اخر الاخبار

حول مباحثات الجلاء

نشر موقع المونيتور مقالاً للكاتب جاريد زوبا حول المحادثات العراقية الأمريكية، المتعلقة بطلب بغداد سحب قوات التحالف الدولي من أراضيها، أشار فيه إلى أن السكرتير الصحفي للبنتاغون، وصف الاجتماعات بالخطوة المهمة على طريق العملية الانتقالية، والتي تمت فيها مناقشة تهديدات داعش وبيئة العمليات وقدرات قوات الأمن العراقية، دون أن يتطرق إلى موضوع سحب القوات، كما فعل بيان صادر عن العراق، حُدد فيه الهدف النهائي للمحادثات بوضع جدول زمني للتخفيض التدريجي الذي يؤدي إلى نهاية مهمة التحالف.

وضوح الأهداف

وذكر المقال بأن الأمريكيين ما زالوا مصرين على أن مسار الحوار ليس مفاوضات حول انسحاب محتمل للقوات الأميركية، بل لتمهيد الطريق إلى المزيد من العلاقات الدفاعية الثنائية “الطبيعية”، وهو ما يعني، حسب الكاتب، وضع الأساس لعلاقات عسكرية أمريكية طويلة الأمد مع العراق وتخفيف الضغوط السياسية المتزايدة على رئيس الحكومة، لاسيما من حلفائه الذين يشكلون الأغلبية في البرلمان، ممن تبادلت فصائلهم المسلحة الهجمات مع القوات الأمريكية.

طبيعة المهمة

وبيّن المقال بأن تشكيل مجموعات العمل المرتبطة بالمحادثات، والمكّونة من مسؤولين دفاعيين ودبلوماسيين أمريكيين وعراقيين، يهدف إلى تقييم قوة داعش وقدراتها المستمرة، بالإضافة إلى كفاءات الجيش العراقي، بعد عقد من انهيار جزء كبير منه أمام الزحف الخاطف للجماعة الإرهابية في عام 2014.

وأضاف الكاتب بأن هذه المباحثات كانت قد بدأت في أواخر الشهر الماضي، بعد توقف دام حوالي خمسة أشهر، بسبب رفض المسؤولين الأمريكيين مناقشة تخفيض الوجود الأجنبي، في وقت تتعرض فيه القواعد التي تستخدمها القوات الأمريكية، لإطلاق النار من قبل الجماعات المسلحة.

وأشار المقال إلى أنه وعلى الرغم من نفي واشنطن وجود طلب رسمي من الحكومة العراقية الحالية لسحب القوات الأمريكية من البلاد، فقد بدأ مجلس الأمن القومي في إدارة بايدن مناقشة أولية للشكل الذي سيبدو عليه الخروج العسكري الأمريكي في نهاية المطاف.

رفض أمريكي شعبي

من جهتها نشرت صحيفة (ذا هيل) الأمريكية مقالاً للكاتب جون بايرنز، انتقد فيه بشدة سياسة الإدارة الأمريكية في العراق وسوريا، وطالبها بإعادة النظر في ذلك، مشيراً إلى أن نشر القوات الأمريكية في العراق وسوريا وأفغانستان ودول أخرى في العالم، لدعم ما أسماه بالمهمات الغامضة، كان سبباً في فقدان حياة أكثر من 7000 رجل وامرأة في الصراع منذ 11 سبتمبر، وفى انتحار أكثر من 30000 من قدامى المحاربين في تلك الحروب بعد عودتهم للوطن، خاصة في ظل غياب استراتيجية خروج واضحة من تلك المناطق ولعقود من الزمن.

وأشار الكاتب إلى أن هذه هي تكاليف السياسة الخارجية الأميركية، التي تعطي الأولوية للحرب. فعلى الرغم من أن عدد أبناء وبنات أميركا الذين يرفعون أيديهم للتطوع إلى الخدمة راح يتضاءل بسرعة، فإن واشنطن ما تزال مصّرة على أن ترسلهم إلى طريق الأذى دون داع، حيث يعود العديد منهم إلى ديارهم في نعوش ملفوفة بالعلم، فيما ليس لدى الرئيس بايدن والمشرعين في العاصمة ونخب السياسة الخارجية الكثير ليقولوه سوى عبارة شكر مبتذلة.

واقترح الكاتب طريقة حقيقية لشكر أولئك الذين خدموا، تتمثل في ضمان عدم تعرضهم باستمرار لخطر لا مبرر له. وأكد على أن واشنطن بحاجة إلى سحب قواتها من العراق وسوريا والشرق الأوسط الكبير ونشرها في مواقع أكثر استراتيجية، وفي الأوقات والأماكن والمهمات التي تضمن سلامتهم. وأشار إلى أن عمليات الانتشار الحالية في الشرق الأوسط لا تستوفي هذه المعايير.