اخر الاخبار

هل سينسحبون حقاً؟

نشرت صحيفة الإنديبنديت تقريراً للصحفية تارا كوب، عن المباحثات العراقية الأمريكية المتعلقة بطلب بغداد، خروج قوات التحالف الدولي من العراق والمتواجدة فيه منذ سنوات للمساهمة في محاربة (داعش)، أشارت فيه إلى ارتباط الطلب بسلسلة الهجمات والهجمات المضادة التي حدثت بين هذه القوات وعدد من الفصائل المسلحة، سواء في داخل العراق أو في الأراضي السورية والأردنية.

انسحاب منّظم

ونبهت الصحيفة إلى أن بغداد، اشترطت لهذا الإنسحاب ترتيب الوضع الأمني على الأرض، ودراسة قدرات قواتها المسلحة، وبناء علاقة ثنائية جديدة، آملة أن لا يحدث ما يعكر صفو المحادثات.

وعبرت الكاتبة عن اعتقادها بأن العراق سعى جاهداً ومنذ فترة طويلة لتحقيق التوازن في علاقاته مع الولايات المتحدة وإيران، رغم ما بين الدولتين من عداء، وذلك بسبب علاقاته التحالفية مع كل منهما. غير أن الهجمات المشار اليها قد أضرت كثيراً بمساعيه تلك كما يبدو، لاسيما مع تنامي النفوذ السياسي والبرلماني لمهاجمي القوات الأمريكية. وخلص التقرير إلى أن توقف الهجمات بين الطرفين منذ 4 شباط الماضي، قد يقلل من العقبات في طريق المحادثات الرسمية.

الانسحاب مبكر

من جهتها نشرت صحيفة نيويورك تايمز الإمريكية مقالاً لكينث ماكينزي، أحد القادة العسكريين السابقين والمدير التنفيذي لمعهد الأمن العالمي والقومي بجامعة جنوب فلوريدا، حول مدى صحة قرار واشنطن بالانسحاب من الشرق الأوسط، اعتبر فيه القرار خطأً استراتيجيا، منتقداً إدارة بايدن على ما اسماه تهاونها مع خصومها في المنطقة، وهو ما يمثل، حسب ماكينزي، خطراً كبيراً على مصالح الولايات المتحدة. ودعا ماكينزي إلى التزام حازم بإبقاء القوات الأمريكية في سوريا من جهة والتزام إضافي بالعمل مع الحكومة العراقية لإيجاد مستوى من التواجد، مقبول للطرفين.

تعاون بشكل مختلف

وتحدث المقال عن تغيير محتمل في طبيعة عمل 2500 عسكري امريكي في العراق، ينشغلون اليوم في تدريب قوات الأمن على مواجهة داعش، حسب رأي الكاتب، الذي افترض تخفيض عددهم مع استمرار المفاوضات وتغيير طبيعة مهماتهم، بحيث تتطلب عدداً أقل من القوات، مشدداً على عدم الإنسحاب بسرعة كبيرة، كما حدث في عام 2011، وعلى أن بقاء قاعدة عسكرية في العراق شرط مسبق للحفاظ على قوات واشنطن في سوريا.

أمن قومي وحيرة

واعتبر الكاتب تواجد القوات الأمريكية في سوريا والعراق مهماً لمنع داعش من مهاجمة الولايات المتحدة، وبالتالي فإن انسحابها سيمنح الوقت والمساحة لهذه المنظمة الإرهابية لإعادة نشاطها، مما سيكلف واشنطن كثيراً إذا ما اضطرت إلى العودة ثانية لهذين البلدين، فيما قد يبدو الإنسحاب السريع، ضعفاً أمريكياً يغري الخصوم بإستغلاله.

ولدى مقارنته بين المغادرة أو البقاء، وجد ماكينزي سلبيات عديدة في القرارين، فدعا إلى البقاء بشكل أقل عدداً وأكثر قدرة عسكرية وتقنية على الردع، مع تجنب التعامل مع الأمر على أساس من العاطفة أو الرغبة في الانتقام، بل على تصميم واضح بشأن ما هو الأفضل والمتمثل بالدفاع في الخارج وليس في الداخل.

مواقف متعارضة

وحول مدى اتفاق القوى العراقية حول هذا الملف نشرت صحيفة (ذي ناشينول) مقالاً ذكرت فيه أن أعضاء بارزين في الحزبين الرئيسيين المهيمنين في إقليم كردستان العراق، يعارضون حراك البرلمان لتمرير قانون يجبر الحكومة على إخراج القوات الأمريكية من البلاد، مما يشكل صعوبة كبيرة في تحقيق إجماع وطني بشأن القضية.

وتعتقد القوى الكردستانية بأن التهديد الذي يشكله تنظيم داعش لا يزال قائما على الرغم من هزيمته العسكرية في أواخر عام 2017، و أن هناك خطراً جدياً من عودة الإرهاب للظهور، مما يجعل القضية مسألة وطنية وليست خاصة بمكّون معين، وبالتالي يجب إبعادها عن المزايدات السياسية والمعادلات الإقليمية حفاظا على مصالح العراق.