اخر الاخبار

العلاقات العراقية ـ الأمريكية

رغم الاهتمام الكبير الذي حظيت به أحداث عدوان الكيان الصهيوني المتواصل على غزة، وتداعياته على منطقة البحر الأحمر، فقد بقي موضوع العلاقات العراقية الأمريكية متصدراً العديد من المواقع الأخبارية ومادة رئيسية للمحللين السياسيين.

خطر جدّي

ففي صحيفة (ذا هيل) الأمريكية، أكد أحد التقارير على أن إدارة بايدن، باتت تشعر بأن الهجمات التي تشنها واشنطن وحلفاؤها على اليمن، هي أقل خطراً من التهديد الذي يواجه قواتها في العراق، وأن مؤشر الخطر هذا قد بلغ مستويات غير مسبوقة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الهجمات المائة التي شنتها فصائل مسلحة عراقية على القوات الأمريكية في البلاد، والهجمات الست التي ردت بها القوات الأمريكية، والتي راح ضحيتها عدد من العسكريين العراقيين، لاسيما بعد بدء المعارك في غزة، تجعل من العراق بارود برميل يهدد تفجر الأوضاع في المنطقة، مما يضّر كثيراً بمصالح واشنطن في الشرق الأوسط، على حد تعبيرها.

حقيقة أم دعاية

وفي مقال كتبته لموقع (Breaking Defence) حول موضوع طلب رئيس الحكومة العراقية سحب القوات الأمريكية من بلاده، رأت الكاتبة اكنش هولو، بأن الطلب يبدو بلا مضمون، لأن الجنود الأمريكيين لن يغادروا في وقت قريب.

ونقلت عن نورمان ريكليفس، المستشار السابق لوزير الداخلية العراقي، تصوره بعدم وجود اي فرصة لمغادرة القوات الأمريكية العراق في المستقبل القريب، لأنه يعتقد بوجود حاجة لها من أجل دعم القوات المسلحة العراقية في حربها ضد تنظيم داعش، وإنها موجودة بدعوة من حكومة بغداد.

ورأت الكاتبة بأن كثيرا من المحللين متفقون مع تصورات ريكلفيس، لاسيما وان عدداً من المسؤولين الأمريكيين قد ادعوا بأن بغداد لا تريد على الأرجح إخراجاً قسرياً للقوات، في وقت ذكرت فيه صحيفة بوليتيكو، بناءً على تسريب لبرقية وزارة الخارجية الأمريكية، من أن رئيس الحكومة العراقية قد أخبر واشنطن بشكل خاص أنه يريد بقاء القوات الأمريكية، وأن دعوته جاءت لتهدئة الضغوط الداخلية.

 الاعتماد على الذات

وحول مدى قدرة القوات العراقية على محاربة الإرهاب بمفردها، ذكرت الكاتبة استناداً إلى جون الترمان، الباحث البارز في “مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية”، بأن ذلك ممكن رغم انه سوف يكون جهداً مكلفاً جداً وأقل فاعلية، معرباً عن اعتقاده بوجود مصلحة لكلا الطرفين في هذا التواجد. وأخيراً، أشار المقال إلى أن الأمريكان يستفيدون في تعاملهم مع هذه القضية من مخاوف العراقيين من عودة داعش، التي وصلت قبل سنوات إلى بعد 24 كيلومترا من عاصمتهم. كما ينقل عن المحلل العسكري أحمد الشريفي، قوله بأن القوات الأمريكية لن ترحل إلى أي مكان، لأسباب جيوسياسية، وبسبب وجود تفويض أممي لها بالدخول إلى العراق، بحيث يتطلب خروجها تفويضاً مماثلاً على حسب تعبيره، مؤكداً على أن العراق جزء لا يتجزء من الضمانات الأمنية لمصالح الولايات المتحدة، وحاجز أمام تمدد المصالح الصينية والروسية في المنطقة.

مزيد من القوات

من جهة أخرى، كشفت شبكة “سي بي سي نيوز” عن استعداد واشنطن لإرسال قوة عسكرية كبيرة، قوامها 1500 شخص إلى العراق وسوريا في إطار مهمة (العزم الصلب) الخاصة بمحاربة تنظيم داعش الإرهابي. ونقلت عن مقدم من أفراد هذه القوة، قوله بأن لديها من الأفراد والتدريب والمعدات التي تحتاجها للقتال وتحقيق الانتصار. وبينت الشبكة بأن القوة قد انتقلت إلى تكساس للاستعداد والتدريب على مهمتها.