موظف متواجدون في وزارات ومؤسسات الدولة.

حزمة ثانية

وتستعد وزارة الإعمار والإسكان والبلديات والأشغال العامة لإطلاق الحزمة الثانية من مشاريع فكِّ الاختناقات المروريَّة في بغداد، مؤكدة انها تنوي أيضا اطلاق العمل بالطريق الحلقي الرابع حول محافظة بغداد.

وضمن مشاريع الحزمة الأولى تعتزم الوزارة إنجاز مجسر الشالجية، ومجسر حي المهندسين في شارع فلسطين بمنطقة الداخل في مدينة الصدر، ويأتي بعدهما افتتاح مشروع ساحة عدن وصنعاء وآخرها مجسر ساحة النسور.

وتعاني بغداد ومدن رئيسية كبرى من ازدحامات مرورية خانقة لاسيما في ساعات الذروة عند بداية الدوام ونهايته، ما دفع الحكومة إلى تغيير أوقات الدوام، وتشييد عدد من الجسور والأنفاق الجديدة في العاصمة للتخفيف من حدتها.

ليست حلاً ناجعاً

يقول عضو لجنة النقل النيابية النائب عقيل الفتلاوي، ان الاختناقات التي تفكها الحكومة تنتقل إلى مكان آخر عبر مجسراتها الجديدة.

ويضيف الفتلاوي في تصريح خصّ به «طريق الشعب»، ان هناك ضرورة لان تتوالى مشاريع فك الاختناقات، مشيرا الى ان فك عقدة اختناق في شارع، يجعلها تتعقد في شارع آخر.

ويعد النائب أن الاكتفاء بإنشاء المجسرات «غير ناجع»، مضيفا «نحن بحاجة الى تقنين استيراد السيارات التي تغص بها بغداد، والتي تدخل بصورة غير منضبطة، وبالنتيجة اصبح من غير الممكن السيطرة على هذا الكم الهائل من عدد المركبات».

60 عقدة مرورية في بغداد

بدوره، يقول المتحدث الرسمي لوزارة الاعمار والاسكان، نبيل الصفار، ان «الاستراتيجية الحكومية في ما يتعلق بقطاع النقل والطرق تشمل عدة مشاريع».

ويضيف الصفار لـ»طريق الشعب»، ان هناك خطوات اخرى بالاضافة لمشاريع الحزمتين الثانية والثالثة لفك الاختناقات المرورية، مثل الطريق الحولي الرابع الذي ستشرع به الوزارة؛ حيث اكتملت التصاميم الخاصة بهذا المشروع، وسيعلن على شكل اربع مراحل.

ويشير الى ان هناك «60 عقدة مرورية قد تم تشخيصها في بغداد، وبدأنا بمعالجتها، وستعقبها مشاريع ضمن الخطة الاستراتيجية الشاملة».

توظيف سياسي وإعلامي

المهندس سلوان الأغا قال انه بالإمكان عمل مجسر فوق اي تقاطع لتسهيل حركة المرور.

وأضاف الأغا في حديث خص به «طريق الشعب»، أن هناك عددا من الحلول لفك الاختناقات المرورية منها إنشاء شوارع وجسور وطرق وإيجاد طرق حولية وحلقية تمر خارج المدينة والسيطرة على عدد السيارات وتطوير النقل الجماعي، مؤكدا ان هذه الحلول كفيلة بتجاوز أزمة الزخم والاختناقات المرورية.

ورهن الأغا نجاح أي مدينة في تجاوز هكذا مشاكل، باعتماد دراسة حقيقية عن مشروع النقل الشامل، تأخذ بنظر الاعتبار كل الشوارع والتقاطعات الموجودة والمقترحة، ويتمخض عنها مجموعة اعمال ومجسرات وشوارع وإنشاءات واستملاكات لطرق جديدة، مشددا على ضرورة الاهتمام بوسائل النقل الجماعي، وايجاد مراكز مدن إدارية واقتصادية بعيدا عن السكن، وتهيئة الطرق الحولية التي ستبعد آلاف السيارات الى خارج المدن.

وخلص الى ان الحكومة تقوم بتوظيف هذه المشاريع إعلاميا في تحقيق أهداف سياسية «نعم، المجسرات تقدم خدمة، لكن هناك جانب سياسي مؤثر».

إرباك حياة الناس

تقول شيماء عادل موظفة في إحدى الوزارات، ان دوامها صار يبدأ منذ الساعة 7 صباحاً، الامر الذي «تسبب لنا بمشاكل، إذ لدي أطفال في المدارس أقوم بإيصالهم يومياً بنفسي، لكن في ظل القرار الجديد لا يمكنني فعل ذلك بعد الآن، فالمدارس لا تفتح أبوابها الساعة السادسة صباحاً».

وتتساءل «ماذا يفعل الأطفال في هذا الوقت الباكر ودوام وزارة التربية يبدأ الساعة 8 صباحاً، كما أن المشكلة تتكرر بأوقات انتهاء الدوام المختلفة».

وطالت هذه المعاناة طلبة الكليات أيضا، الذين يعملون بعد الدوام، حيث تقول بان محمد طالبة في جامعة بغداد، إن «الدوام كان ينتهي في ساعة الواحدة ظهراً وأحياناً يمتد إلى الواحدة والنصف، ومن ثم نذهب إلى العمل الذي يبدأ بعد ساعة أو أكثر بقليل، لكن بتغيير أوقات الدوام تضرر الكثير من الطلبة الذين يعملون بعد الدوام لسد تكاليف الجامعة والمصاريف اليومية».

في حين تجد أسيل عارف، موظفة حكومية، إنها «تتفق مع تغيير أوقات الدوام للحد من الازدحامات، لكن وفق أحد مقترحين: الأول أن يكون الدوام على شكل شفتين، ويكون الشفت اختيارياً بما يتناسب مع دوام الوالدين للمناوبة بينهم بإرسال واستقبال الأطفال من المدارس. والمقترح الثاني: إعادة دوام الجامعات كالسابق، لأن المستوى الذهني لدى الطلبة يبدأ بالانخفاض بعد الساعات الأولى من الصباح».

فيما يبدي السائق أبو محمد تأييده للقرار ويعتبره جيداً لفك الازدحامات خاصة عند مراجعة الدوائر.

لكن الخبير الاقتصادي عبدالرحمن المشهداني، يؤكد أن «التجربة يمكن أن تقاس بعد أكثر من أسبوع».

ويقول المشهداني، أن «مسألة الازدحامات باقية ولن يخفف تغيير الأوقات الشيء الكبير، لأن المشكلة في عدد السيارات ببغداد».