اخر الاخبار

كردستان وانتخابات البرلمان

نشر معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، مقالاً للكاتب رينوار نجم، حول انتخابات برلمان إقليم كردستان، والتي من المؤمل إجراؤها في العام الحالي، أشار فيه إلى أن تصاعد المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، قد دفع بمجموعة من القوى والشخصيات المعارضة، إلى السعي لتجميع قدراتها وتبوء موقع مناسب في الساحة، التي يهيمن عليها منذ أمد طويل الحزبان الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني.

مخاوف من تقويض الفيدرالية

وأشار الكاتب إلى مجموعة من التحديات السياسية والاقتصادية غير المسبوقة التي تواجه حكومة وأحزاب كردستان العراق، ومنها مساعي أطراف في الحكومة الاتحادية لتقويض المؤسسات الرئيسية للإقليم من الناحية القانونية، فيما خلق عدم الاتفاق المالي بين أربيل وبغداد وضعاً صعباً للغاية، بقي بسببه ملايين الموظفين العموميين بدون رواتب لعدة أشهر، مما أدى إلى خيبة أمل واسعة النطاق ولتفاقم الاستياء العام ضد الأحزاب الحاكمة، التي شهدت شعبيتها تراجعات ملحوظة، خاصة في انتخابات البرلمان الفيدرالي 2021، حيث حققت هذه الأحزاب مجتمعة 22.7 بالمائة فقط من إجمالي اصوات الناخبين في الإقليم.

المعارضة في الإقليم

واوضح الكاتب بأن هناك ثلاث كتل معارضة تواجه الحزبين الحاكمين، أولها يقودها رجل أعمال تحول إلى سياسي وحقق شعبية في الانتخابات البرلمانية العراقية في عامي 2018 و2021. اما الكتلة الثانية فتتمثل بالأحزاب الإسلامية، التي حققت مجتمعة 12 بالمائة في انتخابات 2018. اما الكتلة الثالثة، المكونة من حركات فاعلة أو كانت كذلك ثم انحسر نفوذها، فإنها الاكثر اهتماماً بتنظيم جهودها وتجميع قواها لتحقيق نتائج جيدة في انتخابات شباط المقبل.

صعوبات جدية

وشارك الكاتب الكثيرين في كردستان اعتقادهم، بأن وجود كتلة جديدة معارضة، لن يقلص من هيمنة الحزبين الرئيسيين بشكل ديمقراطي، بسبب تمتعهما بنفوذ كبير في المؤسسات الحاسمة، الأمنية والاقتصادية والقانونية. كما تحتاج هذه المعارضة أيضاً إلى إعادة بناء الثقة في العمليات الانتخابية والديمقراطية في الإقليم، واقناع المقاطعين، الذين فاق عددهم نصف الناخبين، بالمشاركة في الإقتراع.

كما اشار إلى أن أبرز مشاكل هذه المعارضة لا تتعلق بالخلافات السياسية او البرنامجية او تلك التي تستند لمفاهيم فكرية، بل ترتبط بالصراع على القيادة، وانعدام الثقة بين الشخصيات البارزة والمخاوف بشأن الخسائر الانتخابية المحتملة. كما يشكل تدني الامكانيات المالية لهؤلاء المعارضين، عقبة كبيرة أمام نشاطهم الدعائي والإعلامي وفي مساعيهم للتعريف بشعاراتهم ومرشحيهم وتعبئة الناخبين. ورأى الكاتب بأن الصراعات الداخلية بين شخصيات المعارضة، تبدو أعمق بكثير مما توحي به المظاهر الأولية، وتبادل التحايا في الاجتماعات المتعددة.  وأُختتم المقال بالتأكيد على أن السعي نحو عصر سياسي جديد في كردستان يتطلب مواجهة تحديات هائلة، والتي يحتاج التغلب عليها، التخلص النهائي من الانقسامات الداخلية، والقناعة من أن التغيير صيرورة طويلة المدى، وربما لا تظهر نتائجه في الفترة القريبة القادمة.