مات داعش أم ما زال يحتضر؟
كتب مراسل صحيفة (الغارديان) البريطانية لشؤون الأمن الدولي، جيسون بيرك، مقالاً حول نشاطات داعش الإرهابية، والآفاق المحتملة لتطورها، أشار فيه إلى أن تقهقر هذه المنظمة لا يلغي مخاوف عدد من المراقبين من قدرتها على شن موجة جديدة من العمليات الإرهابية.
تراجع وتقدم
وذكر المقال بأن إنحسار نفوذ التنظيم في العراق وسوريا، تزامن مع تحقيقه لتقدم كبير نسبياً في أفريقيا وأجزاء من جنوب آسيا، حيث بات يسيطر على الأراضي والموارد التي يمكن أن تكون بمثابة نقطة انطلاق لحملة جديدة من العنف المتطرف، وهو ما دفع بالعديد من الدول الأوربية إلى رفع درجة اليقظة والحذر، لاسيما بعد العملية الإرهابية في موسكو.
إعادة ترتيب الأولويات
وأكد المقال على أن داعش لم تكن بحاجة كبيرة إلى وجود فروع لها خارج المنطقة التي كانت تتحكم بها في شرق سوريا وغرب العراق، إبان الفترة بين عامي 2014 و2019، لأنها كانت قادرة من هناك وبمعاونة المجندين الأجانب والمال ومعسكرات التدريب، على شنّ سلسلة من الهجمات المميتة في فرنسا وبلجيكا.
إلاّ أن تخليها عن أحلامها القديمة في إقامة دولة الخلافة، حسب ما نقله بيرك عن المراقبين، دفعها للقيام بعمليات كبيرة، تفيد تقوية المعنويات المنهارة لأتباعها، في إعادة لترتيب الأولويات، لم تكن قادرة عليه في السنوات الماضية. ويبدو – حسب المقال – أن تطور فروعها اليوم، كما هو حال فرعها في أفغانستان، المسؤول عن نشاطها في آسيا الوسطى، قد حقق بعض التقدم وخدم كثيراً المنظمة بشكل عام.
العلاقة مع مركز داعش
وحول علاقة هذه الفروع بالمركز القيادي لداعش في العراق وسوريا، وآلية الاتصالات بينهم، أشار المقال إلى وجود صلة قوية بين الجانبين وأن هناك شبكات اتصال متطورة تحمي هذه الصلة، مستشهداً بما ذكره حبيب يوسف زعيم ولاية داعش في غرب أفريقيا، وكذلك ما أكد عليه الباحث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، فنسنت فوشيه، حين أشار إلى اكتشاف العديد من الطلبات الخاصة بالمشورة العسكرية وتقديم المقترحات والمعلومات الاستخبارية والنصائح الفنية والفقهية، التي أرسلها فرع غرب أفريقيا لقيادة المنظمة، وزيارة عدد من أفراد داعش، ومعظمهم من العرب أو الشيشان، إلى تلك المناطق للتدريس وتقديم المشورة. كما نقل المقال عن كاليب فايس، محرر مجلة Long War Journal، تقديراً بوجود إرتباط وثيق بين فرع داعش في افغانستان، أو ما يسمى ولاية خراسان، وبين القيادة المركزية في العراق وسوريا.
التحالف الدولي
وفي الوقت الذي شكك فيه جيسون بيرك في قدرة حكومة طالبان وحكومات الدول الأفريقية الأخرى على دحر داعش، فقد أعرب عن مخاوفه من أن فعالية الحملة ضد داعش تتأثر سلباً في بعض الأحيان من وجود قوات أمريكية وغيرها على الأرض، عندما تضعف قدرتها على العمل المنسق مع الشركاء المحليين، مما يتطلب رفع كفاءة قوى هؤلاء في عمليات التصدي والمكافحة.
داعش يحتضر
وفي (المونيتور) كتب ادم لوسين تقريراً عن أوضاع داعش في المنطقة أشار فيه إلى تمكن القوات العراقية من قتل مسؤول عن نقل المقاتلين والأسلحة والمتفجرات بين العراق وسوريا في المنظمة الإرهابية، معرباً عن اعتقاده بوجود مؤشرات على نشاط جديد لداعش في البلاد. كما نقل لوسين عن الجنرال الأمريكي مايكل كوريلا تصريحه أمام لجنة القوات المسلحة في الكونغرس بأن المخابرات الأمريكية تقدر عدد مقاتلي داعش الطلقاء في العراق بألف مقاتل. وأشار التقرير إلى أن مكتب المفتش العام لوزارة الدفاع الأمريكية، قد أعرب عن اعتقاده بعدم قدرة التنظيم على شن هجمات كبيرة ومعقدة محلياً أو خارجياً، بعد أن تضاءلت امكانياته بشكل كبير، محذراً من استغلال الإرهابيين للثغرات الأمنية بين العراق الفيدرالي وإقليم كردستان العراق لشن هجمات متفرقة.