اخر الاخبار

عن الحال  في كردستان العراق

لصحيفة (ذي ناشينول) الناطقة بالإنكليزية، كتب جيمي برنتيز مقالاً عن المعاناة القاسية لسكان بعض مناطق الإقليم التي يدور فيها الصراع المسلح بين القوات التركية ومقاتلي حزب العمال الكردستاني (PKK)، أشار فيه إلى أن الهدف الرئيسي المعلن لهذا الحزب، منذ تأسيسه في 1978، يتمثل في تحقيق استقلال كردستان، وإنه انتقل للعمل السري والمسلح منذ 1984، والذي تجري أغلب نشاطاته في المناطق الحدودية بين العراق وتركيا، مما وفر ذريعة للأخيرة بنشر قواتها وإقامة قواعد عسكرية في أراض عراقية.

معاناة شيلادزه

وتحدث المقال عن منطقة شيلادزة وما تحتويه من أنفاق وكهوف يستقر فيها مقاتلو حزب العمال، الأمر الذي جعلها في قلب الصراع، وأفقدها العديد من شبابها ومزارعيها، ضحايا للعمليات التركية وانتهاكاتها للسيادة العراقية.

وفي تلك المواقع وعلى قمة سلسلة الجبال المطلة على منطقة ديرالوك، ذكّر الكاتب بالمواقع الاستيطانية الجديدة التي أقامها الجيش التركي، والتي جعلت سكان المنطقة عالقين في ساحة تتعرض للغارات الجوية التركية يومياً، فيما تتقلص فرصهم الاقتصادية ويضيق عليهم المكان تماماً حتى باتوا وكأنهم أسرى في بيوتهم، وصار الجو في مدينتهم خانقاً ومشبعاً برائحة الموت، إضافة لاضطرار سكان أكثر من 200 قرية على الهجرة بعد أن باتت قراهم غير آمنة لذات الأسباب.

تذمر شعبي

وأكد المقال على أنه ورغم تعاطف السكان مع أبناء جلدتهم من الكرد وإدانتهم للضربات العسكرية التركية، فإنهم ينتقدون حزب العمال الكردستاني، لأنه ربما كان مسؤولاً عن توريطهم في صراع خارجي، أفقدهم الأمان والاستقرار، لاسيما في وقت ما زالت ذاكرتهم فيه مشبعة بأحداث مؤلمة عن ما جرى ضدهم أبان حكم الدكتاتور صدام حسين. ولهذا، وحسب ما ذكره برينتيز، فإنهم يطالبون الطرفين بإبعاد معركتهم من أراضيهم وبيوتهم، ليتسنى لهم العودة إليها والعيش بأمان.

احتدام التنافس

وحول الصراع السياسي بين أكبر الأحزاب الكردستانية، كتب فوزي الزبيدي مقالاً لموقع معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى، أشار فيه إلى أن القرارات الأخيرة للمحكمة الاتحادية بشأن الدفع المباشر لرواتب موظفي إقليم كردستان وإلغاء مقاعد حصص الأقليات، وتقسيم الإقليم إلى أربع مناطق انتخابية، قد أشعلت نقاشاً حول الفيدرالية ومستقبل العلاقات بين بغداد وأربيل وحول الحاجة الملحة إلى تحديد حاسم لهذه العلاقة.

وأعرب كاتب المقال عن اعتقاده بأن الخلافات السياسية والمنافسة المبالغ فيها بين الحزبين الرئيسيين في كردستان قد أضفت صعوبات كبيرة على المفاوضات بين بغداد وأربيل، فيما لا يظهر الطرفان مرونة في حل المشاكل التي تؤدي لتلك الخلافات كالموقف من أزمة كركوك في عام 2017، وغياب الثقة في إدارة المعابر الحدودية، والفشل في توحيد قوات البيشمركة، والموقف من حزب العمال الكردستاني.

ونقل المقال عن الحريصين على مستقبل الإقليم الفيدرالي، تصورهم بأن حل الخلافات مع بغداد يبدأ من حل القضايا بين أربيل والسليمانية أولا، إذ تريد بغداد الاعتماد على موقف كردي موحد لحل القضايا الخلافية، فيما لابد أن تدرك السليمانية أن إضعاف حكومة الإقليم سيؤدي إلى عواقب وخيمة على المنطقة بأكملها، مؤكدين على أن حلول هذه القضايا ممكنة، طالما أن هناك تركيزا على رسم رؤية كردية مشتركة تضمن ازدهار المنطقة وبناء علاقة صحية مع بغداد ضمن عراق فدرالي.

استغلال الوقت

وأكد المقال على أن عملية تنظيم العلاقات بين بغداد وحكومة إقليم كردستان ضمن إطار دستوري تتطلب فترة زمنية طويلة، تبدأ بتحديد النقاط الأكثر أهمية في المفاوضات وتقديم عدد من التنازلات المشتركة والمرونة وقبول آراء اللجان الفنية المهنية في القضايا الخلافية، وأخيراً توفر إرادة سياسية والاعتراف بأن حل هذه القضايا ضرورة ملحة.