اخر الاخبار

الضربة الأمريكية في بغداد تثير شبح حرب إقليمية أوسع

لصحيفة الواشنطن بوست كتب مصطفى سليم ولويزا لوفلوك ودان لاموت وأليكس هورتون، مقالاً أشاروا فيه إلى اتهام الحكومة العراقية للولايات المتحدة بتصعيد التوتر بين البلدين، بعد قيام طائرات الأخيرة باغتيال قادة أمنيين عراقيين في هجوم لها على مقرهم العسكري وسط العاصمة بغداد، مما اعتبره المقال مخاطرة بتسريع التداعيات الإقليمية، وخاصة تلك الناجمة عن دعم واشنطن للعملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفشل إدارة بايدن في إيقاف إراقة الدماء، حتى الآن.

قلق وسخط شعبي

ونقل المقال عن المواطنين العراقيين، خاصة أولئك الذين يعيشون قرب الموقع المستهدف، والذين اهتزت وتكسرت بعض من نوافذ منازلهم، رفضهم للعدوان وقلقهم من اتساع المشكلة ومن وقوع المزيد من أعمال العنف. كما كان هناك بعض السكان القريبين، ممن بكى حزناً، أو ممن وعد بالانتقام من الولايات المتحدة، مهدداً بعدم بقاء أي جندي أمريكي في العراق، وهو يطلق النار من بندقيته في الهواء. وأكد المقال على أن الحادثة تعد نادرة للغاية، رغم حدوث صدامات مختلفة ومتباينة المستوى، بين القوات الأمريكية وفصائل مسلحة، داخل الأراضي العراقية أو بعيداً في أراضي سوريا.

تبرير امريكي

ونقل المقال عن البنتاجون قوله بأن الضربة كانت ضرورية، لأن الضحايا كانوا من المشاركين في تخطيط وتنفيذ هجمات ضد الأمريكيين، على حد ادعائه. ويبدو حسب الصحيفة بأن الوسيلة المستخدمة كانت صاروخ جو - أرض مشترك أمريكي الصنع أو مايسمى JAGM، وهو صاروخ جديد تطلقه الطائرات الأمريكية كبديل للذخائر القديمة مثل هيلفاير.

تواجد امريكي

واشار الكتّاب الأربعة إلى أن هناك حوالي 2500 جندي أمريكي، يتمركزون في البلاد، تحت ذريعة المساعدة في منع عودة ظهور شبكة داعش الإرهابية، فيما ينتشر 900 آخرون في عدة مواقع ومعسكرات في سوريا.

وانتقد المقال بقوة، فشل إدارة بايدن، في الحد من التداعيات الإقليمية الناجمة عن الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، والتي أودت بحياة أكثر من 22 ألف شخص في الأشهر الثلاثة الماضية، معتبراً من أسباب هذا الفشل دعم واشنطن لتصرفات إسرائيل، في وقت تتزايد فيه الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين. كما ربط المقال بين تصاعد الهجمات المسلحة ضد التواجد الأمريكي في العراق وبين هذه المواقف الأمريكية، تلك الهجمات التي فاقت حتى الآن عن 115 هجومًا، تم تنفيذ معظمها بطائرات بدون طيار أو صواريخ أو كليهما.

حكومة محرجة

واشار الكتّاب في مقالهم إلى أن قيام البنتاجون بضربات رد انتقامية، تركت تأثيرها على رئيس الحكومة، الذي كان يرى وجود حاجة للقوات الأمريكية في العراق لمنع عودة تنظيم داعش، ومن المؤكد أن تزيد العملية الأخيرة، الضغط على حكومته للإسراع بإنهاء وجود التحالف، بعد عامين ونصف من انتهاء مهمتهم القتالية رسميًا في العراق.

وأعرب الكتّاب عن اعتقادهم بأن تشبيه الناطق بأسم رئيس الحكومة، العملية بالإعمال الإرهابية، مؤشر على ذلك، لاسيما حين اعتبرت بغداد هذا الاستهداف تصعيدا خطيرا واعتداءً عليها، وبعيداً عن روح ونص التفويض والعمل الذي يتواجد من أجله التحالف الدولي في العراق.

وأشار المقال إلى أن الحكومة العراقية تسعى لتحويل مسألة الوجود المستمر للقوات الأمريكية، من مظهر استضافة دولة صغيرة لهم، إلى تعاون عسكري بين دولتين متساويتين. وأوضح بأن واشنطن كانت دائماً حذرة من الانسحاب الكامل من أحد أكثر مسارحها شهرة في وقت تتزايد فيه التوترات الإقليمية.