اخر الاخبار

العراق، ساحة لتصفية الحسابات أم دولة ذات سيادة؟

نشر موقع المجلس الأطلسي مقالاً حول الصراع الذي يحدث على الأرض العراقية بين الولايات المتحدة من جهة وإيران وحلفائها من جهة ثانية، والتي كان أبرزها ضرب مواقع مدنية في أربيل بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة والهجوم الجوي الذي نفذته طائرات أمريكية على موقع عسكري عراقي في وسط بغداد.

عمداً أم سهواً؟

ورداً على التساؤل عما إذا كانت الصواريخ البالستية قد أطلقت لتستهدف فعلاً البيوت التي دمرتها، أم أن ذلك حدث بعد أن ظلّت الصواريخ طريقها، أشار المقال إلى أن الصراع بين واشنطن وطهران، اتخذ منذ فترة طويلة شكل افعال وردود افعال انتقامية، غالباً ما لا تبدو متطابقة في المظهر والجوهر، لكنها متماثلة على نحو ما. وربما يأتي اغتيال رجل الإعمال الكردي في هذا السياق، كرد من طهران على اغتيال قادة عسكريين من قواتها أو قادة حلفائها.

بدائل العنف

ونقل المقال عن مسؤول كردستاني قوله، بأن مشكلة أربيل ليست في اختيار الأصدقاء، وانما في عدم قدرتها على اختيار الجيران، وتأكيده على أن العراق كان سيستجيب لطلب طهران، كبح جماح السلوك المناهض لإيران من داخل أراضيه، خاصة إذا ما كفت هي الأخرى عن استهداف خصومها وأعدائها على الأرض العراقية.

احترام قواعد الإشتباك

ويبدو، حسب كاتب المقال، أن طهران أرادت أيضاً ارسال رسالة إلى أربيل، تتعلق بنشاط أكراد مناهضين لها، يقيمون في كردستان العراق، من دون المخاطرة بشكل كبير بصراع إقليمي أوسع، لاسيما وقد صرحت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الامريكي، بعدم استهداف الهجمات لأي أفراد أو منشآت أمريكية.

وأعرب الكاتب عن اعتقاده بأن هذه الهجمات لن تكون الأخيرة، حيث أعلنت طهران بأن (المعركة بين الخير والشر لا تنتهي أبداً)، رغم إحجام ايراني واضح عن التصعيد إلى حرب مع الغرب، ناصحاً الخبراء الذين يدعون إلى رد امريكي أكبر عليها، بأن يأخذوا هذه الأمور بنظر الإعتبار.

ساحة لتصفية الحسابات

ولموقع “ميدل إيست آي” البريطاني، كتب سيان ماثيوس تقريراً، اشار فيه إلى أن العراق بات الساحة المفضلة لتصفية الحسابات بين واشنطن وطهران، مشيراً إلى أن تنديد بغداد بالهجمات الإيرانية والأمريكية داخل حدودها الوطنية، يكشف حجم الحرج الذي تعاني منه حكومة العراق، والقلق الذي يعيشه هذا البلد في ظل تصاعد القتال في غزة ومخاطر توسع نيرانه إلى خارجها من جهة، واستعراض العضلات الذي تقوم به كل من طهران وواشنطن، وهما يجدان من يقاتل خصومهما بالنيابة عنهما من جهة اخرى.

وأكد الكاتب على أن الصراع في العراق، يبدو ربما في أشد حالاته تعقيداً اليوم، حيث تمثل الحرب في فلسطين فرصة لطهران وحلفائها لإخراج القوات الامريكية من العراق، فيما تلوح الولايات المتحدة بعصا الدولار لمنع ذلك، لاسيما مع استفادة الأطراف الأولى من علاقات العراق الاقتصادية مع الغرب للحصول على الأموال.

ضعف الدولة

وذكر ماثيوس بأن ضعف وانقسام الحكومة العراقية قد أدى ويؤدي لعجزها عن التحكم بهذا الصراع بين القوى الأجنبية، على أراضيها، مشيراً إلى أن إدارة بايدن كانت قد بدأت مفاوضات مع بغداد، حول مستقبل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق، وهي المفاوضات التي توقفت بعد اندلاع الحرب في غزة، بسبب تغير نهج واشنطن، التي يعتمد وجودها في سوريا أيضاً على اتفاقها مع بغداد.

ولفت الكاتب الانتباه إلى أن الجميع مقتنع بأن بغداد تسعى إلى الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع واشنطن، بسبب ارتباط الموارد المالية للعراق بها وبشكل معقد، وحاجتها إلى الحماية الأمريكية من الدعاوى القضائية، وإصدار إعفاءات من العقوبات، وهو ما عكسته الحملة الامريكية الاخيرة على تبييض الأموال، والتي خلقت أزمة في تصريف العملة الوطنية.