اخر الاخبار

في إجراء يعد الأول من نوعه منذ الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003، أقدمت الحكومة العراقية على تقديم شكوى الى مجلس الامن الدولي، احتجاجا على القصف الإيراني الذي طال مدينة أربيل، والذي وصفه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بـ»العمل العدائي».

ففي ليلة 15 كانون الثاني الجاري استهدف الحرس الثوري الإيراني مدينة أربيل، بقصف صاروخي، تسبب في وفاة أربعة مواطنين وإصابة 16 آخرين بجروح.

ومن بين 11 صاروخاً إيرانياً استهدفت أربيل، سقطت خمسة على منزل رجل الأعمال (بيشرو دزيي) ما أسفر عن قتله مع إحدى بناته، وضيف عنده وعاملة في منزله.

عمل عدواني واضح

واعتبر رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، أن الضربة التي استهدفت أربيل كانت عملاً عدوانياً واضحاً ضد العراق، كما تعد تطورا خطيرا يقوض العلاقة القوية بين العراق وإيران.

السوداني قال في لقاء أجراه مع وسائل إعلام أمريكية، على هامش مشاركته في منتدى دافوس العالمي في سويسرا، إنّ «القصف الإيراني على مدينة أربيل عمل عدائي واضح»، ضد العراق.

وعن تداعيات الاستهداف لأربيل، عدّ رئيس الحكومة أن الحادث يمثل «تطوّرا خطيرا»، ويقوّض العلاقة القوية بين العراق وإيران، مؤكداً ان الحكومة العراقية تحتفظ بحقها في اتخاذ كل الإجراءات الدبلوماسية والقانونية بما يتطابق مع مبدأ السيادة الوطنية.

ووجّه رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلّحة، من دافوس المدينة السويسرية، مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، بتقصي المعلومات حول القصف الإيراني، الذي طال مدينة أربيل، وأسفر عن سقوط ضحايا.

ادعاءات غير صحيحة

الأعرجي قال إن الادعاءات التي تتحدث عن استهداف مقر للموساد في أربيل «لا أساس لها من الصحة».

وأضاف في تغريدة على منصة إكس، «اطلعنا ميدانياً وبرفقة أعضاء اللجنة التحقيقية، على منزل رجل الأعمال المستهدف في أربيل، وتبين أن الادعاءات التي تتحدث عن استهداف مقر للموساد لا أساس لها من الصحة»، مؤكدا مواصلة الاجتماعات مع الأجهزة الأمنية في الإقليم «وسنرفع التقرير للقائد العام».

شكوى ضد إيران

وعلى أثر ذلك، أعلنت وزارة الخارجية تقديم شكوى رسمية ضدّ إيران إلى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، على خلفية الهجوم الصاروخي الإيراني.

وذكر بيان صادر عن الخارجية، أن «العراق تقدّم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، يوم الثلاثاء الموافق 16/ 1/ 2024، تتعلق بالعدوان الصاروخي الإيراني الذي استهدف مدينة أربيل، وأدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين الأبرياء، وإصابة آخرين، وتسبب بأضرار في الممتلكات العامة والخاصة».

يشار إلى أن وزارة الخارجية رفعت شكوى بموجب رسالتين متطابقتين إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي عبر الممثلية الدائمة لجمهورية العراق في نيويورك، أكدت فيهما أن هذا العدوان يُعد انتهاكاً صارخاً لسيادة العراق وسلامته الإقليمية وأمن الشعب العراقي، بحسب البيان.

مذكرة احتجاج

واضافة الى ذلك، اتخذت الحكومة عدداً من الإجراءات، من بينها قيام وزارة الخارجية باستدعاء القائم بالأعمال الإيراني في بغداد أبو الفضل عزيزي وتسليمه مذكرة احتجاج «أعربت فيها جمهورية العراق عن إدانتها واستنكارها الشديدين للاعتداء».

وعلى أثر ذلك، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية سفير جمهورية العراق لدى طهران نصير عبد المحسن، «لغرض التشاور».

إدانات أممية وعربية

وحول الاستهداف الإيراني لأربيل، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، إن لإيران قراءة مغلوطة للأوضاع، وأنها بتصرفاتها هذه تعرض المنطقة للخطر.

ودعا المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة كل الأطراف إلى «الابتعاد عن أي تصرف يزيد من التوتر»، مضيفاً أنهم بالضد من أي هجوم ينتهك سيادة أي دولة، مشيراً إلى أنه على الدول أن تحترم سيادة بعضها البعض، خاصة وان ايران ليس لديها ما يثبت ادعاءاتها».

وتزامناً مع ذلك، دانت المتحدثة باسم رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، مونيكا غرايلي، استهداف أربيل، وقالت: «إن تصعيد التوتر لا يخدم أي طرف».

كما دانت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) في بيان، الهجوم الإيراني بشدة.

وقررت جامعة الدول العربية، عقد جلسة طارئة لمناقشة القصف الإيراني على مدينة أربيل، بحسبما أفادت الخارجية العراقية.

وقالت الوزارة في منشور على منصة «اكس»، أن الجامعة العربية ستعقد جلسة طارئة لمناقشة القصف الإيرانية على أربيل، مشيرة إلى أن أمينها العام،  أحمد أبو الغيط، أدان الضربة.

الحرس الثوري يتبنى..

وأعلن الحرس الثوري الايراني عبر عدة بيانات قصيرة عما وصفه «تدمير أماكن تجمع القادة والعناصر الرئيسية المرتبطة بالجرائم الإرهابية الأخيرة في مدينتي كرمان وراسك (جنوب شرق ايران)، في سوريا، فضلاً عن مقر تجسس للكيان الصهيوني في إقليم كردستان العراق، بالصواريخ الباليستية»، بحسب قوله.

يذكر أن هذه هي المرة الثانية التي تستهدف فيها إيران منزل رجل أعمال في أربيل وتدعي أنها ضربت مقراً استخباراتياً إسرائيلياً.

هل يعلق الاتفاق الأمني مع طهران؟

من جهته، شدّد وزير الدفاع ثابت العباسي، على أنّ القصف الإيراني على إقليم كردستان مدان ومرفوض رفضا قاطعا. وقال العباسي في تصريحات متلفزة، إنّ هذه الهجمات تتنافى مع الاتفاقية الأمنية مع إيران، والتي من الممكن الذهاب إلى تعليقها.

وأضاف، أنّ ما تقوم به إيران يضر العلاقات الثنائية، وكان عليها تقديم ما تمتلكه من معلومات عن أنشطة تجسس في أربيل للسلطات العراقية للتحقق منها.

وألغى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ورئيس حكومة اقليم كردستان مسرور بارزاني، اجتماعهما مع وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان، عقب الضربات الإيرانية الصاروخية على أربيل، عاصمة إقليم كردستان.

تظاهرة: أنتم تقتلون مدنييّنا

وأمام مقر الأمم المتحدة في أربيل، تجمهر مئات المواطنين احتجاجاً على الهجمات الصاروخية الإيرانية على مدينة أربيل، ورفع المحتجون شعارات مختلفة إلى جانب علم كردستان.

وجاءت التظاهرة بعد ساعات من قصف الحرس الثوري الإيراني لأربيل، بمشاركة مئات الأشخاص.

«لا يوجد مبرر لهجماتكم، وأنتم فقط تقتلون مدنييّنا»، كان أحد الشعارات التي رفعها المحتجون في أربيل ضد إيران أمام مقرّ المنظمة الأممية، إلى جانب شعار «رسالة أربيل هي السلام والتعايش، وجوابكم هو القمع والاختفاء» وتم رفعه باسم أهل أربيل.