اخر الاخبار

نقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن وزير الخارجية العراقي الدكتور فؤاد حسين قوله بإن بلاده قد تنزلق إلى الصراع بسبب الهجمات الانتقامية على أراضيها من قبل الفصائل المسلحة والقوات الأمريكية، معتبراً التوتر في الوقت الحاضر بين إيران والولايات المتحدة مرتفعا للغاية، معرباً عن أمله بأن يوقف الجانبان هجماتهما، وأن يكفا عن حل مشكلتهما على أراضي العراق، الذي دفع ثمناً باهظاً للغاية. جاء ذلك في معرض تقرير نشرته الهيئة بقلم أورال غورين، حول الإعتداءات التي شنتها القوات الأمريكية على مواقع وعسكريين عراقيين في الآونة الأخيرة.

 ليغادر الجميع

وأكد التقرير على أنه ورغم إدانة الحكومة العراقية للهجمات الأمريكية فإنها دعت لإستئناف المحادثات بشأن انسحاب 2500 جندي أمريكي، تم نشرهم هناك كمستشارين منذ عام 2014 للمساعدة في منع عودة ظهور ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية، في وقت باتوا فيه كما يبدو، من غير المرحب بهم رسمياً وشعبياً. وهذا ما أكده، حسب التقرير، وزير الخارجية، حين قال للهيئة بأن غالبية الشعب العراقي لا تريد وجود قوات أجنبية على الأراضي العراقية، مشيراً إلى أن الذين تمت دعوتهم (الأميركيين) سيخرجون من خلال المفاوضات، أما من لم تتم دعوتهم فيجب أن يغادروا، ونأمل من خلال المفاوضات ايضاً.

وبين التقرير بأن الحكومة العراقية، وحسب وزير خارجيتها، تريد من الضيوف غير المدعوين، أو الذين لم تتم دعوتهم من قبلها على الأقل، أن يحترموا رغبة العراق بعدم الانجرار إلى حرب، لا تعّد حربه، وأنهم استلموا رسالة بهذا الصدد الآن، بعد أن كان صعباً توجيهها لهم في الماضي، حيث بات الناس قادرين على أن يقولوا كفى!

وأشار التقرير إلى أن بغداد تشعر بالقلق من النفوذ الكبير لجميع المحيطين بها، وتحاول التخلص منه، وتريد – حسب وزير الخارجية – أن يتخذ القرار بشأن العراق، العراقيون وفي عاصمتهم المكتظة بالناس والصور وحركة المرور. كما لا تريد بغداد أن تبقى عالقة بين حليفتيها المتناحرتين، واشنطن وطهران، اللتين ربما لا ترغبان أيضاً في حدوث تصعيد كبير في صراعهما، دون وجود ضمان لتحقيق ذلك، لاسيما وأن العراق، بل والمنطقة الأوسع في واقع الأمر، يظلان على حافة الهاوية، حيث يهدد أصغر خطأ في الحسابات بإشعال حريق كبير، كما قالت ممثلة الأمم المتحدة في العراق، في إحاطة أمام مجلس الأمن مؤخراً.

 إدانة واضحة

ولصحيفة (ذي هيل) الأمريكية كتب مراسلها لشؤون الدفاع براد دريس مقالاً أشار فيه إلى أن العراق قد أدان الولايات المتحدة بسبب الضربة الأخيرة على أراضيه وأكد بأن هذا العدوان، الذي لم يضع أي اعتبار لحياة المدنيين أو القوانين الدولية، سيدفع بغداد إلى الإسراع بطرد القوات الأمريكية من البلاد.

وذكر المقال بأن جميع العمليات العسكرية التي نفذتها واشنطن على مواقع للفصائل العراقية المهاجمة لقواتها، فشلت في ردع أي أحد، في وقت أدت فيه إلى توتر العلاقات مع بغداد، التي تخشى من الانجرار مرة أخرى إلى الحرب وتعتبر الضربات الأمريكية تهديداً أمنياً لها.  وأعرب دريس عن اعتقاده بأن ذلك قد عجّل من رغبة الحكومة العراقية في بدء مناقشات جادة مع واشنطن بصدد مستقبل القتال ضد داعش ودور القوات الأمريكية في البلاد، ووضع الفصائل المسلحة، خاصة بعد أن صارت بغداد، ترى في قوات التحالف الدولي الموجودة على اراضيها عاملاً لعدم الاستقرار ومهدداً بإدخال العراق في دائرة الصراع، حسب الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية.