اخر الاخبار

أقامت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، أمس الاول الجمعة، حفلا كبيرا للاحتفاء بمناسبة يوم الشهيد الشيوعي (14 شباط) ولاستذكار قادة الحزب (فهد، حازم وصارم)الذين ينقضي هذا السنة 75 عاما على جريمة إعدامهم في 14 و 15 شباط عام 1949.

حضور حاشد

فعلى قاعة جمعية المهندسين العراقية، اقيم الحفل الذي حضره جمع غفير من الرفاق والاصدقاء والشخصيات السياسية والثقافية والاجتماعية.

بدأ الحفل الذي أداره الإعلامي بسام عبد الرزاق، بعزف النشيد الوطني العراقي من قبل فرقة «ينابيع» الفنية. وقدم عريف الحفل بكلمات قال فيها: بك يبعثُ الجيلُ المحتمُ بعثهُ.. وبك القيامةُ للطغاةِ تقامُ. خمسة وسبعون عاما، والوصية تختار الافئدة الحبيبة وتنظم دقات قلوبهم وحزبهم. وفي سيرتهم

العطرة، حبس ومطاردة واستراحات ورسائل عشق واخرى للوطن المشتهى. لذكراهم الخالدة، يوسف سلمان يوسف – فهد، زكي بسيم – حازم، حسين الشبيبي – صارم، نقف دقيقة حداد وصمت.

كلمات تشيد بمآثر الشهداء

واعتلت المناضلة الوطنية الكبيرة والقاصة سافرة جميل حافظ منصة الحفل، وحيّت الحاضرين من الرفاق والأصدقاء قائلة: «أحييكم أيها الذين تنادون من كلِّ قلوبكم لحرية الشعب العراقي، وللنضال الشديد من اجل التحرر والكرامة في الحياة. لأجل هذا قَتَلنا المجرمون، وعذبونا وارتكبوا بحقنا أفظع الجرائم».

ودعت حافظ الجميع الى الوقوف والحداد على أرواح الفلسطينيين في غزة، قائلة: إنهم يناضلون ويقتلون لأنهم يطالبون بالحياة والحرية والكرامة، مثل العراقيين الذين لاقوا نفس الاجرام والاحقاد.

ثم ألقى محمد علي اللامي، ابن شهيد انتفاضة تشرين الرفيق الشاعر علي اللامي، كلمة عوائل الشهداء في هذه المناسبة، مشيرا الى أهميتها ورمزيتها الوطنية، والى ما قدمه الشيوعيون من تضحيات كبيرة على طريق الحرية والوطن (كاملة على صفحة 6).

قصائد وقراءات شعرية وأغان

كما ألقى المناضل مسلم عوينة، شقيق الشهيد حسن عوينة، قصيدة في المناسبة، ليتواصل الحفل بعدها بقراءتين شعريتين للشاعرين محمد جواد الكعبي وسامي عبد المنعم، قبل أن تختتم الفقرة بقصيدة للشاعرة حذام يوسف الطاهر.

وشغلت فرقة «ينابيع» الفنية، مساحة من أجواء الحفل، بتقديمها باقة من الأغنيات الوطنية والتي تتغنى بالحزب وتمجد الشهداء، لينتهي الحفل بتكريم عدد من عوائل الشهداء الشيوعيين. وقد تناوب على تكريمهم كلٌّ من سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، ونائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق بسام محي، وعضو اللجنة المركزية الرفيقة بشرى جعفر أبو العيس.

***********************************************************************************************

ألقى عضو  اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق  ظافر مردان، كلمة الحزب في المناسبة 

في كل عام نهتدي، من جديد، ونحن نحتفي بيوم الشهيد الشيوعي، بذلك الهتاف المدوّي الذي أطلقه مؤسس حزبنا، الشهيد الخالد فهد: «الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق».. وفي كل عام تخفق في أيادي الشيوعيين وقلوبهم راية التحدي والاصرار على خوض غمار الكفاح من أجل الغايات الساميات.

لقد توهم الطغاة، كما يفعلون على الدوام، أنهم، بإعدامهم قادة حزبنا الأماجد يومي 14 و15 شباط 1949، سيقضون على أفكار الشيوعية، وما أدركوا حقيقة أن حزبا امتدت جذوره عميقا في تربة العراق وفي وجدان الشعب، واستقطب خيرة الثوريين من الرجال والنساء، ورفع راية الدفاع عن آمال الكادحين، وجسد الاخلاص للقيم والمثل الملهمة، أن حزبا كهذا يستضيء بروح التاريخ والمستقبل، وهو يمضي نحو الوطن الحر والشعب السعيد، بينما كان مصير الجلادين أن شيّعتهم لعنة التاريخ الى مزبلته.

إن ذلك الهتاف الجريء الذي صدحت به حناجر شهيدات وشهداء حزبنا، وهم يخوضون غمار التحدي في دروب العمل السري، وزنازين الفاشية، وذرى جبال كردستان، وشوارع تشرين المنتفضة وهي تضيف صفحة أخرى ساطعة الى سجل الكفاح الثوري، إن ذلك الهتاف، الذي صدح به فهد وصارم وحازم وسلام عادل والحيدري والعبلي وأبو العيس وكاظم الجاسم ومحمد الخضري وعايدة ياسين واسماعيل خليل وسامي العتابي وموناليزا أمين وهادي صالح وكامل شياع وحيدر القبطان، والألوف سواهم في قوافل الشهداء، تحول الى ينبوع يروّي ظمأ المكافحين الى الحرية، وشرارة يندلع منها لهيب الانتفاضات، ومصباح ينير طريق الشيوعيين وسائر الثوريين والوطنيين، وهم يغذّون المسير في سبيل الاطاحة بحكم الاستبداد وسلطة رأس المال.

أيها الحضور الكرام

إننا إذ نحتفل بيوم الشهيد الشيوعي عشية الذكرى التسعين الجليلة لتأسيس حزب فهد – سلام عادل، فاننا نجدد الاستنتاج الذي أكده اجتماع لجنة حزبنا المركزية أوائل الشهر الحالي، والذي جاء فيه «إن الأزمة البنيوية الراهنة التي تواجهها البلاد لا يمكن أن تُحَل الا من خلال مشروع التغيير الشامل الذي يعمل الحزب على تحقيقه عبر تشكيل أوسع اصطفاف سياسي وشعبي، وتقوية الحراك الجماهيري المتعدد الأشكال، ليكون القوة المعوَّل عليها في الخلاص من منظومة المحاصصة والطائفية السياسية والفساد، وبناء الدولة الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية».

واليوم نطلقها من جديد نداء كفاحيا هادرا:

يتوهم من يظن أن دماء الشهداء ستذهب هدرا. . يتوهم من يظن أن جمرة الضحايا ستخبو يوما. .

أيها الشهداء: نحن ورثة أمثولتكم الملهمة. . منكم تعلمنا كيف نحول السخط الى احتجاج وأمل. . فبقدر ما نرى المآسي في الواقع تطحن رحاها الملايين، نرى ما يلوح في الأفق من ضياء نجم بعيد. . وبقدر ما نعيد النظر بمواقفنا وتحليلاتنا عندما تتغير حقائق الواقع، لا نخشى نقد أنفسنا والاعتراف بأخطائنا، وتمثل الدروس البليغة من تجاربنا. .

أيها الشهداء: صحيح أنكم تركتم أغنية الكفاح ناقصة، لكنكم علّمتم الآتين كيف يكملون هذه الأغنية، وكيف يتحدّون المستبدين، ويواجهون المآسي، مستظلين بأرواحكم التي تجول في شوارع البلاد، وبمصابيحكم التي تبدد ظلمتها وتوقظ أجيالها. .

المجد للشهداء وهم يضيئون دروب الكفاح. .

والعهد بالوفاء لأمثولتهم

************************************************************************************************

كلمة عائلة شهيد الحزب الشيوعي في انتفاضة تشرين علي نجم

أبي علي نجم هو ذلك الإنسان والشاعر المتمرد على الواقع الذي عاناه ويعانيه أبناء العراق، وأنتم اعلم الناس به.

فمنذ سنينه الأولى وهو يسمع من أبيه واقع الفلاح وما مر به من ظلم وسلب للحقوق، وما كان للحزب الشيوعي آنذاك من فضل في تعريف المجتمع بحقوقه، فقد اعتلى خيرة نسائه ورجاله أعواد المشانق في سبيل (وطن حر وشعب سعيد). وكما كان لانتماء الأخ الأكبر لشهيدنا (علي نجم) إلى الحزب الشيوعي العراقي، المغيب هادي نجم (أبو صلاح) الأثر البالغ في نفسه، فكيف لا وهو وأخوته لم تخلو كنيتهم في الجيش والوظيفة بأن أخاهم الكبير رفيق في الحزب الشيوعي، فهو بذلك ابن هذه المعاناة.

وما إن سقط النظام البعثي حتى كان من الأوائل المنتمين الى الحزب الشيوعي العراقي ومشارك في جميع احتجاجاته، فكان محتجاً ومتظاهراً وشاعراً طبع مجموعته الأولى (ليست نبوءة) في تعرية أحزاب الإسلام السياسي الحاكمة، وما أن انطلقت شرارة تشرين حتى وجدناه صوتاً هادراً لا يعرف الكلل بين ساحة التحرير وساحة الاحتجاج في محافظة واسط، فكان شوكة في عيون راكبي الموجة فطالما عراهم أمام الملأ في ساحة التحرير بقوله (نحن خرجنا عليكم، فلا مكان لكم بيننا)

وكثيرا ما كان يكتم علينا التهديدات التي تصله حتى لا يثني عزيمته أحد، فهو يرى زوالهم قريب. أقرب بكثير من استشهاده الذي تنبأ به في أكثر من مرة في قصائده حيث قال في إحداها

** كلما أفحمتَ حجتهم

قالوا : سلاماً !

ثم يشيعونك جثة هامدة

وقال في أخرى

مثل سجين

خلف قضبان تحترق

جمراً تقافز القلب خلف أضلعه

يوم تعرى الموت قبحاً

عند أعتاب المدن

يضحك هزئاً

من «طاسة» ماء الأمهات

تُرش في الأثر

مرةً ...

كنتُ أرقبهُ

كان يشتعل غيظاً

من أول غضنٍ هاجر عنه الطير

حتى أخر منعطفٍ

يكمن فيه رصاص الموت.

وفي الختام سلاماً على شهداء العراق وشهداء الحرية في العالم اجمع، فلولاهم ما تحرر شعب ولا عاشت أمة بحرية وكرامة ولو بعد حين، فمنهم نستلهم قيم الفداء والتضحية ومنهم نتعلم ونعلم أطفالنا حب الأوطان والانتماء اليها.