اخر الاخبار

طريق التنمية من جديد

نشر موقع المونيتور تقريراً حول طريق التنمية والعلاقات العراقية التركية بقلم بارين قيا أوغلو، أشار فيه إلى سعي البلدين لتسريع مشروع طريق التنمية بسبب التطورات العسكرية الجارية في الشرق الأوسط، والتي بدت مخاطرها واضحة على حركة الملاحة في البحر الأحمر.

القناة الجافة

وذكر التقرير بأن هذا الطريق الذي أسماه بالقناة الجافة، والذي يربط ميناء الفاو الكبير بساحل تركيا على البحر المتوسط ومنه إلى أوروبا عبر قطارات وشاحنات، قد يواجه تحديات كبيرة ومعركة شاقة، مما جعل الأمر نقطة بحث جادة في مباحثات المسؤولين الأتراك والعراقيين والإماراتيين والكورد في الأونة الأخيرة.

 ومن أبرز التحديات حسب الكاتب، مدى توفر الأمن الذي يمنح الطريق فرصة استقرار مستدام في ظل وجود فصائل مسلحة من مختلف الإتجاهات، يصعب على الحكومات التحكم بنشاطها، والتي يمكن أن تتدخل لتحقق مكاسب اقتصادية مقابل عدم تعريض التجارة على هذا الطريق للخطر. وأشار التقرير إلى أن فصائل حزب العمال الكردستاني، تعد الأكثر خطورة، ويتطلب لجمها تحالفاً بين أنقرة وأربيل.

كما يعّد معبر الخابور الحالي بين العراق وتركيا، عائقاً فنياً بسبب محدودية قدرته على استيعاب حركة النقل الكبيرة على الطريق المقترح، مما يستدعي بناء ممر جديد، ربما في أوفاكوي إلى الغرب من المعبر الحالي، مع الإنتباه إلى أن ذلك، سيعتبر تهميشاً لدور إقليم كردستان، حيث لا يقع المعبر المقترح في أراضيه، وسيقلل ذلك من فرص تعاون أربيل مع بغداد وأنقرة لحماية الطريق من مخاطر الميليشيات المحتملة.

ولهذا يعتقد الخبراء، حسب التقرير، بأن إكمال القناة الجافة ومستقبلها إنما يرتبط بمدى قيام إطار سياسي قوي بين أنقرة وأربيل وبغداد، وهو ما عبّر عنه أردوغان بعد لقائه برئيس حكومة الإقليم في أبو ظبي مؤخراً.

أهمية استراتيجية

وذكر التقرير، بأن مشروع طريق التنمية أو القناة الجافة أو طريق الحرير الجديد، سيكلف ما يقارب 17 إلى 18 مليار دولار أمريكي، وستكون لديه القدرة على نقل مليون مسافر و3.5 مليون حاوية و22 مليون طن من البضائع بحلول عام 2028، و من المتوقع أن تتضاعف سعة الشحن خلال مراحل التطوير الإضافية بحلول عام 2038.

وإذا كانت الفكرة عراقية منذ 2010، فإنها اجتذبت إهتمام أنقرة، لتوافقها مع رغبة تركيا في أن تكون مركزاً للقاء طرق التجارة الدولية الرئيسية، عبر العراق من الجنوب وآسيا الوسطى من الشرق وصولاً إلى أوربا، وهو ما يقلل بشكل كبير من المسافة ومن وقت النقل ويفيد تماماً التجارة التركية مع آسيا.

 رب ضارة نافعة

 وعلى الرغم من عدم قدرة طريق التنمية على منافسة قناة السويس، أو التحول لقناة جافة بديلة لها، لأنها لن تستطيع استيعاب أكثر من 10 بالمائة من حجم البضائع المارة عبر قناة السويس، والبالغة 88 مليون حاوية سنوياً، فإن لطريق التنمية اليوم أفضلية تكمن في المخاطر التي سببتها، وما تزال، الهجمات المتزايدة التي يشنها الحوثيون المتمركزون في اليمن على السفن التجارية التي تمر عبر البحر الأحمر منذ بداية الحرب في غزة، والمخاوف التي أثارها الحادث الذي أدى إلى إغلاق قناة السويس لمدة أسبوع في أذار 2021.

كما أن للقناة الجافة أفضلية على الممر الاقتصادي الهندي - الشرق الأوسط، والذي يهدف إلى ربط الهند بالبحر الأبيض المتوسط عبر الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن وإسرائيل، لأن الممر الأخير يواجه هو الآخر، مخاطر أمنية مثل طريق السويس - البحر الأحمر. ولهذا فربما سيكون أفضل للإمارات والسعودية التعامل مع طريق التنمية بدل التعامل مع الممر المقترح، حسب تقرير المونيتور.