اخر الاخبار

حول انسحاب  قوات التحالف الدولي

نشرت صحيفة (ذا ناشينول) الأنكليزية مقالاً للكاتبين روبرت تولاست ومينا الدروبي، حول المباحثات التي تجريها الحكومة العراقية لترتيب خروج قوات التحالف الدولي، والبالغ عددها 2500 عسكري، من أراضيها. ونقلت الصحيفة في المقال تحذيرات لبعض المحللين من أن يتم الإنسحاب قبل ان تستكمل بغداد تحضيراتها للتعامل مع أية مشكلة أمنية تطفو على السطح، لاسيما وان لبعض هذه المشاكل جذوراً عميقة، حسب تصورهم.

تصريحات يعوزها الوضوح

واشار الكاتبان إلى أن بغداد وواشنطن أعلنتا في وقت متقارب عن اجتماع للجنة عسكرية عليا بينهما، وذلك لمناقشة “الانتقال إلى شراكة أمنية ثنائية دائمة” بين البلدين، رغم أن دعوات رئيس الحكومة العراقية، من بغداد ودافوس، كانت تهدف لتنفيذ خروج منظم للقوات الأمريكية من العراق، بعد أن يتوصل الطرفان إلى تفاهم بشأن جدول زمني لإنهاء مهمة المستشارين الدوليين، خاصة حين لم يعد تنظيم داعش مصدراً لتهديد البلاد. وأشار الكاتبان إلى أن لسلسلة الهجمات والهجمات المضادة التي تبادلتها فصائل عراقية مسلحة مع القوات الأمريكية في الآونة الأخيرة، والتي أدت إلى سقوط ضحايا من الجانبين، صلة ما ربما بالأمر.

صعود داعش

وذكر المقال بأن القوات الأمريكية، التي دعتها حكومة بغداد العام 2014، للقدوم ومساعدتها في حربها ضد إرهاب داعش، دخلت في اشتباكات متباينة الحدة، مع فصائل عراقية، منذ خفوت تأثير داعش، في أواخر 2017، وفي 2020 وبعد حرب غزة. ويبدو، حسب الكاتبين، أن القوات العراقية قد فقدت بعد رحيل الأمريكان في العام 2011 بعض فاعليتها بسبب زيادة الفساد، مما أضعف من قدرتها على التنسيق والتصدي لهجمات داعش. ونقلا عن بعض المحللين تخوفهما من تكرار الأمر لأن العديد من الأسباب السابقة لا تزال قائمة، على حد تعبيرهم، رغم أن الدعم الذي تقدمه القوات اليوم للعراق، بات محدوداً قياساً بتلك الفترة.

صراع رغم الإنسحاب

ونقل المقال عن بعض الخبراء الأمنيين مخاوفهم من استمرار الصراع بين بعض الفصائل العراقية وبين الأمريكان، حتى بعد انسحابهم، مشيرين إلى أن الهجمات ربما ستشن من خارج البلاد، وفي ظروف تتخلص فيها واشنطن من الاحراج، الذي يسببه حالياً تدخل قواتها الموجودة على الأرض في الصراع. وحذر المقال من مخاطر قيام واشنطن بسحب قواتها وسفارتها، وبالتالي التخلي عن سياسة ضبط النفس، أو أي خطط للتعاون مع بغداد. وتوقع الكاتبان أن لا يكون الإنسحاب جدياً، أو ربما يُعمد إلى تغطية التواجد الأمريكي أو الفرنسي أو الكندي، باتفاقيات ثنائية مع الحكومة العراقية.

جدول زمني

من جهته أكد تقرير نشرته شبكة “سي أن أن” الأمريكية على أن هناك قوى عراقية تضغط لتحديد مواعيد زمنية واضحة، لأنسحاب القوات الأمريكية من البلاد، في سياق المباحثات حول ذلك. وأشار التقرير إلى أن واشنطن تفضل جدولا زمنيا يعتمد على الظروف في العراق، بما في ذلك الهزيمة المستمرة لتنظيم داعش واستقرار الحكومة وقوات الأمن العراقية، إلاّ أن هناك قوى داخل الحكومة تفضل تحديد المواعيد بغض النظر عن الاستقرار والوضع الأمني، فيما لم يحدد حتى الآن أي موعد نهائي لاختتام مناقشات اللجنة العسكرية العليا، أو نتيجتها النهائية، وهو ما سيوفر للدبلوماسيين فرصاً للتلاعب بتوقيت واتجاه المحادثات والتوصل إلى مجموعة واسعة من النتائج المحتملة.