اخر الاخبار

كتبت ليزي بورتر مقالاً لموقع المعهد الأطلسي عن الاوضاع السياسية في العراق، أستهلته بالحديث عن آخر زيارة لوزير خارجية الولايات المتحدة لبغداد، وما رافقها من تهديدات بتصعيد العمليات العسكرية ضد التواجد الأمريكي، وبمباحثات جادة مع رئيس الحكومة حول ايقاف هذه العمليات، التي شملت ضرب معسكرات عين الأسد وحرير بطائرات مسيرة وصواريخ، ولمرات بلغت 61 عملية خلال الستة أسابيع الأخيرة. 

 ضد الوجود والانحياز الأمريكي

وأضافت الكاتبة بأن القوات الأمريكية قامت بالرد على تلك العمليات، بإعتداءات عسكرية على مواقع عراقية مما أوقع عدداً من الضحايا ودمر بعض المنشأت، قبل أن يعلن منفذو تلك العمليات عن رفضهم توقيف هذا النشاط، دون توقف الهجمات الإسرائيلية على غزة.  وأكد المقال على أن هناك تصوراً عاماً لدى العراقيين بأن الدعم الأمريكي لإسرائيل قد تعزز بالفعل في الأيام التي تلت هجوم حماس في 7 تشرين الأول، وأن واشنطن منحازة لتل أبيب بشكل تام، ولهذا فمن المرجح تواصل الهجمات ضد مصالحها في العراق وسوريا.

 تقليص التواجد الدبلوماسي

وأكدت الكاتبة على قيام واشنطن بإخلاء جميع الموظفين الأميركيين الذين أصيبوا في الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار والبالغ عددهم نحو ثلاثين، فيما رحل عن العراق جميع الموظفين الدبلوماسيين غير الأساسيين من سفارتي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في بغداد وقنصليتيهما في أربيل نتيجة للوضع الأمني غير المستقر.

وخلص المقال إلى أن هناك توافقاً عاماً بين الجميع على تجنب حدوث المزيد من عدم الاستقرار في العراق، والمحافظة على واردات كبيرة من بيع النفط وصلت إلى حوالي 9.5 مليار دولار شهرياً، إضافة إلى بعض التحسن في الاقتصاد ومراكمة النخب السياسية والتجارية لأرباح طائلة.

 الموقف الرسمي

وأشار المقال إلى أن استمرار الهجمات يعكس عجز الحكومتين في بغداد وأربيل عن منعها وغياب احتكار الدولة للقوة، رغم أن رئيس الحكومة قد أمر قوات الأمن بملاحقة العناصر المسؤولة عن هذه الهجمات، وبعدم التسامح مع الإخلال بالأمن، وابلغ مستشاره للشؤون الخارجية الكاتبة بأن الحكومة وقواتها الأمنية قد نجحت في إحباط العشرات من هذه العمليات. غير أن ماحدث قبل يومين من شن ضربات أمريكية على جرف الصخر، يّعد حسب المقال، تطوراً جديداً، قد يلجمه رغبة بعض الأطراف في الحفاظ على الحكومة وحصته منها بأي ثمن كان.

 مخاوف كبيرة

ولموقع معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، كتب بلال وهاب وسيلين أويسال مقالاً حول نفس الموضوع اشارا فيه إلى أن ما حدث فجر الأربعاء وقبله، قد ينذر بخطر الإنفجار، سواء عن قصد أو بسبب بعض الحسابات الخاطئة، مستعرضين مجموعة من الهجمات التي شُنت على القوات الامريكية في العراق وسوريا منذ بدء العدوان على غزة.

وتوقع الكاتبان أن يّعمد المهاجمون إلى ضبط النفس، لمنع نشوب حرب واسعة النطاق مع الولايات المتحدة، تعرض خططهم ومشاريعهم السياسية، التي تُنفذ على نار هادئة، للخطر، وإلى عدم تعريض وحدتهم لأي تصدع جراء الإختلافات فيما بينهم حول سبل دعم المقاومين في غزة.

ويبدو حسب الكاتبين، أن إدارة بايدن هي الأخرى لا تريد زعزعة استقرارالعراق، كشريك للولايات المتحدة، فلجأت إلى الرد في سوريا، أو إلى تجاهل الأمر احياناً، او الإكتفاء ببعض العقوبات الاقتصادية، على الرغم من ادراكها بعدم وجود علاقة مالية بين النظام المصرفي الامريكي والمعاقبين. كما قدمت إشارات إيجابية لبغداد، حين وافقت على إعفاءات جديدة تسمح للحكومة بشراء الغاز الطبيعي والكهرباء الإيرانيين، وإيداع الأموال لصالح البائع في حساب له في المصرف التجاري العراقي.