حول التواجد الأمريكي في العراق
نشر موقع المعهد العربي في واشنطن مقالاً للباحث جيورجي افتانديليان حول مستقبل التواجد العسكري الأمريكي في العراق، أشار فيه إلى سلسلة الاجتماعات الأخيرة التي عقدت بين البلدين حول هذا الأمر، والتي أعقبت الهجمات والهجمات المضادة التي وقعت بين القوات الأمريكية وبين فصائل عراقية مسلحة. وأكد المقال على أن إدارة بايدن لا تريد أن يُنظر إليها على أنها تُضرب فتهرب، رغم أن الدلائل قد تشير إلى أن واشنطن ربما تخطط للانسحاب النهائي.
بين ترامب وبايدن
وذكّر الكاتب بما جرى في عام 2019، حين قرر ترامب سحب قسم من القوات الأمريكية من مناطق شمال سوريا بعد مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي، مما أدى لمقتل 200 كردي ونزوح أكثر من 100 ألف أخرين، على يد القوات التركية وحلفائها من المتمردين السوريين، ليضافوا إلى أكثر من 10.000 ضحية، تكبدها أكراد سوريا في حربهم ضد داعش الإرهابية.
وأشار المقال إلى ما أثاره قرار ترامب من إدانة واسعة النطاق، بما فيها انتقادات المرشح الرئاسي آنذاك جو بايدن، وهو ما يجعل قرار تخليه عن الأكراد السوريين اليوم أمراً صعباً، على الأقل في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها في تشرين الثاني القادم، لاسيما وأن الوجود الأمريكي، هو المعيق الوحيد للقوات التركية من التوغل جنوباً في سوريا وتصفية المنطقة التي يديرها الكرد بأنفسهم.
العراق بين المطرقة والسندان
وأشار الكاتب إلى أن واشنطن ما تزال تعتبر رئيس الحكومة العراقية الحالي من أفضل البدائل لقيادة العراق، رغم كل علاقاته الجيدة مع خصومها. ونقل عن رئيس الحكومة قوله إن مهمة التدريب العسكري الأمريكي في العراق ضرورية للمساعدة في مكافحة داعش ومنعه من إستعادة نفوذه، في ذات الوقت الذي يؤكد فيه على العلاقة الوثيقة مع طهران، التي تلعب أدواراً سياسية وأمنية واقتصادية في العراق كتدريب وتسليح بعض القوات والتجارة وواردات الغاز الحيوية للكهرباء والسياحة الدينية.
الاّ أن الطرفين ما انفكا يواجهان بعضهما البعض في سوريا والعراق، وفق رأي الكاتب، الذي عبر عن اعتقاده بأن إيران اعتمدت تخفيف التوتر في الأونة الأخيرة، خشية مواجهة غير محسوبة عسكرياً وسياسياً، وخاصة على الصعيد المحلي من جهة وأملاً أن تسفر المباحثات بشأن انسحاب القوات الأمريكية من العراق، عن نتائج تنتظرها طهران من جهة أخرى
العدوان على غزة
وعلى الرغم من تصريحات إدارة بايدن من أنها لا تريد حربًا أوسع نطاقًا في الشرق الأوسط، رأى الكاتب بأن دعم واشنطن غير المشروط للعدوان على غزة، والذي تسبب في مقتل أكثر من 29 ألف فلسطيني حتى الآن، قد أدى إلى تفاقم المشكلة، وزعزعة الاستقرار على نطاق أوسع في المنطقة.
وأعرب الكاتب عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تبقى في العراق وسوريا إلى أجل غير مسمى، وإن عليها أن تنسحب كلياً أو جزئياً بطريقة حكيمة. وحدد المقال معالم هذه الحكمة بالتوصل إلى تسوية مع نظام الأسد والاتفاق مع الحكومة التركية، بشكل يمنعها من التحرك جنوباً وتدمير الإدارة الذاتية للكرد. ورأى الكاتب بأن على المسؤولين الأميركيين والعراقيين أن يتوصلوا إلى فهم واقعي للموعد الذي لن يعود فيه الجيش العراقي بحاجة إلى تدريب أميركي للتصدي لخلايا داعش دون دعم أجنبي. وبعبارة أخرى، ينبغي للقدرات العسكرية أن تكون القوة الدافعة وراء أي قرار بالانسحاب، على الرغم من أن السياسة سوف تتدخل بشكل شبه مؤكد.