اخر الاخبار

في العشرين من شهر تشرين الثاني من كل عام، يحل اليوم الدولي للطفل، حيث تحتفل الأوطان بتكريسها حقوق أطفالها، بل وتعزيزها وترجمتها إلى أفعال لبناء عالم أفضل لهم. ففي هذا اليوم اعتمدت الجمعية العامة إعلان حقوق الطفل في عام 1959، وهو أيضا تاريخ اعتماد الجمعية العامة اتفاقية حقوق الطفل في عام 1989.

 وها هو هذا اليوم يمرّ بينما يختنق أو يموت أطفال غزة تحت القصف المدمر المستمر منذ 46 يوماً على قطاع غزة من قبل الكيان الصهيوني؛ ففي اخر تحديث حتى ساعة إعداد هذا التقرير أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 12415، والجرحى إلى نحو 32500 مصاب، منذ بداية العدوان الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة والضفة الغربية، في السابع من تشرين الاول الماضي.

ويوم أمس عبرت مجموعة أولى من الأطفال الخدج - الذين تم إجلاؤهم من مستشفى الشفاء شمالي قطاع غزة – معبر رفح إلى مصر لتلقي العلاج.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، إن 28 طفلا خديجا نقلوا في سيارات الإسعاف من المستشفى الإماراتي في جنوب غزة، والذي كانوا قد وصلوا إليه أمس الاول الأحد بعد إجلائهم من مستشفى الشفاء إلى معبر رفح تمهيدا لنقلهم لتلقي العلاج في مستشفيات مصر.

 5350 طفلاً فلسطينياً شهيداً

ولليوم الـ46 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه المدمرة على غزة، والتي خلفت أكثر من 12 ألف شهيد -بينهم 5350 طفلاً و 3250 امرأة - فضلا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75 في المائة منهم أطفال ونساء، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

 أطفال بين شهداء ومعتقلين!

السفير الفلسطيني في العراق احمد الرويضي، قال ان الشعب الفلسطيني الان يقدم تضحيات كبيرة في ظل هذه الابادة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في اجتياحه لقطاع غزة، وفي هذا العدوان البحري والبري والجوي على فلسطين، واستمرار العدوان على الضفة الغربية والقدس.

وتابع قائلا في حديث خصّ به “طريق الشعب”، أن أكثر “الضحايا الذين يسقطون في الاراضي الفلسطينية المحتلة وتحديداً في غزة هم من الاطفال والنساء والشيوخ، ومن مجموع اكثر من 12 ألف شهيد فلسطيني هناك 5350 طفل فلسطيني شهيد، عدا الاطفال الذين ما زالوا تحت الأنقاض”.

واستنكر الرويضي صمت “المجتمع الدولي الذي يدعي الديمقراطية واحترام حقوق الانسان وحماية الطفل وغيرها، والذي لم يحرك ساكنا، بل ان بعض الدول الكبرى ما زالت تعطي الضوء الاخضر للمجرم نتنياهو بأن يستمر في جريمته على الشعب الفلسطيني”.

وتابع الرويضي قائلا: “انه في المشهد الاخر هناك معتقلون أطفال تقل اعمارهم عن 14 عاما في سجون الاحتلال. لا نعرف مصيرهم ولا نعرف ما يمارس ضدهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي”.

وعبّر السفير الفلسطيني عن قلقه على الأطفال المعتقلين “في ظل عدم زيارة أهاليهم الهم، وفي ظل عدم وجود محامين يتابعون ملفاتهم او يطمئنون على أوضاعهم. كذلك تقصير الصليب الاحمر في القيام بدوره تجاههم”.

وقال السفير الفلسطيني، إنّ “رسالتنا لدعاة الحرية والديمقراطية وحماية الاطفال والحركات التي يشهدها العالم تحت عنوان حماية الطفل هي ان الطفل الفلسطيني يدفع ثمنا باهضا بثباته على حقه في الحرية والاستقلال، وحقه في ان يكون له مستقبل، وان تكون له دولة تحتضنه وتوفر له التعليم والصحة ومقومات حياة الطفولة اللازمة التي يبني من خلالها ذاته، وتخطط لحياته المستقبلية”.

واكد أن كل ذلك “لن يتحقق في ظل وجود احتلال عسكري على الارض الفلسطينية، لذلك لا يمكن لحياة الفلسطيني وحياة الطفل الفلسطيني على وجه الخصوص ان تتغير الا بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. وبغير ذلك فإن الطفل الفلسطيني سيعاني وستبقى الجرائم مستمرة”.

وخلص الى القول: “في الـ 48 قالت جولدا مائير: ان الكبار يموتون والصغار ينسون. هؤلاء هم الصغار بقوا على العهد وبقوا على حبهم للأرض وفلسطين، لأن القضية الفلسطينية ستبقى دوما حية وسيبقى نضال الشعب الفلسطيني مستمراً حتى ينال حريته واستقلاله”.

تاريخ حافل بالدماء والعنف

من جانبه، قال رئيس مجموعة مدافعون لحقق الانسان، د. علي البياتي ان تعامل الجيش الإسرائيلي مع المدنيين في فلسطين ليس بالجديد، فهذا التعامل مبني على تاريخ من العنف والاضطهاد والدماء. تاريخ من الاحتلال وإقصاء الطرف الاخر.

وأشار في سياق حديثه مع “طريق الشعب”، الى ان الكيان الصهيوني “يضرب ويدمر أية مقومات قيام دولة فلسطين، من خلال العنف والحرب المستمرة. ومن جانب اخر فإن الفلسطينيين قبل هذا العدوان أيضا كانوا يعيشون واقعا سيئا. نحن نتحدث عن السجون والقمع”.

ونبّه البياتي الى انه “حتى لو كانت الحجة ان هناك طرفا من فلسطين قد تجاوز واعتدى وغيرها من الحجج، فإن تاريخ ما قبل هذا العدوان لم يكن تاريخ سلام بل مليء بالعنف. استهداف المدنيين بهذا الشكل المروع وكمية القنابل التي يتم استخدامها وتدمير مدينة غزة بهذا الشكل وتهجير أكثر من مليون مواطن فلسطيني من القطاع، يجري كله وسط غياب اي دليل يؤكد ان الجيش الاسرائيلي قد استهدف ولو مقاتل واحد من المقاومة الفلسطينية”

 لا قيمة لهذا اليوم العالمي

الناشطة السياسية رؤى خلف قالت انه “امام حجم الانتهاكات المستمرة في غزة، تسقط كل هذه المناسبات، وكل هذه الأيام العالمية وكل هذه المسميات. اليوم وامام انظار العالم يتم قتل الاطفال حتى من هم في بطون امهاتهم”.

وذكرت خلف في سياق حديثها مع “طريق الشعب”، انه لا يجب “الترويج لهذه الايام في اتجاه بعيد عن إحداث غزة وعن الانتهاكات الحقيقية التي تمارس داخل مدينة القطاع من قبل الاحتلال”، مبينة ان المشاهد التي تصدر من داخل القطاع “مشاهد تفوق الخيال، ولا يمكن ان نتصور ونحن في العام 2023 ان نرى هذه الهمجية والوحشية في الاستهداف للمستشفيات او المدارس، التي تأوي الأطفال”