اخر الاخبار

مرارا ما يعلن على لسان أكثر من مسؤول في وزارة الهجرة، بأنه سيتم غلق مخيمات النازحين بالعراق، لكن تلك التصريحات تثير عادة موجة استياء وانتقادات الكثير من المعنيين.

وبحسب الوزارة، بقي اثنان فقط من مخيمات النازحين بمحافظتي نينوى والأنبار، تؤكد وزيرة الهجرة والمهجرين، إيفان فائق جابرو، أن هناك خططًا لإغلاقهما خلال “فترة قصيرة”.

ويتردد العديد من النازحين في العودة إلى ديارهم بسبب استمرار العنف في مناطقهم، ولعدم انطلاق عمليات إعادة الإعمار بعد تدمير منازلهم بالإضافة إلى شبه انعدام الخدمات الأساسية من كهربا وماء ورعاية صحية.

وكانت وزيرة الهجرة قد ذكرت في فبراير الماضي أن وزراتها قد أعادت حوالي مليون و500 ألف نازح إلى مناطقهم.

 

وزيرة الهجرة تناشد..

ووجهت جابرو، يوم أمس، رسالة لحكومات العالم بشأن طالبي اللجوء العراقيين، دعت فيها الى “الالتزام بمبادئ حقوق الإنسان والمواثيق والمعاهدات الدولية في التعامل مع اللاجئين وطالبي اللجوء”، مؤكدة رفضها “العودة القسرية للاجئين”.

ونقل بيان للوزارة بمناسبة يوم اللاجئ العالمي، تلقته “طريق الشعب”، عن جابرو قولها: “في نهاية العام الماضي سجلت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أكثر من عشرين مليون لاجئ في مختلف دول العالم، وإزاء هذه الأعداد الضخمة من البشر الذين أجبرتهم ظروف الحياة الصعبة من حروب وفقر ومجاعة واضطهاد على البحث عن حياة أفضل في دول اخرى، يجب على الحكومات أن تتعامل مع هذا الملف وفقاً للمعايير الإنسانية والمواثيق والمعاهدات الدولية التي تنص على احترام حقوق اللاجئ، وخصوصاً في ما يتعلق بعدم انتهاك كرامتهم وعدم إخضاعهم لإجراءات بوليسية مشددة واحتجازهم في أماكن سيئة لا تليق بالنساء والأطفال، مع ضرورة توفير الرعاية الصحية لهم وتثقيفهم وتوفير فرص العمل التي يحصلون من خلالها على لقمة عيشهم”.

وأضافت، “وبقدر ما يتعلق الأمر باللاجئين العراقيين، فقد تسببت الهجمة الداعشية بلجوء أعداد من العراقيين في الخارج، لتضاف هذه الأعداد الى بقية اللاجئين المتواجدين في الخارج منذ ثمانينات وتسعينات القرن الماضي وفترة ما بعد أحداث 2003”.

وتؤكد مؤسسة متخصصة أن المجموعة الكلي اللاجئين العراقيين بلغ بين عامي 2015 – 2020، حوالي 562,293 شخصا. 

واللاجئون هم الأفراد الذين يضطرون لمغادرة ديارهم، حفاظا على حرياتهم أو انقاذا لأرواحهم. فهم لا يتمتعون بحماية دولتهم ــ لا بل غالباً ما تكون حكومتهم هي مصدر تهديدهم بالاضطهاد ــ وفي حال عدم السماح لهم بدخول بلدان أخرى، وعدم تزويدهم, في حال دخولهم, بالحماية والمساعدة، تكون هذه البلدان قد حكمت عليهم بالموت، أو بحياة لا تطاق.

 

إحصائيات صادمة!

ونشرت مؤسسة القمة المتخصصة بشؤون اللاجئين في اقليم كردستان والعراق، مؤخراً، احصائية عن عدد اللاجئين العراقيين في 35 دولة بالعالم خلال السنوات الخمس الماضية.

وتضمنت الاحصائية تعداد اللاجئين في تلك الدول بين عامي  2015 – 2020.

ويقدر الهلال الأحمر العراقي والمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، عدد الذين نزحوا داخل العراق أو غادروه إلى دول مجاورة بنحو 4.2 ملايين شخص.

ويشمل هذا العدد نحو مليوني عراقي نزحوا قبل الغزو الأميركي البريطاني لبلادهم عام 2003.

 

لاجئو الداخل والخارج 

ومن بين 4.2 ملايين نازح، هناك مليونان داخل العراق. بينما يعتقد أن 1.4 مليون آخرين في سوريا، إضافة إلى ما يتراوح بين 500 ألف و750 ألفا آخرين في الأردن.

ويقدر عدد العراقيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على حق اللجوء في أميركا الشمالية وأوروبا وأستراليا في الشهور الستة الأولى من عام 2007 بنحو 19800 شخص، كما أن الولايات المتحدة سمحت لنحو 1600 لاجئ عراقي بالهجرة إلى أراضيها منذ بداية تشرين الأول 2006.

وفي شباط الماضي، أعلنوا مسؤولون أميركيون أن واشنطن تعتزم استضافة نحو 7000 عراقي لكن هذا الهدف، تقلص فيما بعد إلى 2000 لاجئ فقط.

 

خوف على الحرية

وتعتقد بعض المنظمات المهتمة بالعراق، أن عشرات الآلاف من اللاجئين تجنبوا تسجيل أنفسهم لدى الحكومات المضيفة أو لدى الحكومة العراقية، خشية على سلامتهم وحرية حركتهم.

وقال مدير سياسة اللاجئين في منظمة هيومان رايتس ووتش، بيل فريليك، إنه لا يوجد في الواقع حصر “لأن اللاجئين خارج العراق يعاملون كمهاجرين غير شرعيين، وكثير من الناس يعتقدون أن أفضل ما يفعلونه هو أن يظلوا مختبئين”.

وأضاف فريليك قائلاً: “في داخل البلاد نعتمد على فاعلين محليين قد يخفضون أو يضخمون أعداد اللاجئين لأسباب ناجمة عن الاعتبارات السياسية أو للحصول على المساعدات، حيث ان قدرة المنظمات الإنسانية على توصيل المساعدات ضعيفة للغاية بسبب الأمن”.

وقال مدير مشروع الشرق الأوسط في المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات يوست هلترمان: “لم نر بعد أزمة لاجئين حقيقية”. 

وأكدت الخبيرة في شؤون العراق في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن جوديث ياف، أن “الأعداد الفعلية لا تتفق على مستوى الأرقام المتواترة أو على المستوى البحثي مع الأرقام المعلنة”.

وتعتقد ياف، أن أعداد اللاجئين الذين يعيشون خارج العراق قد تصل تقريبا إلى ضعف تقديرات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

من جهتها، اعتبرت الخبيرة في الشأن العراقي بمنظمة الهجرة الدولية دانا جريبر لادك، أن آلافا آخرين من اللاجئين داخل العراق اختاروا ألا يسجلوا أنفسهم لدى الحكومة، بسبب المخاوف الأمنية على الأغلب.

 

20 مهاجرا كل دقيقة 

وهناك تصنيفات عديدة للمستضعفين في أصقاع العالم، ممن يشردون قسرا، إلا أن خيطا واحدا يجمعهم كلهم: ففي كل دقيقة، يفر عشرون فردا من الحروب والاضطهاد والإرهاب، مخلفين وراءهم كل شيء. بحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين. ويقول الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في رسالة مكتوبة بمناسبة اليوم العالمي للاجئين: لقد اضطر ما يقرب من 80 مليون امرأة وطفل ورجل في العالم إلى ترك ديارهم ليصبحوا لاجئين أو مشردين داخلياً. والأدهى من ذلك أن عشرة ملايين من هؤلاء الأشخاص فروا في العام الماضي وحده. وفي اليوم العالمي للاجئين، نتعهد ببذل كل ما في وسعنا لإنهاء النزاعات ومظاهر الاضطهاد التي تؤدي إلى هذه الأعداد المروعة.

وتوضح اتفاقية العام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين، والتي أدت إلى إنشاء المفوضية، أن اللاجئ هو كل من وجد “بسبب خوف له ما يبرره من التعرض للاضطهاد بسبب عرقه أو دينه أو جنسيته أو انتمائه إلى فئة اجتماعية معينة أو بسبب آرائه السياسية، خارج البلاد التي يحمل جنسيتها، ولا يستطيع أو لا يرغب في حماية ذلك البلد بسبب هذا الخوف”.