اخر الاخبار

تتفاقم التوترات الجيوسياسية في المنطقة مع استمرار عدوان الكيان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ودفعت هذا الاعمال العدائية الأوضاع في الشرق الأوسط الى التوتر بصورة خطرة، والعراق ليس في معزل عن ذلك، بعد ان تزايدت الهجمات على مناطق التواجد الأمريكي وكان اخرها الذي أدى الى مقتل 3 جنود واصابة العشرات في هجوم شن بطائرات مسيرة على قاعدة للجيش الأمريكي شمال شرقي الأردن.

مقتل 3 جنود

وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان: «في 28 كانون الثاني، انه قد قُتل ثلاثة من عناصر الجيش الأمريكي وأصيب 34 اخرين في هجوم (بطائرة مُسيّرة) استهدف قاعدة في شمال شرق الأردن، بالقرب من الحدود السورية».

من جانبها، «المقاومة الإسلامية في العراق» أعلنت أمس الأول الأحد، في بيان استهدافها بواسطة الطيران المسيّر، أربع قواعد أميركية «ثلاث منها في سوريا، وهنّ (قاعدة الشدادي، قاعدة الركبان، وقاعدة التنف)، والرابعة داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة وهي منشأة زفولون البحرية».

ويبعد البرج 22 نحو 20 كيلو متراً عن قاعدة التنف العسكرية السورية، حيث تتمركز أيضا قوة أميركية، و عدد من القوات الأمريكية والمستشارين العسكريين في البرج 22، معظمهم لتدريب القوات الأردنية، كما اعلن.

في السياق أفاد مسؤولون مقربون من الجماعات المسلحة العراقية، إن الهجوم بالطيران المسيّر على القاعدة العسكرية الأردنية التي تتواجد فيها القوات الأميركية، نفذه فصيل عراقي.

وقال ثلاثة مسؤولين مقربين من الفصائل المسلحة، لوسائل إعلام أميركية إن الهجوم على قاعدة عسكرية أميركية في الأردن نفذته جماعة عراقية مسلحة.

ويرى مراقبون ان هذه الفصائل تنفذ هجماتها من دون تشاور مع حكومة السوداني وعلى وفق تقديراتها هي.

الحكومة العراقية تدين

وأعربت الحكومة العراقية عن استنكارها للهجوم الأخير الذي استهدف الحدود السورية – الأردنية، والتي أسفرت عن قتلى وجرحى بين صفوف القوات الأميركية، مبدية استعدادها للعمل على «رسم قواعد تعامل أساسية تجنب المنطقة المزيد من التداعيات».

 وقال المتحدث باسم الحكومة، باسم العوادي، في بيان امس الاثنين، إن الحكومة العراقية «تستنكر التصعید المستمرّ وخصوصاً الهجوم الأخير الذي وقع على الحدود السوریة – الأردنیة»، مضيفة أنها «تتابع بقلق بالغ التطورات الأمنیة الخطیرة في المنطقة».

ودعا العراق إلى «وقف دوامة العنف»، مؤكداً «استعداده للعمل على رسم قواعد تعامل أساسية تجنب المنطقة المزيد من التداعيات، والحيلولة دون اتساع دائرة الصراع».

وحذرت الحكومة العراقية من «أن انعكاس ھذه التطورات يھدد السلم والأمن الإقلیمي والدولي، ويقوض جھود مكافحة الإرھاب والمخدرات، وكذلك يعرض التجارة والاقتصاد وإمدادات الطاقة للخطر»، على وفق البيان.

أمريكا تتوعد بالرد

وتعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأحد، بالرد بعد مقتل العسكريين، مُحملاً مسؤوليته لـ»فصائلَ موالية لإيران».

وقال بايدن في بيان: «الليلة الماضية، قُتل ثلاثة من أفراد الجيش الأمريكي، وأصيب آخرون، في هجوم بطائرة مُسيّرة على قواتنا المتمركزة في شمال شرق الأردن»،

وأشار إلى أن الهجوم «نفذته مجموعة من المسلحين الموالين لإيران تنشط في سوريا والعراق».

وأضاف الرئيس الأمريكي: «لا يساوركم شك في أننا سنحاسب جميع المسؤولين في الوقت والطريقة اللذين نختارهما».

ايران تنأى بنفسها

من جانبها نأت إيران بنفسها عن الهجوم، وفق ما جاء في بيان لوزارة الخارجية نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا).

ونقلت الوكالة عن المتحدّث باسم الوزارة ناصر كنعاني قوله إن «هذه الاتهامات غرضها سياسي ويهدف إلى قلب الحقائق في المنطقة»، وذلك تعقيباً منه على بيان لوزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون دعا فيه طهران إلى «وقف التصعيد» في المنطقة.

وأضاف كنعاني أن هذه الاتهامات «تُظهر أيضاً تأثّرها بأطراف ثالثة، بما في ذلك النظام الصهيوني قاتل الأطفال»، في إشارة منه إلى إسرائيل التي تواصل عدوانها على الفلسطينيين في قطاع غزة إثر الهجوم غير المسبوق على اسرائيل في 7 تشرين الأول.

وتابع المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية «سبق أن قلنا بوضوح إن جماعات المقاومة في هذه المنطقة ترد على جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها النظام الصهيوني» وهي «لا تأتمر» بأوامر إيران و»تُقرّر أفعالها بناءً على مبادئها الخاصة».

الأردن: الهجوم خارج اراضينا

من جهته، أعلن وزير الاتصال الحكومي الأردني الناطق الرسمي باسم الحكومة مهند مبيضين الأحد أن الهجوم على القوات الأميركية الذي اسفر عن مقتل ثلاثة عسكريين وقع داخل الأراضي السورية قرب حدود المملكة.

وقال الوزير لقناة «المملكة» الرسمية إن «الهجوم الذي استهدف القوات الأميركية قرب الحدود السورية لم يقع داخل الأردن»، موضحا أن «الهجوم استهدف قاعدة التنف في سوريا».

الحكومة غير قادرة على تجنب التداعيات

وحول الآثار المترتبة على الهجوم، يعتقد أستاذ السياسات العامة في جامعة بغداد، إحسان الشمري أن «الرد الأمريكي، بتصوري، سيكون عبارة عن ضربة شاملة لن تشمل العراق وحده، وإنما حتى الأراضي السورية وسوف تمتزج هذه الضربة ما بين الحرس الثوري الإيراني الذي يتواجد في سوريا وما بين الفصائل العراقية الموجودة في العراق وحتى في سوريا».

وأكد على أنه سيكون لهذه الضربة «انعكاس سياسي خصوصًا وأن حكومة السوداني غير قادرة على أن تتخذ موقفًا ضد الهجمات على الولايات المتحدة الأمريكية أو الحد من الهجمات الأمريكية ومحاولة تجنيب العراق أن يكون ساحة حرب».

كما أشار الشمري إلى أن «هذه الضربة الأمريكية المتوقعة، ستحدث انقسامًا كبيرًا جدًا في المشهد السياسي، خصوصًا وأن بعض هذه الضربات قد تستهدف عناوين حساسة جدًا، وبالتالي الوضع مرشح للانفجار».

ويعتقد الشمري أن «الولايات المتحدة الأمريكية باتت مقتنعة بأن السوداني عاجز بشكل كبير، ولا يمتلك القدرة على ضبط الأمور، وهذا بالتالي قد يؤدي إلى تجميد المفاوضات من جانب، ومن جانب آخر تخفيف الدعم لحكومة السوداني».

وعن الإجراء الحكومي الواجب اتخاذه قال الشمري: «الحكومة تأخرت كثيرًا، كان من المفترض أن تطبق سياسة عامة تجنب العراق هذه التداعيات، رغم أنها حاولت منذ بداية الهجمات في تشرين الأول الماضي بحديث مع الإطار التنسيقي الحاكم الذي يمثل ركيزته الأساسية الفصائل، وحديث مع إيران».

عجز عن المناورة

وتابع قائلًا إن كل هذا «لم يفضِ أو يصل بنا إلى نتيجة، بالتالي السوداني لا يمتلك الخيار أو القدرة على المناورة، وأقصى ما تمتلكه الحكومة الآن بيانات الشجب».

وبين أن «الصراع الأمريكي الإيراني الإسرائيلي بات أوضح على الصعيد العراقي، والحكومة، لأنها مكونة من الفصائل، ليس لديها القدرة على أن تناور أو تتخذ قرارًا بل على العكس، أعطت مؤشرات بأنها إلى جانب طرد القوات الأمريكية وهذا أدى إلى كسر موضوع التوازن الذي تحدثت عنه».

بدوره، يعتقد أستاذ العلوم السياسية عصام فيلي أن الولايات المتحدة الأمريكية والفصائل المسلحة يتعاملان باستقلالية وبعيدًا عن القرار الحكومي، حيث تذهب الأولى إلى وصف الثانية بأنها وكلاء إيران في المنطقة وهي تختار المكان المستهدف سواء في العراق أو سوريا أو إيران أو اليمن.

وأضاف أن «الفصائل أعلنت أنها غير معنية بمفاوضات الحكومة رغم إعلان مساعي الحكومة لكي يكون هناك شكل من أشكال الهدنة بعد أن أعلنت وجود جدول زمني لإجلاء القوات الأجنبية من العراق»، مبينًا أن «ملف العلاقة بين أمريكا والفصائل المسلحة يكاد أن يكون بمعزل عن الحكومة العراقية».