اخر الاخبار

تشهد بلادنا المزيد من التصعيد في الهجمات بين الفصائل المسلحة العراقية وقو الولايات المتحدة الأمريكية، التي استأنفت توجيه ضربات جويّة لفصائل تابعة للحشد الشعبي في محافظتي بابل والأنبار، تتهمها بالوقوف وراء الهجومات التي تستهدف القواعد الأمريكية في العراق وسوريا.

وتأتي هذه الاعتداءات المرفوضة والمدانة لتزيد من الضغط الذي تتعرض له واشنطن من جانب بغداد لسحب قواتها من العراق.

وتعرّضت القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا لأكثر من 150 هجوماً منذ منتصف تشرين الأول، وفقاً للبنتاغون.

وكان الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، حذر في وقت سابق من تطورات في ملف الهجمات والهجمات المضادة التي تحصل على الساحة العراقية، مشيراً إلى أن العراق تلقى 3 تحذيرات دولية.

وقال فهمي في حديث تلفزيوني سابقا، إن «نتائج هذه العمليات لا تترتب على الحكومة فقط، بل على العراق بشكل عام»، مبينا أن «أشكال التضامن مع الشعب الفلسطيني متعددة، وإن أردنا الضغط على الكيان الصهيوني، فيجب أن يكون القرار عراقيًا. بمعنى أن تتخذ الدولة هذا القرار، وأن تكون قادرة على الدفاع عنه وتتحمل نتائجه».

تأكيد أمريكي سريع

ولم تتأخر القيادة المركزية الأميركية (سينتكوم) في تأكيد قيامها بقصف مقرات تابعة لإحدى فصائل الحشد الشعبي «رداً على الهجمات التي شنتها على قاعدة الأسد الجوية في غرب العراق في 20 كانون الثاني».

وقالت إن ضرباتها استهدفت مقارا ومواقع لتخزين الصواريخ والقذائف وقدرات الطائرات بدون طيار الهجومية أحادية الاتجاه. فيما توعدت الفصائل التي استهدفها القصف الأميركي برد حازم.

وفي الاثناء، قال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، «نحن لا نسعى إلى تصعيد الصراع في المنطقة، لكننا مستعدون تماما لاتخاذ المزيد من التدابير لحماية شعبنا ومرافقنا، لذا ندعو هذه الجماعات ورعاتها إلى وقف الهجمات على الفور». وقبل يوم واحد، كانت وزارة الخزانة الأمريكية قد وجّهت عقوبات إلى شركة فلاي بغداد وثلاثة من قادة الفصائل؛ إذ تواجه شركة الطيران اتهامات أمريكية بالعمل على الأسلحة والأموال المهربة لصالح الفصائل.

هذه الإجراءات الأمريكية، زادت من حرج حكومة السوداني وأحزاب الإطار التنسيقي أمام الشارع، كونها أثبتت عدم قدرة الحكومة على لجم جماح تلك الفصائل، وإقناع الجانب الأمريكي بإيقاف عمليات قصفه الجوي لمقار وقيادات فصائل محددة ضمن قوات الحشد الشعبي.

مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، وصف الضربات الأميركية التي نُفذت في ساعة مبكرة من يوم أمس الأربعاء بأنها “لا تساعد على التهدئة” معتبرا إياها “اعتداء صارخا على السيادة العراقية”.

وأضاف الأعرجي في بيان، أنّ “على الجانب الأمريكي الضغط لإيقاف استمرار العدوان على غزة، بدلاً من استهداف وقصف مقرات مؤسسة وطنية عراقية”.

«تصعيد غير مسؤول»

وفي بيان أصدره الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة يحيى رسول، دعا العراق المجتمع الدولي إلى تولّي مسؤوليته في دعم السلم والأمن، ومنع كل التجاوزات التي تهدد استقرار العراق وسيادته، مشيراً الى التعامل مع هذه العمليات على أنها “أفعال عدوانية”، في رد على القصف الأمريكي الي طال مقرات لإحدى فصائل الحشد الشعبي.

وقال رسول: “في إصرار واضح على الإضرار بالأمن والاستقرار في العراق، تعود الولايات المتحدة لتنفيذ ضربات جوية ضد أماكن وحدات عسكرية عراقية من الجيش والحشد الشعبي، في منطقتي جرف النصر والقائم”.

وأضاف، أنه “في الوقت الذي قطعت فيه التفاهمات، بشأن دور ومهام عناصر التحالف الدولي ومستشاريه المتواجدين في العراق، شوطاً إيجابياً على طريق تنظيم العلاقة المستقبلية، نجد هذه الأفعال ترتكب لتتسبب في عرقلة هذا المسار، والإساءة لكل الاتفاقات ومحاور التعاون الأمني المشترك”.

يحيى رسول، وصف الفعل بـ”المرفوض، ويقوّض سنوات من التعاون ويتجاوز على سيادة العراق بشكل سافر، ويؤدي إلى تصعيد غير مسؤول”.

البرلمان يطالب بإخراج القوات الأجنبية

وعقب اندلاع الحرب بين عناصر حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل في 7 تشرين الأول الماضي، تعالت الأصوات داخل العراق مطالبة بخروج القوات الأجنبية (التحالف الدولي، القوات الأمريكية) من العراق، رداً على الموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل.

ودانت رئاسة مجلس النواب، أمس الأربعاء، “الاعتداء الأمريكي على المقرات الأمنية في بابل والأنبار”، معربة عن استنكارها “الشديد لاستمرار التجاوز السافر على السيادة العراقية، وعدم احترام المواثيق والاتفاقيات الدولية والثنائية من قبل الولايات المتحدة”.

وجددت الرئاسة في بيان لها، مطالبتها “الحكومة، في الإسراع في تنفيذ قرار مجلس النواب القاضي بإخراج القوات الأجنبية من البلاد وبشكل كامل، والتي بات وجودها يهدد أمن واستقرار العراق وسلامة أبنائه”، معتبرة “التهاون في تطبيقه مخالفة صريحة للتشريعات والإرادة الشعبية، وان سيادة العراق ودماء شعبه خط أحمر لا يمكن السماح بالتعدي عليهما” .

وأكد البيان ان مجلس النواب داعم لتوجهات الحكومة بتقديم شكوى رسمية لمجلس الامن الدولي بشأن تكرار الخروقات الأمريكية داخل الأراضي العراقية.

مستشار حكومي يحذف منشوره!

وحذف هشام الركابي، مستشار رئيس مجلس الوزراء، تدوينة على موقع (X)، أعلن فيها عن نية الحكومة تقديم شكوى إلى مجلس الأمن، بشأن القصف الأمريكي على القائم وجرف الصخر.

ضبط التصريحات الحكومية

بدوره، ابدى الناشط المدني علي البهادلي، استغرابه من عدم تمكن الحكومة من ضبط إيقاع التصريحات التي تصدر عنها بواسطة المتحدثين الرسميين او المستشارين.

وقال: ان “التخبط الإعلامي الذي شهدناه بعد قصف الاحتلال الأمريكي، يدل على الارتباك السياسي والإعلامي لدى الحكومة والكتل التي تدعمها”، معتبرا ان “نهج المحاصصة المتجذر أوصل عددا من المسؤولين الى مراكز القرار، وهم ليسوا مسؤولين امام رئيس مجلس الوزراء، انما امام رؤساء الكتل المتنفذة التي دفعت بهم الى هذه المناصب. وبالتالي فإن التصريحات التي تصدر عنهم في الكثير من الأحيان تعكس مواقف كتلهم السياسية وليس الحكومة”.

وشدد الناشط على ضرورة حصر التصريحات الرسمية بالناطقين الرسميين، وان تعمل الحكومة على تنفيذ الالتزامات التي وضعتها على نفسها في جدولة الانسحاب الأمريكي من العراق، وضبط الامن وحصر السلاح بيد القوات الأمنية الرسمية الدستورية.