اخر الاخبار

لعبة جرّ الحبل بين بغداد وواشنطن

كتب براد دريس مقالاً لصحيفة (ذي هيل) الأمريكية حول تأثير تصاعد العنف في الشرق الأوسط على العلاقات العراقية الأمريكية، أكد فيه على ان الهجمات المتبادلة بين فصائل مسلحة وبين القوات الأمريكية، تعّد اختبارًا لعلاقة إدارة بايدن ببغداد، التي جددت دعواتها للقوات الأمريكية لمغادرة البلاد.

هل سينسحبون؟

وذكر المقال بأن قضية انسحاب هذه القوات بقيت حتى فترة قريبة قضية عراقية، سواء في الهجمات التي تشن على مواقعها أو في الدعوة السياسية المتكررة للحكومة بضرورة سحب القوات والبدء بمفاوضات هادئة لتنظيم ذلك. إلا أن الضربة التي وجهتها إيران إلى العراق، ضد ما زعمت بأنه قاعدة تجسس إسرائيلية قرب أربيل، هددت بتصعيد التوترات في المنطقة، مما قد يعني بأن على البنتاجون أن يسحب قواته، إذا ما أصر رئيس الحكومة العراقية على تنفيذ التزامه. واعتبر المقال ذلك، نصراً لإيران واضعافاً لسياسة واشنطن في الشرق الأوسط.

ورغم دعوة بغداد لوضع خارطة طريق تضمن الإنسحاب، وذلك لتجنب المزيد من التوترات وتشابك القضايا الأمنية الداخلية والإقليمية، أكد البنتاغون على إن الولايات المتحدة على اتصال منتظم مع الحكومة العراقية وليس لديها خطط للمغادرة، وإنها تنظر إلى العراق باعتباره شريكاً قيّماً ومهماً وستستمر في التواصل معه.

أمن واستقرار البلد

وأعرب كاتب المقال عن اعتقاده بأن الضربات المتكررة ستسحب العراق إلى معركة خطيرة بين إيران وحلفائها من جهة وبين الولايات المتحدة على أرض العراق، مما سيضاعف من مشاكله بعد عقد من حربه مع داعش، مشيراً إلى اشتداد وجهة النظر السلبية تجاه الولايات المتحدة في البلاد، لاسيما بعد الدعم المطلق الذي قدمته واشنطن لتل أبيب في حربها ضد غزة، وفي أجواء التعاطف الكبير مع حقوق الفلسطينيين. ونقل المقال عن صحيفة بوليتيكو تصورها بأن رئيس الحكومة العراقية قد يعمل على إخراج القوات الأجنبية حتى ولو لم يك مؤمناً بذلك تماماً، لإدراكه بأن طهران اختارت الوقت المناسب للضغط بهذا الإتجاه.

الأساس القانوني

وأكدت الصحيفة في مقالها على أن للعراق السلطة التامة التي تمكّنه من إخراج القوات الأمريكية من أراضيه، لأنها تعمل بناء على دعوة من الحكومة وليس بموجب أي معاهدة أو اتفاق رسمي. ونقلت عن المراقبين قولهم بأن قلق بغداد لا يتعلق بشكل رئيسي بالحرب بين الولايات المتحدة وإيران أو حلفائها، بل يتركز في حرصها على ضمان السلام داخل حدود البلاد، وهو ما يقلق العراقيين ويبعث فيهم الاستياء مما يحدث، بعيداً عن ارادتهم.

تحدي واشنطن

ونشر موقع المجلس الأطلسي تقريراً حول ما يتوقعه الخبراء بعد الهجمات العسكرية الايرانية على أربيل، والتي أدت إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة سبعة عشر آخرين، وتدمير مواقع مدنية عديدة، بدعوى وجود مواقع للموساد الإسرائيلي، رداً على استهداف الأخير لقادة ومواقع ايرانية. واعتبر التقرير الهجوم تحدياً للولايات المتحدة، قد يزيد المخاوف الشعبية من أن تؤدي هذه التوترات إلى اقحام العراق في أي حرب قادمة بين الولايات المتحدة وإيران.

رب ضارة نافعة

وذكر التقرير بأن الولايات المتحدة كانت قد وجدت نفسها بين خيارين صعبين، اما الإنسحاب من العراق أو تحّمل هجمات الفصائل المسلحة، غير أن الصواريخ الإسرانية على أربيل، والتي أصابت مناطق مدنية وسببت أضراراً جانبية كبيرة، وكشفت عن ثغرات في قدرة بغداد على الدفاع عن سيادتها ضد أي هجوم خارجي، ربما ستشكل فرصة لواشنطن للخروج من المأزق وتحسين العلاقة مع بغداد عبر زيادة الدعم لقوات الدفاع الجوي العراقية أو تحسين التعاون الاقتصادي او تنفيذ الإتفاقيات الأمنية المشتركة.