اخر الاخبار

العراق واتساع لهيب النزاع

حول العنف المتواصل في الشرق الاوسط، واحتمالات امتداد لهيبه ليشمل العراق، والدور متعدد الأبعاد الذي تلعبه الولايات المتحدة فيه، كتبت صحيفة (الفاينينشيال تايمز) مقالاً أشارت فيه إلى أن محاولات بايدن تجنب حرب إقليمية واسعة، لم تعّد تتسق مع الغارات الجوية التي تشنها قواته في العراق والبحر الأحمر، لاسيما مع تأييده المطلق لعدوان حليفته اسرائيل، ولتوسيع عملياتها العسكرية إلى داخل لبنان والضفة الغربية.

تزايد المخاطر

واعتبر كاتب المقال هذه المتغيرات نذيراً على قرب اندلاع حرب إقليمية أوسع، ربما لن يكون بمقدور أحد تجاوزها، لاسيما حين لم تفعل واشنطن شيئاً لردع اسرائيل عن مواصلة التصعيد وتماهيها مع دعاوى نتنياهو بالحاجة للدفاع عن النفس، معرباً عن تصوره بأن قناعة الإدارة الأمريكية بقدرتها على مواجهة التحديات بذكاء شديد يجنبها التورط في الصراع، قد تكون تعبيراً عن ثقة غير مبررة بالنفس، وربما تؤدي إلى تصاعد الأعمال العدائية. ورأت الصحيفة أن النجاح الوحيد الذي حققته سياسة بايدن في المنطقة حتى الان يتمثل في إعاقة امتداد الحرب لتشمل لبنان، بمنع اسرائيل من مهاجمة حزب الله.

تغير قواعد الإشتباك

وحول الاعتداء العسكري الذي قامت به القوات الأمريكية على موقع أمني عراقي في الأسبوع الماضي، نشرت وول ستريت جورنال، مقالاً للباحث مايكل نايتس، وصف فيه الاعتداء بأنه غير مسبوق أو معهود من جانب إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، مؤكداً بأن العملية وضعت الحكومة العراقية في موقف صعب للغاية، لأنها زادت من رفض الرأي العام لبقاء القوات الأمريكية على الأرض العراقية، ومثّلت فشلاً للإستراتيجية الأميركية الهادفة إلى منع توسيع دائرة الصراع إلى حد قد يعرض الوجود الأميركي في العراق للخطر.

لا خطط لدينا للإنسحاب

ولموقع Investing كتب ادريس علي و فيل استيورت مقالاً نقلا فيه عن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قولها بأنها لا تخطط حاليا لسحب قواتها البالغ قوامها نحو 2500 جندي من العراق، وإنها (ستواصل التركيز بشدة على مهمة هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية)، على الرغم من إعلان بغداد الأسبوع الماضي أنها ستبدأ عملية اجلاء التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة من البلاد.

تحديات سياسية

ولوكالة كريديندو الأوربية للتأمين، كتب المحلل أندرياس هيرنانديز تقريراً أشار فيه إلى ما يعانيه العراق من مأزق، جراء اعتماده على استيراد الطاقة من إيران وحاجته للولايات المتحدة للوصول إلى احتياطياته من النقد الأجنبي، مما يجعل تحقيق التوازن بين الدولتين تحديًا كبيرًا.

وأضاف بأن اتساع دائرة الحرب في فلسطين، قد تؤدي إلى تعقيد موقف العراق، وربما إلى زعزعة استقراره، لاسيما إذا ما تواصل تدهور الوضع الإنساني في غزة، واشتدت حدة السخط الاجتماعي المحلي، وأصر الأمريكان على التغيير الذي اعتمدوه مؤخراً في استراتيجتهم، حيث قامت قواتهم بالإعتداء على مواقع أمنية عراقية داخل بغداد.

تحديات اقتصادية 

وأعرب الكاتب عن تصوره بوجود مخاطر جدية على اقتصاد البلاد، الذي يعتمد كلياً على تصدير النفط، وهو أمر سريع التأثر بالأمن في المنطقة، إضافة إلى مخاطر فرض عقوبات ما كتقييد الوصول إلى احتياطيات النقد الأجنبي.

وبيّن المقال بأن تأخر العراق في اصلاح الاقتصاد وتنويع مصادر الموارد، أبقي اقتصاده مهزوزاً وقلقاً، حيث من المتوقع أن يصل مستوى الدين العام إلى 61.4 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2025، وهي مستويات خطرة لدولة ذات أساسيات اقتصادية كلية ضعيفة، وتتجه لزيادات متتالية في التوظيف في القطاع العام. وخلص المقال إلى أنه وعلى ضوء كل هذه المخاطر، فقد قررت الوكالة تخفيض تصنيفات المخاطر السياسية ST وMLT في العراق من الفئة 6 إلى الفئة 7.