اخر الاخبار

تواصل القوات التركية انتهاك السيادة العراقية عبر سلسلة عمليات قصف جوي يومية تشنها ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني، لكن راح ضحيتها العديد من المدنيين الأبرياء.

وتواصل هذه القوات تواجدها غير الشرعي داخل الأراضي العراقية، وسط صمت مطبق من قبل الجهات الحكومية.

أوراق الضغط

وفي هذا الشأن، يقول الأمين العام السابق لوزارة البيشمركة الفريق الأول جبار ياور، إن هناك أوراقا تستخدمها تركيا ضد العراق تمنع الجهات الحكومية من اتخاذ موقف صريح من الانتهاكات المستمرة للسيادة العراقية ألا وهي وجود عناصر حزب العمال الكردستاني والادعاء بتهديدهم للأمن التركي. كذلك ملف المياه وملف تصدير نفط الإقليم.

ويضيف الياور، أن «القوات التركية انتهكت السيادة العراقية برا وجوا لغاية نهاية تشرين الأول الماضي 514 مرة، بعد أن نفذت في العام الماضي 612 عملية من خلال سلسلة عمليات برية وجوية»، مبينا أن «الطائرات المسيرة انتهكت الأجواء العراقية بمديات وصلت إلى 300 كم ونفذت عمليات بالقرب من كركوك، وفي داخل سنجار والسليمانية وعلى طول الشريط الحدودي التركي العراقي الإيراني».

ويبين، أن «الإحصائيات الرسمية التركية والمؤشرة على خرائط وزارة الدفاع التركية تفيد بوجود 87 ثكنة ومعسكرا تركيا داخل الأراضي العراقية بعمق 10 إلى 15 كم، وفي بعض المناطق عمق 30 إلى 40 كم متر، وبعرض حوالي 200كم على طول الحدود العراقية التركية»، منتقدا «عدم وجود موقف حكومي حازم من الخروقات التركية المستمرة على السيادة العراقية».

حالة الردع

من جانبه، أكد الخبير الأمني أحمد الشريفي، أن «المعطيات الحالية تفيد بأنه في المرحلة القادمة سيكون هناك تصعيد بين حزب العمال الكردستاني وتركيا قد تكون هناك عمليات عسكرية لا تقتصر فقط على العمليات الجوية بل تمتد إلى العمليات البرية واحتمالية تنفيذ القوات التركية لاجتياح بعض مناطق الإقليم».

وأضاف، أن «على الحكومة العراقية إيجاد حالات ردع لأن ما يحصل في إقليم كردستان وما يهيئ له في سوريا يندرج ضمن المعادلات الدولية للتسوية بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا»، مشيرا إلى أن «هذه التسوية ليست خيارا عراقيا، وعليه فإن الحكومة العراقية مدعوة إلى انتهاج الطرق الدبلوماسية مع تركيا في بادئ الأمر».

وتابع، «في حال إحجام تركيا عن الكف عن انتهاك السيادة العراقية فعلى الحكومة استدعاء خيارات الردع العسكري الميداني وتفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين العراق وبين الولايات المتحدة»، متسائلا «ما هو دور الولايات المتحدة لا سيما أنها تتحدث دائما عن دعمها لإقليم كردستان وعليه فأنها مدعوة لإظهار الدعم في هذا الوقت الحساس والحرج».

تعزيز القواعد

وفي 28 من الشهر الحالي، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن تركيا ستعزز قواعدها الثابتة التي أقامتها حديثا في شمال العراق. ويأتي هذا التصريح غداة تصعيد امني خطير في العراق وسوريا بين القوات التركية واحزاب كردية معارضة.

وتنفذ القوات التركية بانتظام ضربات في العراق المجاور في إطار الهجوم الذي تشنه ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني.

ومنذ عام 2019، تشنّ تركيا سلسلة عمليات في شمال العراق بعد إعلان أردوغان عن «مفهوم أمني جديد في مكافحة الإرهاب».

وتتحدث تقارير موثقة من مصادر استخباراتية عن أن تركيا تمتلك 11 قاعدة عسكرية رئيسية في إقليم كردستان العراق، إلى جانب 19 معسكراً أساسياً تابعاً لها. وتتوزع تلك القواعد والمعسكرات على مناطق بامرني وشيلادزي وباتوفان وكاني ماسي وكيريبز وسنكي وسيري وكوبكي وكومري وكوخي سبي وسري زير ووادي زاخو والعمادية.