الجاليات والنظام المدرسي السويدي
عبد العزيز ججو
من التزامات المدرسة السويدية المهمة هي متابعة تطور الطفل والشاب بالتعاون مع الاولياء من اجل هدفين رئيسيين أولهما التعليمي الصرف والثاني الاجتماعي بكل جوانبه الصحية الجسدية والنفسية. ومن اجل ذلك يتم اللقاء مع الاولياء مرة كل فصل دراسي بتحديد موعد مع التلميذ والاولياء لمدة نصف ساعة يتم فيها طرح تطور التلميذ خلال تلك الفترة تبعاً لما كان متوقعاً او يمكن اِعتباره ضمن المطلوب طبيعياً لمن في عمره. هنا تبرز مشكلة لها علاقة بفهم الاولياء لهذا اللقاء. غالباً يسأل ولي الامر عن وضعه، فيكون الجواب الأمور جيدة وهناك تطور ملموس الخ. من النواحي عموماً وفي النهاية يتم الحديث عن مستواه الدراسي الذي يقوله المعلم بأن هناك تحسن جيد. الى هنا الامر جيد. عند توزيع درجات الامتحانات يجد ولي الامر بان التلميذ راسب في درس او أكثر!!! الاستغراب يأتي من سوء فهم لطريقة التفكير فالمعلم يتكلم عن تحسن قياساً لما كان قبله في حين يفهم ولي الامر بأن الأهم هي النجاح والقفز من الدرجة الثالثة مثلاً للسابعة مرة واحدة. لا يفكر غالباً بالجوانب الأخرى من تطور شخصية التلميذ الاجتماعي والنفسي والجسدي الخ. ولمجرد سماع انه تلميذ جيد يغلق الولي اذانه عليها دون سماع بقية الحديث غالباً. ان النمو الذهني والاجتماعي للشخص في هذه الاعمار لا يسير بخط مستقيم وخبرة الاهل من مدارسهم تكون مترسخة في اذهانهم ويصعب اختراقها او لا يحاولون ذلك لأنها بالنسبة لهم مريحة. التلميذ الجيد هو المتفوق في كل المواد الدراسية فقط!! ان قبول الاولياء بطرق التدريس في المدارس التي تتميز بالمرونة وإعطاء فسحة كبيرة للتلميذ لكي يدرك ويستوعب حسب نظرية تربوية معينة تستخدمها المدرسة هي من الأمور الصعبة القبول من الاولياء لذا يلجأ البعض الى المدارس الاهلية التي تعلم بالشكل التقليدي التلقيني لحد أكبر. المشكلة الأخرى التي يعاني منها التلاميذ هو الحاح الاولياء عليهم باختيار التوجه الدراسي اللاحق. والذي غالباً غير مقنع للتلميذ لأنها لا تتوافق مع قدراته الذاتية لأسباب نفسية وطموحات الاولياء وأسباب أخرى خاصة. والنتيجة تكون أحيانا بأن يعيد الطالب دراسته الثانوية جزئياً او كلياً وينتقل الى اختصاص آخر يرغب فيه. بالرغم من توفر فرصة الدراسة في كل المراحل وإعادة الدراسة في أي اختصاص بعد توفر شروط المستوى العلمي المطلوب لها نجد هناك فلسفة تربوية يمكن القول بأنه مفتوحة وليس لها علاقة بالعمر واِن كان الدعم المالي لها يتوقف في عمر 55 سنة. لان المجتمع يؤمن بالتعلم والعلم كأساس لتطور المجتمع. ومن ميزات السويد فان من يصل مرحلة الدراسات العليا ويدخل رسمياً كطالب بها يمكنه ان يتوقف لسنوات ويعيد اكمالها في أي وقت كان. هكذا ينظر المجتمع للتعليم وهذه فلسفته في كيفية توظيف طاقات المواطن الذي يريد ان يزيد من معرفته في أي مجال كان.
******************************************************************************
مسيرة عراقية في المهجر الأمريكي
سعد كاظم
يوثق كتاب مسيرة عراقية في المهجر الامريكي، بقلم الكاتب نبيل رومايا، مسيرة الأتحاد الديمقراطي العراقي النضالية في أمريكا، الذي تأسس عام 1980، الكتاب بجزأين يحتوي كل جزء على 625 صفحة، يتحدث فيها المؤلف عن سيرته الذاتية ونشاطات الجالية العراقية في ولاية مشيغان والهجرة إلى أمريكا. ومعروف أن الهجرة الى أمريكا لا تختلف عن هجرة أغلب العراقيين في بلدان الشتات وجلها لأسباب سياسية، إرتبطت بسنوات الجمر والطغيان وفرض إرادة الدكتاتورية والبطش التي طالت فئات سياسية عراقية مختلفة.
كما يوثق الكاتب أحداث حركة الجالية السياسية والثقافية ويصور الأحداث بشكل جميل وبتسلسل زمني وتاريخي مبدع.
ويذكر أن عقد الاتحاد الديمقراطي العراقي أكثر من مؤتمر دولي، وأستضاف عددا من الشخصيات السياسية المهتمة بالشأن العراقي والأمريكي الديمقراطي العراقي، بالتنسيق مع لجان ومنظمات عراقية وعربية.
كما يتناول الكتاب عرض السيرة الذاتية للمؤلف وبداياته ومساهماته بالعمل مع أبناء الجالية العراقية من خلال الأتحاد الذين أبدعوا في نشاطهم المتواصل والدؤوب في العمل الديمقراطي والسياسي.
هذا الكتاب يعد مرجعا للباحثين عن تاريخ نضال الجالية العراقية والهجرة وحياة المهاجرين السياسية والإجتماعية في امريكا. وهو جدير بالقراءة وفيه توثيق وصور جميع نشاطات الأتحاد الديمقراطي في مشيغان، ومن لديه الرغبة بالبحث والتوثيق عن تاريخ الجالية العراقية في أمريكا سيجده فيه.
****************************************************************************
في عاصمة السويد.. أمسية عن مدينة الناصرية
عاكف سرحان
نظمت الجمعية المندائية في ستوكهولم أمسية ثقافية بعنوان (محطات من ذاكرة مدينة الناصرية)، بتاريخ 20/1/2024 استضافت فيها الأديب نعيم عبد مهلهل من ألمانيا عبر النت، وحضرها الكاتب فرات المحسن والأستاذ أنور سوكاوي، وتعذر حضور الدكتور صلاح السام لأسباب صحية. ورغم البرد القارص توافد الجمهور، خصوصا من أبناء الناصرية، الى قاعة فلنكي شمال العاصمة ستوكهولم. رحب مديرا الأمسية، السيدة سلمى السيفي والأستاذ لؤي حزام، بالضيوف والحضور وبينا انها جزء من أماس عن مدينة الناصرية.
قرأ الأستاذ لؤي حزام عيال نبذة مختصرة عن مدينة الناصرية بإرثها التاريخي من سومر قبل ستة آلاف سنة وما شهدته المدينة من حركات ثقافية وفنية وسياسية بنسيجها الاجتماعي المنوع، معرجاً على دور ونشاط الخالد يوسف سلمان يوسف ـ فهد في الناصرية في تأسيس الحلقات الشيوعية الأولى. وتحدث الكاتب فرات المحسن عن ذكريات الطفولة في الناصرية مستذكراً عكد الهوى (شارع الحبوبي) وأماكن أخرى لا زالت عالقة في ذهنه رغم إنتقاله مع أهله إلى مدينة أخرى بعد السادسة من العمر. وجاب الأديب نعيم عبد مهلهل مع الحاضرين في منابع أهل الطيبة والفكر النير والثقافة والمواهب الفنية والطربية وشخصياتها في مدينة الناصرية بتنوعها الاجتماعي والسياسي. وتطرق إلى أثر سينما الأندلس الشتوي والأفلام الراقية التي كانت تعرض فيها، وبفضل ثقافة أحزاب الإسلام السياسي أصبحت معمل نجارة واطلالا يتحسر عليها روادها الأوائل.
الأستاذ أنور سوكاوي أشاد بمتانة النسيج الإجتماعي والعلاقات الودية والبساطة والتي عبر عنها الشعراء الشعبيون والمطربون والفنانون، وأشار إلى أسماء لامعة في هذا المجال.
في ختام الأمسية التي امتازت بالحيوية، شكر رئيس الجمعية الأستاذ فاضل ناهي جميع المشاركين وقدم للمحاضرين وإدارة الأمسية باقات من الورد.
******************************************************************************
فقيد الجالية العراقية المناضل عبود شراد فارس
د.خالد الحيدر
كان الراحل أحد الشخصيات الاجتماعية البارزة في جاليتنا العراقية على الساحة الكندية. قضى معظم حياته التي جاوزت التسعين عاماً مناضلاً من أجل المبادئ الخيرة التي آمن بها، وظل يبشّر بها دائماً.
كان يبدو لمن يلتقيه أول مرة - من عمق ثقافته الماركسية وحماسه وغيرته الوطنية والأممية - أنَّ لديه مخزوناً جيداً من المعلومات عن الحركة الوطنية الديمقراطية العراقية وحركات التحرر الوطني، ويحمل ذكريات طيبة عن النقابات العمالية المتعاقبة، وعن الذين عاصرهم من قيادات وقواعد وطنية، أيام النضال الوطني في العراق. طيب الذكر عبود فارس أبو جاني بعد وصوله كندا بدأ العمل في منتصف الثمانينيات في الاتحاد الديمقراطي العراقي فرع كندا وكان حريصاً جداً على حضور كل الفعاليات والنشاطات التي كان الاتحاد يقيمها وكذلك كان حال رفيقة دربه المناضلة زوجته الفقيدة السيدة أناهيد فارس، أم جاني.
في التسعينيات عمل في الجمعية العراقية الكندية، وساهم هو وعائلته مساهمة كبيرة في النشاطات الاجتماعية التي تقيمها الجمعية حرصاً منهم على أن تكون الجمعية البيت المفتوح دائما للعراقيين يجمعهم على الحب والإخاء، فكان حريصاً على وحدتها وبقائها وديمومتها، وحرص حرصاً كبيراً على تطور عمل الجمعية، فزجَّ أفراد عائلته في فعالياتها ولجانها، وكان دور عقيلته السيدة أم جاني مشهودا بعطائها في تهيئة مستلزمات النشاطات بكافة أنواعها بلا كلل أو ملل.
كان الفقيد عبود فارس أحد مدققي الحسابات في الاجتماعات العامة للجمعية، إذ يحرص على الحضور إلى تلك الاجتماعات بالرغم من تقدم العمر به، وأحياناً يحتاج إلى شخصين لإعانته على النزول من سلم بناية الاتحاد العربي الكندي بتورنتو حيث قاعة الجمعية في قبو تلك البناية آنذاك، كنا نرى السعادة غامرة على وجهه في تلك اللقاءات، يحلم بعراق أفضل تتحقق فيه ما ناضل من أجلها من مبادئ نبيلة، وقد بارك حينها بسعادة غامرة تأسيس تيارنا الديمقراطي بكندا فرِحاً بمستقبله الوضاء، وظل طيب الذكر أبو جاني، عبود فارس؛ على تواصل مع الجميع إلى أن أقعده المرض في سنواته الأخيرة، حتى غادَرَنا في 5 ديسمبر 2013 في تورنتو بكندا بتشييع مهيب الى مقبرة الصابئة المندائيين في تورونتو
المجد والذكر الطيب العطر للفقيد الراحل المناضل عبود فارس / أبي جاني.
*****************************************************************************
كتاب «ثقوب في الريح» للفرنسي برنار فريو مترجماً إلى العربية
إعداد محمد الكحط
صدر مؤخراً كتاب ثقوبٌ في الريح لبرنار فريو، المترجم من الفرنسية الى العربية من قبل الدكتورة رابحة الناشئ، عن: دار ميزر للنشر والتوزيع في السويد 2023، صممت الغلاف للطبعة العربية: لينا عبد الله الحمو، وأُهدت المترجمة هذا الكتاب “ثقوبٌ في الريح” الى روح ابنتها ديما التي رحلت عن هذا العالَم في يوم ولادتها، ولكل الأطفال، وثقوبٌ في الريح هي مجموعة قصائد قصيرة للأطفال وَلذويهم، في مقدمة المترجمة للكتاب تقول ((إضافةً الى التدريس والكتابة والترجمة، يُدير برنار فريو، مؤلِف هذا الكتاب، وِرَشاً إبداعية يكتشف فيها الأطفال طُرقاً مُختلفة للكتابة، ويتم فيها تشجيعهم على قراءة الشعر وكتابته.. تقع القصائد ضمن مفهوم الكتابة الشعرية والتعليم البديل.
من خلال كتابه هذا يدعو برنار فريو الأطفال الى اكتشاف 36 قصيدة تتحدَث بلغة وتصورات الأطفال “صغاراً وَكباراً”.
إن هذهِ المجموعة الشعرية الجميلة تُقرأ كمزيجٍ منَ الأفكار على شكل مذكرات أو يوميات حميمية، أحياناً تكون مُضحِكة وَمُبهِجة، وأحياناً أُخرى حزينة ومعتمة.
إن الهدف الرئيسي لهذه المجموعة الشعرية، هو الغاء مركزية الشعر، وجعلهِ في متناوَل القراء الصغار اعتبارا من 6 سنوات. إن النصوص الشعرية لهذا الكتاب جميلة ورقيقة وَمليئة بالعواطف والأحاسيس، يقدمها برنار فريو للأطفال صغاراً وَكباراً، في رِحلَةٍ جميلةٍ
والدكتورة رابحة الناشئ، عراقية – فرنسية، باحثة في علم الاجتماع اللغوي، كاتبة ومترجمة، ولدت في مدينة الكوت العراقية، تقيم في فرنسا منذ عام 1984.
ترجمت للعديد من الشعراء الفرنسيين الى العربية، وللعديد من الشعراء العرب الى اللغة الفرنسية. تكرس حياتها حالياً للكتابة والترجمة والعمل في المنظمات الثقافية والإنسانية.
أما الكاتب الفرنسي برنارد فريو ولد بالقرب من باريس عام 1951، لكنه استقر في العديد من المدن في فرنسا وفي ألمانيا. بعد أن عمل مدرسًا للأدب لفترة طويلة وأهتم بشكل خاص بممارسات القراءة للأطفال والمراهقين، يعرّف برنار فريو نفسه بأنه “كاتب شعبي”: فهو يحتاج إلى تواصل منتظم مع قرائه الشباب ليجد في داخله المشاعر والصور التي تولد منها قصصه وأشعاره. العلاقة مع القارئ هي أيضًا في صميم تفكيره في الكتابة: القراءة بالنسبة له هي عمل إبداعي، مثلها مثل الكتابة. ولذلك يجب على النص أن يشجع القارئ الشاب على بناء تفسيره الخاص بكل دقة وحرية.
لقد جرب برنار فريو أنواعًا مختلفة من الإبداع منها: القصص القصيرة والروايات والنصوص للمبتدئين ودواوين الشعر ومجموعات القصائد وكذلك النصوص المسرحية والأغاني.
بعض قصائد الكتاب