اخر الاخبار

أعلن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن قيام متخصصين عسكريين بتولي مهمة إنهاء الوجود العسكري للتحالف الدولي ضد داعش، بعد مراجعات تجريها ثلاث مجامیع عمل.

وانطلقت امس السبت أعمال اللجنة العسكریة العلیا المشتركة بين العراق والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لـ «مراجعة مھمة التحالف الدولي في محاربة داعش».

إنھاء الوجود العسكری للتحالف

وأوضح المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان طالعته «طريق الشعب»، أن متخصصين عسكريين سيتولون «إنھاء المھمة العسكریة للتحالف الدولي ضد داعش، بعد عقد من بدایة ھذه المھمة بالشراكة مع القوات الأمنیة والعسكریة العراقیة».

وبيّن، أن أعمال اللجنة العسكریة العلیا (HMC) ستبدأ «على مستوى ثلاث مجامیع عمل هي: (مستوى التهديد الذي يمثله تنظيم داعش) و(المتطلبات العملیاتیة والظرفیة) و(تعزيز القدرات المتنامية للقوات الأمنیة العراقیة)».

وفي ضوء ھذه المراجعة،»سیُصار إلى صیاغة جدول زمني محدد لإنھاء المھمة العسكریة للتحالف، والانتقال إلى علاقات أمنیة ثنائیة بین العراق والولایات المتحدة والدول الشريكة في التحالف، وإلى علاقات ثنائیة شاملة مع ھذه الدول».

البيان أكد أن ذلك يترافق مع الالتزام بـ»اتفاقية الإطار الستراتیجي الموقّعة بین العراق والولايات المتحدة عام 2008، وأيضاً الالتزام بسلامة مستشاري التحالف الدولي أثناء مرحلة التفاوض في كل أرجاء البلاد، والحفاظ على الاستقرار ومنع التصعید».

خفض تدريجي «مدروس» للمستشارين

وزارة الخارجية، أعلنت الخميس الماضي، نجاح المفاوضات بين الحكومتين العراقية والأميركية التي بدأت منذ آب 2023، وذلك لصياغة جدول زمني يحدد مدة وجود مستشاري التحالف الدولي في العراق وإنهاء المهمة العسكرية للتحالف ضد داعش.

الخارجية وفي بيان لها، قالت إنه «إيفاءً بالتزاماتها الوطنية وتماشياً مع تنامي قدرة القوات العراقية وكفاءتها، تعلن الحكومة العراقية، بالاتفاق مع حكومة الولايات المتحدة الأميركية، عن نجاح جولات التفاوض المستمرة بين الجانبين، التي بدأت منذ آب 2023 وانتهائها إلى ضرورة إطلاق اللجنة العسكرية العليا (HMC) على مستوى مجاميع العمل لتقييم تهديد داعش وخطره».

وأشار البيان إلى «صياغة جدول زمني محدد وواضح يحدد مدة وجود مستشاري التحالف الدولي في العراق، ومباشرة الخفض التدريجي المدروس لهم على الأرض العراقية، وإنهاء المهمة العسكرية للتحالف ضد داعش، والانتقال إلى علاقات ثنائية شاملة مع دول التحالف، سياسية واقتصادية وثقافية وأمنية وعسكرية، تتسق مع رؤية الحكومة العراقية».

وتابع بيان الخارجية، «نخص بالذكر اتفاقية الإطار الاستراتيجي التي تنظم العلاقات الشاملة بين العراق والولايات المتحدة الأميركية وتعكس الرغبة المشتركة في التعاون بين الجانبين بما يحقق مصالح البلدين، ويسهم بتعزيز دور العراق الإقليمي والدولي، بما يليق بمكانته التاريخية وبناء أفضل العلاقات مع المجتمع الدولي خدمةً لمصالح الشعب العراقي وتطلعاته».

وعبّر الجانبان عن «دعم أعمال اللجنة وتسهيل مهامها والامتناع عن كل ما يعرقل أو يؤخر عملها، فإن الحفاظ على مسار أعمال اللجنة ونجاحها في تحقيق مهمتها يعد مصلحة وطنية، إضافة إلى أنه يسهم في الحفاظ على استقرار العراق والمنطقة»، حسب البيان.

ترحيب أمريكي

بدورها، أعربت السفيرة الأميركية لدى العراق، آلينا رومانوسكي، عن ترحيبها ببدء أعمال اللجنة العسكرية العليا الأميركية العراقية HMC، وذلك بعد اتفاق بغداد وواشنطن على صياغة جدول زمني، لإنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق.

وفي تغريدة على منصة «إكس»، قالت رومانوسكي: «تبنى هذه اللجنة على المباحثات الثنائية السابقة والنجاحات التي حققتها حملة العراق لهزيمة داعش بالشراكة مع عملية العزم الصلب».

ورأت أن «الانتقال الى شراكة أمنية ثنائية مستدامة أمرٌ مهم»، مؤكدة التزام الولايات المتحدة المستمر بـ «دعم أمن المنطقة وسيادة العراق». 

وجاءت تغريدة رومانوسكي، بعد بيان لوزارة الدفاع الأميركية حول ما تم الاتفاق عليه بين العراق والولايات المتحدة.

«اتفاق تام»

من جانبه، أكد حسين علاوي مستشار رئيس الوزراء، أن هناك «اتفاقاً تاماً» بين الحكومة العراقية وقيادة التحالف الدولي على «إنهاء» مهامه، وما يجري هو «وضع جدول زمني» من خلال اللجنة العسكرية العليا.

حسين علاوي، قال إن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني «قاد حواراً طويلاً لإنهاء وجود التحالف الدولي وإعادة النظر بعلاقات العراق كحكومة اتحادية ودول التحالف الدولي».

وشدد على أنه «كانت هناك استجابة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وسيجري حوار استراتيجي خلال الفترة الحالية والمقبلة في إطار إنهاء هذه المهام التي كان من المفروض أن تنتهي في 2017، كون الظروف التي أسست التحالف الدولي في أيلول 2014 قد انتهت وهي نهاية التنظيم الإرهابي داعش، وانتصار القوات المسلحة العراقية».

مستشار رئيس الوزراء أوضح أن اللجنة العسكرية «ستضع الإطار الفني بعد توفر الإرادة السياسية من قبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وكذلك دول التحالف بقيادة الولايات المتحدة».

حسين علاوي لفت إلى أن وزارة الخارجية الأميركية «تمثل القرار السياسي الأمريكي، وبالتالي تعمل إلى جانب وزارة الدفاع الأمريكية على حوار استراتيجي مع الحكومة العراقية في إطار إنهاء مهام التحالف الدولي».

الحكومة لا تضمن السيطرة على الكاتيوشا

واستبعد رئيس مركز التفكير السياسي في العراق، احسان الشمري، ان تقدم الحكومة ضمانات للجانب الامريكي بعدم استهداف تواجدها في القواعد العسكرية على الرغم من انها تتجه الى اجراء مفاوضات انهاء هذا التواجد مع الجانب الامريكي، مشيرا الى ان بيانات الشجب والادانة التي تطلقها الحكومة بعد استهداف الاراضي العراقية، من دون القدرة على وقف الهجمات المتبادلة جعل الحكومة في دائرة الضعف.

وقال الشمري، في حديث صحفي، انه «على الرغم من ان الحكومة العراقية ماضية بعقد جولة مفاوضات لإنهاء تواجد التحالف الدولي، لكنها لا تمتلك ضمانات تقدمها للتحالف الدولي ولأمريكا على وجه الخصوص، بوقف الضربات التي تنفذها الفصائل، مع احتمالية ان تستمر هذه المفاوضات اشهر طويلة».

واضاف، انه «في ظل هذا الالتباس قد تستمر علميات الاستهداف المتقابلة، مع التذكير بان الرئيس الاميركي ومن خلال رسالته الى الكونغرس اعطى تفويضا حربيا للقوات الاميركية للدفاع عن نفسها».